491
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

الشّرْحُ:

هذه الكلمةُ تذكِّر بالموت وسرعةِ زَوال الدّنيا .

171

الأصْلُ:

۰.قَدْ أَضَاءَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ .

الشّرْحُ:

هذا الكلامُ جارٍ مَجرَى المَثَل ، ومثله .
* والشمسُ لا تَخفَى عن الأبْصَارِ *
ومِثله :
* إنّ الغَزَالةَ لا تَخفَى عن البَصَرِ *

172

الأصْلُ:

۰.تَرْكُ الذَّنْبِ أَهْوَنُ مِنْ طَلَبِ التوبة .

الشّرْحُ:

هذا حقّ ؛ لأنّ ترك الذَّنْب هو الإحجامُ عنه ، وهذا سَهلٌ على من يَعرِف أثَر الذّنب على ماذا يكون ، وهو أسهَلُ من أن يُواقِع الإنسانُ الذّنب ، ثمّ يَطلُب التّوبة ، فقد لا يخلص داعيه إليها ، ثمّ لو خَلَص فكيف له بحصُوله على شروطها ، وهي أن يَندَم على القبيح لأنّه قبيح ، لا لخَوْف


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
490

169

الأصْلُ:

۰.الاْءِعْجَابُ يَمْنَعُ مِنَ الاِزْدِيَاد .

الشّرْحُ:

إنّما قال عليه السلام : «يمنع من الأزدياد» ؛ لأنّ المُعجَب بنفسه ظانٌّ أنّه قد بَلغ الغَرَض ، وإنّما يَطلُب الزّيادةَ مَنْ يستشعِر التقصير لا مَن يتخيّل الكمال ؛ وحقيقة العَجَب ظنُّ الإنسان بنفسِه استحقاقَ منزِلةٍ هو غيرُ مستحِقٍّ لها ؛ ولهذا قال بعضهم لرجل رآه معجَبا بنفسِه : يسرّني أن أكون عندَ الناس مِثلك في نفسِك ، وأنْ أكونَ عندَ نفسي مِثلك عند الناس ، فتمنّى حقيقة ما يقدّره ذلك الرجل ، ثمّ تمنَّى أن يكون عارِفا بعيوب نفسِه ، كما يَعرِف الناسُ عيوبَ ذلك الرجل المُعجَب بنفسه .
وقال عليه السلام : ثلاثٌ مُهلِكات : شحٌ مُطاع ، وهَوىً متّبَع ، وإعجابُ المرءِ بنفسه .
وأصل الإعجاب من حُبّ الإنسان لنفسِه ، وقد قال عليه السلام : «حُبُّك الشيء يُعمِي ويُصِمّ » ، ومن عَمِيَ وصَمَّ تَعذَّر عليه رؤيةُ عُيوبه وسماعُها ، فلذلك وَجَب على الإنسان أن يَجعَل على نفسه عيوناً تُعرِّفه عيوبَه .

170

الأصْلُ:

۰.الْأَمْرُ قَرِيبٌ وَالاْصْطِحَابُ قَلِيلٌ ۱ .

1.المراد بالأمر هنا الموت . والمراد بالاصطحاب حياة الإنسان في الدنيا وصحبته لها .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 150358
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي