497
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

183

الأصْلُ:

۰.ثَمَرَةُ التَّفْرِيطِ النَّدَامَةُ ، وَثَمَرَةُ الْحَزْمِ السَّلاَمَةُ ۱ .

الشّرْحُ:

وكان يقال : الحَزْم مَلَكةٌ يُوجِبها كثرةُ التجارب ، وأصله قوّة العقل ، فإنّ العاقل خائفٌ أبدا ، والأحمق لا يخاف ، وإن خاف كان قليل الخوف ، ومن خاف أمرا توقّاه ، فهذا هو الحَزْم .

184

الأصْلُ:

۰.مَنْ لَمْ يُنْجِهِ الصَّبْرُ ، أَهْلَكَهُ الْجَزَعُ .

الشّرْحُ:

وكان يقالُ : ما أحسن الصّبر لولا أنّ النفقة عليه من العمر ! أخذه شاعر فقال :

وَإنّي لأدرِي أنَّ في الصَّبْر رَاحَةًولكنّ إنفاقي على الصبر من عُمْرِي
فإن قلت : أي فائدة في قوله عليه السلام : «مَنْ لم ينجه الصّبر أهلكه الجزع» ؟ وهل هذا إلاّ كقول مَنْ قال : «مَنْ لم يجد ما يأكل ضرّه الجوع ؟» .
قلت : لو كانت الجهة واحدة ، لكان الكلام عبثا ، إلاّ أن الجهة مختلفة ؛ لأنّ معنى كلامه عليه السلام من لم يخلّصه الصبر من هموم الدّنيا وغُمومها هَلَك مع اللّه تعالى في الآخرة بما يستبدله من الصبر بالجزع ؛ وذلك لأنّه إذا لم يصبر فلا شكّ أنّه يجزع ، وكلّ جازع آثم ؛

1.التفريط : التقصير في العمل . والحزم : اغتنام الفرصة .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
496

والوجه الثاني : أن يريد لا تَعِظِ الناس ولا تَنْهَهم عن منكرٍ إلاّ وأنت مُقلِعٌ عنه ، فإن الواعظ الذي ليس بزكيٍّ لا ينجَعُ وعْظُه ، ولا يؤثِّر نهْيُه .

181

الأصْلُ:

۰.اللَّجَاجَةُ تَسُلُّ الرَّأْيَ ۱ .

الشّرْحُ:

هذا مشتقّ من قوله عليه السلام : «لا رأي لمن لا يُطاع» ؛ وذلك لأنّ عدم الطاعة هو اللّجاجة ، وهو خُلُق يتركَّب من خُلقين : أحدهما الكِبْر ، والآخر الجهل بعواقب الأُمور ، وأكثر ما يعتري الولاة لما يأخذهم من العِزّة بالأثم .

182

الأصْلُ:

۰.الطَّمَعُ رِقٌّ مُؤَبَّدٌ .

الشّرْحُ:

هذا المعنى مطروقٌ جدّا ، وقد سبق لنا فيه قولٌ شافٍ .
وقال الشاعر :

تعفّف وعِشْ حُرّا ولا تَكُ طامِعافما قَطّع الأعناق إلاّ المَطامِعُ

1.اللجاجة : هنا العناد والإصرار .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 123369
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي