565
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

«إنّ اليَسير من الرِّياء شِرْكٌ ، وإن اللّه يُحبّ الأتقياءَ الأخفياءَ الّذين هم في بُيوتهم إذا غابوا لم يُفتقدوا ، وإذا حَضَروا لم يُعرَفوا ، قلوبهم مَصابيحُ الهدى ، ينجون من كلّ غَبراءَ مُظلِمة» ۱ .

283

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام :لاَ وَالَّذِي أَمْسَيْنَا مِنْهُ فِي غُبَّرِ لَيْلَةٍ دَهْمَاءَ ، تَكْشِرُ عَنْ يَوْمٍ أَغَرَّ ، مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا .

الشّرْحُ:

قد رُوِي : «تفترّ عن يومٍ أغرّ» . والغُبّر : البقايا ، وكذلك الإغبار . وكَشَر أي بَسَم ، وأصلُه الكَشْف . وهذا الكلام إمّا أن يكون قالَه على جهة التفاؤل ، أو أن يكون إخبارا بغَيْب ؛ والأوّل أوجَه .

284

الأصْلُ:

۰.قَلِيلٌ تَدُومُ عَلَيْهِ ، أَرْجَى مِنْ كَثِيرٍ مَمْلُولٍ مِنْهُ .

1.الحديث أخرجه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين من طريقين في ۱:۴۴ ح۴ ، ۴:۳۶۴ ح۷۹۳۳ .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
564

الشّرْحُ:

قوله : «وربّما شَرِق شاربُ الماء قبلَ ريِّه» ، كلامٌ فصيح ، وهو مَثَلٌ لمن يُختَرم بَغتةً أو تَطرُقه الحوادثُ والخُطوب وهو في تلْهِيَةٍ مِنْ عيشه . ومثل الكلمة الأُخرى قولهم : على قدْر العَطِيّة تكون الرّزيّة . والقولُ في الأماني قد أوسَعْنا القول فيه مِن قبل ، وكذلك في الحظوظ .

282

الأصْلُ:

۰.اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تُحَسِّنَ فِي لاَمِعَةِ الْعُيُونِ عَلاَنِيَتِي ، وَتُقَبِّحَ فِيَما أُبْطِنُ لَكَ سَرِيرَتِي ، مُحَافِظاً عَلَى رِياءِ النَّاس مِنْ نَفْسِي بِجَمِيعِ مَا أَنْتَ مُطَّلِعٌ عَلَيْهِ مِنِّي ، فَأُبْدِيَ لِلنَّاس حُسْنَ ظَاهِرِي ، وَأُفْضِيَ إِلَيْكَ بِسُوءِ عَمَلِي ، تَقَرُّباً إلَى عِبَادِكَ وَتَبَاعُداً مِنْ مَرْضَاتِكَ .

الشّرْحُ:

قد تقدّم القولُ في الرِّياء ، وأن يُظهِر الإنسانُ من العبادة والفِعل الجميل ما يُبطن غيره ، ويقصد بذلك السُّمعة والصِّيت لا وجه اللّه تعالى .
وقد جاء في الخبر المرفوع : «أخوَفُ ما أخافُ على أُمَّتي الرِّياء والشَّهوة الخفيّة» ۱ .
قال المفسِّرون : والرِّياء من الشّهوة الخفيّة ، لأنّه شَهوة الصِّيت والجاه بين الناس بأنه مَتِين الدِّين ، مُواظِب على نوافِل العِبادات ، وهذه هي الشّهوة الخفيّة ، أي ليست كشهوة الطعام والنّكاح وغيرِهما من المَلاذّ الحسيّة . وفي الخبر المرفوع أيضا :

1.المروي عندنا عن الإمام موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم السلام ، مرفوعاً : « إنّ أخوف ما أخاف على أُمّتي من بعدي هذه المكاسب المحرّمة والشهوة الخفيّة والرِّبا » . (بحار الأنوار ۷۳:۱۵۸ و۱۰۳:۵۴ ح۲۶ باب ۴ من كتاب العقود والإيقاعات) .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 120852
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي