575
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

وأخَذَ أبو العتاهية ألفاظَة عليه السلام فقال لمن يعزِّيه عن وَلَد :

ولابدّ مِن جَرَيان القَضاءِإمّا مُثابا وإمّا أثِيما

298

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام عندَ وقوفِهِ على قبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ساعة دُفِنَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وسلم :
إِنَّ الصَّبْرَ لَجَمِيلٌ إِلاَّ عَنْكَ ، وَإِنَّ الْجَزَعَ لَقَبِيحٌ إِلاَّ عَلَيْكَ ، وَإِنَّ الْمُصَابَ بِكَ لَجَلِيلٌ ، وَإِنَّهُ بَعْدَكَ لَقَلِيلٌ .

الشّرْحُ:

قد أخذَتْ هذا المعنى الشُّعراءُ ؛ فقال بعضهم :

أمسَتْ بجَفْني للدُّموع كُلُومُحَزنا عليك وفي الخُدود رُسومُ
والصبرُ يُحمَد في المَواطِن كلِّهاإلاّ عليكَ فإنّه مذمومُ
ومن الشِّعر المنسوب إلى عليٍّ عليه السلام ـ ويقال : إنه قاله يومَ ماتَ رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ـ :

كنتَ السّوادَ لناظِريفبَكى عليك النّاظرُ
من شاءَ بعدَك فليَمُتْفعليكَ كنتُ أحاذِرُ

299

الأصْلُ:

۰.لاَ تَصْحَبِ الْمَائِقَ فَإِنَّهُ يُزَيِّنُ لَكَ فِعْلَهُ ، وَيَوَدُّ أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
574

شكْر منعِم ، فلم يَبقَ وجهٌ يَقتضِي وجوبَ الثّواب على اللّه سبحانه ، وهذا قريبٌ من قولِ أميرِالمؤمنين عليه السلام .
وقال البَصْرِيّون : بل الثواب واجبٌ على اللّه تعالى عَقْلاً ، كما يجب عليه العِوَض عن إيلامِ الحيِّ ؛ لأنّ التكليف إلزامٌ بما فيه مَضَرّة ، كما أنّ الإيلامَ إنزالُ مَضَرّة ، والإلزام كالإنْزال ۱ .

297

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام للأشعث بن قيس وقد عزّاه عن ابن له :
يَا أَشْعَثُ ، إِنْ تَحْزَنْ عَلَى ابْنِكَ فَقَدِ اسْتَحَقَّتْ ذلِكَ مِنْكَ الرَّحِمُ ، وَإِنْ تَصْبِرْ فَفِي اللّهِ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ خَلَفٌ . يَا أَشْعَثُ ، إِنْ صَبَرْتَ جَرَى عَلَيْكَ الْقَدَرُ وَأنْتَ مَأجُورٌ ، وَإِنْ جَزِعْتَ جَرَى عَلَيْكَ الْقَدَرُ وَأنْتَ مَأزُورٌ . يَا أَشْعَثُ ، ابْنُكَ سَرَّكَ ، وَهُوَ بَلاَءٌ وَفِتْنَةٌ ، وَحَزَنَكَ ، وَهُوَ ثَوَابٌ وَرَحْمَةٌ ۲ .

الشّرْحُ:

قد رُوِي هذا الكلام عنه عليه السلام على وجوهٍ مختلِفة ورواياتٍ متنوِّعة ، هذا الوجهُ أحدُهما ۳ ،

1.يَستقلّ العقل بوجوب حق الطاعة للّه ( عز وجل ) المولى الحقيقي في كل ما ينكشف له من تكاليف حتى بالظن والاحتمال فضلاً عن القطع ، ما لم يرخص هو سبحانه في عدم التحفّظ ؛ شكرا على إنعامه ، ودفعا للضرر عن النفس بعصيانه . فكيف وقد توعد من عصى ، وحكم العقل بمولويته وطاعته ، لكونه هو المنعم الحقيقي بنعمة الوجود وغيرها من النعم التي لا تحصى فيجب شكره بطاعته . ولكونه مالكاً حقيقياً لنا وللوجود بخلقه إيانا وخلقه للوجود فيجب على المملوك إطاعة المالك .

2.خلف : عوض . مأجور : مثاب . جزعت : حزنت حزنا شديدا مأزور : مأثوم . فتنة : امتحان واختبار . سرّك : أكسبك سرورا . وحزَنك : أكسبك الحزن وذلك عند الموت .

3.ويأتي في الموعظة (۴۲۱) وجه آخر في تعزيته .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 123250
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي