585
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

الشّرْحُ:

هذا كلام في التوكّل ، وقد سبق القول فيه .
وقال بعض العلماء : لا يشغلَك المضمونُ لك من الرّزق عن المفروض عليك من العَمل ، فتضيّع أمرَ آخرتك ، ولا تنال من الدنيا إلا ما كَتَب اللّه لك .

317

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام لأنسِ بنِ مالكٍ ، وقد كان بَعَثَه إلى طلحةَ والزبير لما جاءا إلى البصرة يذكّرهُما شيئاً مما سمعه من رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم في معناهما ، فَلَوَى عن ذلك فرجع إليه ، فقال : إِنِّي أُنْسِيتُ ذلِكَ الْأَمْرَ ، فَقال عليه السلام :
إِنْ كُنْتَ كَاذِباً فَضَرَبَكَ اللّهُ بِهَا بَيْضَاءَ لاَمِعَةً لاَ تُوَارِيهَا الْعِمَامَةُ .
قال : يعني البرص ، فأصاب أنساً هذا الداء فيما بعد في وجهه ، فكان لا يُرى إلاّ مُتَبرقِعاً .

الشّرْحُ:

المشهور أنّ عليا عليه السلام ناشد الناس اللّه في الرّحبة بالكوفة ، فقال : أنشدكم اللّه رجلاً سمع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقول لي وهو منصرف من حَجّة الوداع : «من كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، اللهـمّ وَالِ مَنْ والاه ، وعادِ مَنْ عاداه» ! فقام رجال فشهدوا بذلك ، فقال عليه السلام لأنس بن مالك : لقد حضرتَها ، فما بالُك ! فقال : يا أميرَ المؤمنين كبرتْ سنّي ، وصار ما أنساه أكثر مما أذكره ؛ فقال له : «إن كنت كاذبا فضربك اللّه بها بيضاء لا تواريها العِمامة» ، فما مات حتى أصابه البرص . فأما ماذكره الرضيّ من أنّه بعث أنسا إلى طلحة والزبير فغيرُ معروف .
وقد ذكر ابنُ قتيبة حديث البرص ، والدعوة التي دعا بها أمير المؤمنين عليه السلام على أنس ابن مالك في كتاب ( المعارف ) في باب البُرْص من أعيان الرجال ، وابن قتيبة غير متّهم في حقّ


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
584

وقال الشاعر :

أبقَى الضَّغَائِنَ آباءٌ لنا سلفُوافلن تبِيدَ وللآباء أبناءُ
ولا خير في القرابة من دون مودّة ، والقربى محتاجة إلى المودّة ، والمودّة مستغنية عن القرابة .

315

الأصْلُ:

۰.اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤمِنِينَ ، فَإِنَّ اللّهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى ألْسِنَتِهِمْ ۱ .

الشّرْحُ:

كان يقال : ظَنُّ المؤمن كَهانة . وهو أثرٌ جاء عن بعض السلف .
قال أوْس بن حجر :

الألمعيُّ الذي يَظُنّ بك الظنكأنْ قد رأى وقد سَمِعا

316

الأصْلُ:

۰.لاَ يَصْدُقُ إِيمَانُ عَبْدٍ ، حَتَّى يَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اللّهِ سُبحانَه أَوْثَقَ مِنْهُ بَمَا فِي يَدِهِ ۲ .

1.الظن هنا الفراسة ، وهو ظن مصيب .

2.المراد به أن تكون ثقته بما عند اللّه من ثواب وفضل ، أشد من ثقته بما في يده .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 123318
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي