بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ غَبْنٌ ، وَالطُّمَأْنِينَةُ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ الاْخْتِبَارِ لَهُ عَجْزٌ .
الشّرْحُ:
قد تقدّم الكلام في الدّنيا وحُمق من يَركَن إليها مع معاينة غدرِها ، وقلّة وفائها ونقِضها عهودَها ، وقتِلها عُشّاقها . ولا ريبَ أنّ الغَبْن وأعظمُ الغَبْن هو التّقصير في الطاعة مع يقين الثواب عليها ، وأمّا الطمأنينة إلى مَنْ لم يعرف ولم يختبرْ فإنها عجز ـ كما قال عليه السلام ـ يَعني عجزا في العقل والرأي ، فإن الوثوق مع التجربة فيه ما فيه ، فكيف قبل التجربة!
391
الأصْلُ:
۰.مِنْ هَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللّهِ أَنَّهُ لاَ يُعْصَى إِلاَّ فِيهَا ، وَلاَ يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلاَّ بِتَرْكِهَا .
الشّرْحُ:
هذا الكلام نسبَه الغَزاليّ في كتاب ( إحياء علوم الدين ) إلى أبي الدَّرداء ، والصحيح أنّه من كلام عليٍّ عليه السلام ، ذكَرَه شيخُنا أبو عثمانَ الجاحظ في غير موضع من كُتُبه ، وهو أعرَف بكلام الرجال . وقد تقدّم من كلامنا في حال الدنيا وهَوانِها على اللّه واغترارِ الناس بها وغدْرِها بهم ، وذَمِّ العقلاء لها ، وتحذير منها مافيه كفاية . يقال : إنّ في بعض كتب اللّه القديمة : الدّنيا غنيمة الأكياس ، وغفلة الجُهّال ، لم يَعْرِفوها حتّى خرجوا منها ، فسألوا الرَّجعة فلم يَرجِعوا .
392
الأصْلُ:
۰.مَنْ أَبْطَأ بِهِ عَمَلُهُ ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ .