631
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ غَبْنٌ ، وَالطُّمَأْنِينَةُ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ قَبْلَ الاْخْتِبَارِ لَهُ عَجْزٌ .

الشّرْحُ:

قد تقدّم الكلام في الدّنيا وحُمق من يَركَن إليها مع معاينة غدرِها ، وقلّة وفائها ونقِضها عهودَها ، وقتِلها عُشّاقها . ولا ريبَ أنّ الغَبْن وأعظمُ الغَبْن هو التّقصير في الطاعة مع يقين الثواب عليها ، وأمّا الطمأنينة إلى مَنْ لم يعرف ولم يختبرْ فإنها عجز ـ كما قال عليه السلام ـ يَعني عجزا في العقل والرأي ، فإن الوثوق مع التجربة فيه ما فيه ، فكيف قبل التجربة!

391

الأصْلُ:

۰.مِنْ هَوَانِ الدُّنْيَا عَلَى اللّهِ أَنَّهُ لاَ يُعْصَى إِلاَّ فِيهَا ، وَلاَ يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلاَّ بِتَرْكِهَا .

الشّرْحُ:

هذا الكلام نسبَه الغَزاليّ في كتاب ( إحياء علوم الدين ) إلى أبي الدَّرداء ، والصحيح أنّه من كلام عليٍّ عليه السلام ، ذكَرَه شيخُنا أبو عثمانَ الجاحظ في غير موضع من كُتُبه ، وهو أعرَف بكلام الرجال . وقد تقدّم من كلامنا في حال الدنيا وهَوانِها على اللّه واغترارِ الناس بها وغدْرِها بهم ، وذَمِّ العقلاء لها ، وتحذير منها مافيه كفاية . يقال : إنّ في بعض كتب اللّه القديمة : الدّنيا غنيمة الأكياس ، وغفلة الجُهّال ، لم يَعْرِفوها حتّى خرجوا منها ، فسألوا الرَّجعة فلم يَرجِعوا .

392

الأصْلُ:

۰.مَنْ أَبْطَأ بِهِ عَمَلُهُ ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
630

كُلِّهَا فَرَائِضَ يَحْتَجُّ بِهَا عَلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .

الشّرْحُ:

هذَا نَهيٌ عن الكذب، وأن تقول ما لا تَأمَن من كونه كَذِباً، فإنّ الأمرين كِليْهما قبيحان عَقْلاً عند أصحابنا.

389

الأصْلُ:

۰.احْذَرْ أَنْ يَرَاكَ اللّهُ عِنْدَ مَعْصِيَتِهِ ؛ وَيَفْقِدَكَ عِنْدَ طَاعَتِهِ ، فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ؛ وَإِذَا قَوِيتَ فَاقْوَ عَلَى طَاعَةِ اللّهِ ، وَإِذَا ضَعُفْتَ فَاضْعُفْ عَنْ مَعْصِيَةِ اللّهِ .

الشّرْحُ:

مَن علم يقيناً أنّ اللّه تعالى يراه عند معصيته ، كان أجْدَرَ الناس أن يجتنبَها ؛ كما إذا علمْنا يقيناً أنَّ الملك يرى الواحد منّا وهو يراود جاريتَه عن نفسها ، أو يحادث ولده ليفجُر به ، ولكنّ اليقين في البَشَرِ ضعيفٌ جدّا ، أو أنّهم أحمقُ الحيوان وأجهَلُه وبحقّ أقول : إنهم إن اعتقدوا ذلك اعتقادا لا يخالطه الشكّ ، ثم واقعوا المعصية ، وعندهم عقيدة أُخرى ثابتة أنّ العقاب لاحِقٌ بمن عصى ، فإن الإبلَ والبقرَ أقربُ إلى الرَّشاد منهم .
وأقول : إنّ الذي جرّأ الناسَ على المعصية الطمعُ في المغفرة ، والعفو العامّ وقولهم : الحلم والكرم والصّفح من أخلاق ذويالنَّباهة والفَضْل من الناسِ، فكيف لا يكون من الباريسبحانه عفوٌعن الذّنوب!

390

الأصْلُ:

۰.الرُّكُونُ إِلَى الدُّنْيَا مَعَ مَا تُعَايِنُ مِنْهَا جَهْلٌ ، وَالتَّقْصِيرُ فِي حُسْنِ الْعَمَلِ إِذَا وَثِقْتَ

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 120933
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي