641
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

لَقَدْ طِرْتَ شَكِيراً ، وَهَدَرْتَ سَقْباً .

قال [ الرضيّ ] : الشَّكِيرُ هاهنا : أوّلُ ما ينبُتُ من ريشِ الطائرِ ، قَبلَ أنْ يَقْوى ويَستحْصفَ ، والسَّقْبُ : الصغيرُ من الإبلِ ، ولا يَهدرُ إلاّ بعدَ أنْ يستفحِلَ .

الشّرْحُ:

هذا مِثلُ قولهم : قد زَبَّبَ قبل أن يُحصرم ، ومن أمثال العامّة : يقرأ بالشّواذّ ، وما حفِظ بعدُ جزءَ المفصَّل .

411

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام : مَنْ أَوْمَأَ إِلَى مُتَفَاوِتٍ خَذَلَتْهُ الْحِيَلُ ۱ .

الشّرْحُ:

قيل في تفسيره : من استدلّ بالمتشابه من القرآن في التّوحيد والعَدْل انكشفتْ حيلتُه ، فإنّ علماء التّوحيد قد أوضحوا تأويلَ ذلك .
وقيل : مَن بَنَى عقيدةً له مخصوصةً على أمرين مختلفين : حقٍّ وباطل ، كان مُبطلاً .
وقيل : من أومَأَ بطمَعه وأمَله إلى فائتٍ قد مَضى وانقضى لن تَنفعَه حِيلة ، أي لا يُتبِعنّ أحدُكم أمَله ما قد فاتَه ، وهذا ضعيفٌ ؛ لأنّ المُتفاوت في اللّغة غيرُ الفائت ۲ .

1.أومأ : أشار ، والمراد طلب وأراد .

2.المتفاوت : المتباعد أو المتناقض ، أي مَن طلب تحصيل المتباعدات وضمّ بعضها إلى بعض خذلته الحيل فيما يريد فلم ينجح فيه . أو من حاول التأليف بين المتناقضات كالجمع بين رضوان اللّه ومعصيته ، وبين الإعتداء على الآخرين والفوز بحبهم وثقتهم ؛ فقد حاول المحال . في ظلال نهج البلاغة / مغنية ۴:۴۵۰ .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
640

الشّرْحُ:

ويروى : «والغسل نُشرة» بالغين المعجمة ، أي التّطهير بالماء .
فأمّا لفظ أمير المؤمنين عليه السلام في قوله : «نَشْرة» ، فإنّ النّشرة في اللغة كالعُوذَة والرُّقْية ، قالوا : نَشّرْت فلاناً تَنْشيراً ، أي رَقَيْتُه وعوّذتُه . وقال الكلابيّ : إذا نشر المَسْفوع فكأنّما أُنشِط من عِقال ، أي يذهب عنه ما به سَرِيعا .
وقد عدّ أميرُ المؤمنين عليه السلام أُمورا أربعةً ذكر منها النشرة ، ولم يكن عليه السلام ليقول ذلك إلاّ عن تَوْقيف من رسولِ اللّه صلى الله عليه و آله وسلم .

409

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام : مُقَارَبَةُ النَّاس فِي أَخْلاَقِهِمْ أَمْنٌ مِنْ غَوَائِلِهِمْ ۱ .

الشّرْحُ:

إلى هذا نَظَر المتنبِّي في قوله :

وخَلّةٍ في جليسٍ أتّقيه بهاكَيْما يَرى أنّنا مِثْلان في الوَهَنِ
وكِلْمةٍ في طَريق خِفْتُ أُعْرِبُهافيُهتَدَى لي فلم أقدِرْ على اللَّحَنِ

410

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام : لبعض مخاطبيه ، وقد تكلّم بكلمةٍ يُستصغَرُ مثلُهُ عن قول مِثلها :

1.الغوائل : جمع الغائلة ، أي الشر . المنافرة في الأخلاق والمباعدة فيها مجلبة للعداوات ، ومن عاداه الناس وقع في غوائلهم ، فالمقاربة لهم في أخلاقهم تحفظ المودّة . لكن لا تجوز المصانعة على الباطل ، بل موافقتهم على ما يجيزه الشرع ولا يأباه العقل .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 123313
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي