645
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

416

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام :مَنْ صَارَعَ الْحَقَّ صَرَعَهُ .

الشّرْحُ:

هذا مِثْلُ قوله في موضعٍ آخر : «مَنْ أبدى صفحته للحقّ هلك» ۱ .

417

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام :الْقَلْبُ مُصْحَفُ الْبَصَرِ .

الشّرْحُ:

هذا مِثلُ قولِ الشاعر :

تخبّرني العينان ما القلبُ كاتمُوما جنّ بالبَغْضاء والنَّظَر الشَّزْرِ
يقول عليه السلام : كما أنّ الإنسان إذا نظر في المصحَف قرأ ما فيه ، كذلك إذا أبصر الإنسانُ صاحبَه فإنه يَرَى قلبه بوساطة رؤية وجهه ، ثم يعلم ما في قلبه من حُبٍّ وبُغْض وغيرهما ، كما يعلم برؤية الخطّ الذي في المُصحف ما يدلّ الخطّ عليه .
وقال الشاعر :

إنّ العيونَ لَتُبدِي في تَقلُّبهاما في الضَّمائر من وُدٍّ ومِنْ حَنَقِ

1.أُنظر الخطبة (۱۶) ، والحكمة (۱۵۵) .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
644

414

الأصْلُ:

۰.وقالَ عليه السلام :مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ الْأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا عِنْدَ اللّهِ ! وأَحْسَنُ مِنْهُ تِيهُ الْفُقَرَاءِ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ اتِّكَالاً عَلَى اللّه سُبْحَانَهُ ۱ .

الشّرْحُ:

قد تقدّم شرح مِثل هذه الكلمة مرارا .

415

الأصْلُ:

۰.قال عليه السلام :مَا اسْتَوْدَعَ اللّهُ امْرَأً عَقْلاً إِلاَّ ليَسْتَنْقِذَهُ بِهِ يَوْماً مَا .

الشّرْحُ:

لابدّ أن يكون للباري تعالى في إبداع العَقْل قلبَ زيد مَثلاً غَرَض ، ولا غَرَض إلاّ أَن يستدلّ به على ما فيه نجاتُه وخلاصُه ، وذلك هو التّكليف ، فإنْ قصّر في النظر وجَهِل وأخطأ الصّواب فلابدّ أن يُنقذه عقلُه مِن وَرْطة مِن وَرَطات الدنيا ، وليس يخلو أحدٌ عن ذلك أصلاً ؛ لأنّ كلّ عاقل لابدّ أن يتخلّص من مَضرّةٍ سبيلُها أن تُنَال بإعمال فِكرتِه وعقله في الخلاص منها ؛ فالحاصل أنّ العقل إمّا أن ينقذ الإنقاذ الدّيني ، وهو الفلاح والنّجاح على الحقيقة ، أو يُنقذ من بعضِ مَهالِك الدّنيا وآفاتها ، وعلى كلّ حال فقد صَحّ قولُ أمير المؤمنين عليه السلام ، وقد رُويتْ هذه الكلمة مرفوعةً ، ورُويتْ : «إلاّ استنقذَهُ به يوما مّا» .

1.التيه : الزهو والتكبّر . إن تيه الفقراء على الأغنياء ينطوي على التوكل على اللّه والإباء ، والرضا والقناعة بما يسّر ، وأمّا تواضع الأغنياء للفقراء فهو حسن لا شك في ذلك إلاّ أنّ زهو الفقراء على الأغنياء أفضل وأكمل .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 123361
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي