671
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2

ذلك لأنّ مسائلَ الرِّبا مُشتَبِهة بمسائل البَيْع ، ولا يَفْرِق بينهما إلاّ الفقيه حتّى إنّ العُظماءَ من الفقهاء قد اشتَبَه عليهم الأمرُ فيها فاختلفوا فيها أشدَّ اختلاف .

457

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام :مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ؛ ابْتَلاَهُ اللّهُ بِكِبَارِهَا .

الشّرْحُ:

إنّما كان كذلك لأنّه يشكو اللّه ويَتسخّط قضاءه ، ويَجْحد النّعمة في التّخفيف عنهُ ، ويدّعي فيما ليس بمجحِف بهِ من حوادث الدهر أنّهُ مجحف ويتألمُ بين الناس ؛ لذلك أكثَر ممّا تقتضيه نَكْبَتُه ، ومَن فعَلَ ذلك استَوْجَب السُّخْطَ من اللّه تعالى ، وابتُلِيَ بالكثير من النَّكبة ، وإنما الواجب على من وقع في أمر يَشُق عليه ، ويتألّم منه ويَنال من نفسه ، أو من مالِه نَيْلاً ما ، أن يَحمَد اللّه تعالى على ذلك ، ويقول : لعلّه قد دَفَع بهذا عنّي ما هو أعظَم منه ، ولئن كان قد ذهب من مالي جزءٌ فلقد بقَي أجزاءٌ كثيرة .

458

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام :مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ ، هَانَتْ عَلَيْهِ شَهَوَتُهُ .

الشّرْحُ:

قد تقدّم مِثلُ هذا المعنى مِرارا ، ومن الكلام المشهور بين العامّة : قبّح اللّه امرأً تَغْلِب شَهْوَته على نَخْوَته .


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
670

مَا فَعَلَتْ إِ بِلُكَ الْكثِيرَةُ ؟ قَالَ : ذَعْذَعَتْهَا الْحُقُوقُ يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ . فَقال عليه السلام : ذلِكَ أَحْمَدُ سُبُلِهَا .

الشّرْحُ:

ذعذَعَتْها بالذال المعجمة مكرّرة : فرّقتْها ، ذَعْذَعْتُه فتَذعذَع ، وذَعْذَعةُ السرّ : إذاعتُه . والذَّعاذِع : الفِرَق المتفرِّقة ، الواحدةَ ذعذَعة ، وربما قالوا : تفرّقوا ذَعاذِع .
دخل غالبُ بنُ صعصعةَ بن ناجية بن عقال الُمجاشِعيّ على أمير المؤمنين عليه السلام أيّام خلافته ، وغالبٌ شيخٌ كبير ، ومعه ابنُه همّام الفَرَزْدق وهو غلام يومئذٍ ، فقال له أميرالمؤمنين عليه السلام : مَن الشيخ ؟ قال : أنا غالبُ بنُ صعصعة ؛ قال : ذو الإبل الكثيرة ؟ قال : نعم ، قال : ما فعلت إبلُك ؟ قال : ذعذعتْها الحقُوق ، وأذهبَتْها الحَمالات والنوائب ؛ قال : ذاك أحمد سُبُلِها ؛ مَن هذا الغلامُ مَعَك ؟ قال : هذا ابني ، قال : ما اسمُه ؟ قال همّام ؛ وقد روّيْتُه الشِّعرَ يا أميرَ المؤمنين وكلامَ العَرَب ، ويوشِك أن يكون شاعرا مُجيدا ؛ فقال : لو أقرأتَه القرآنَ فهو خيرٌ له ؛ فكان الفرزدقُ بعدُ يَروي هذا الحديثَ ويقول : ما زالتْ كلمتُه في نفسي حتّى قيّد نفسَه بقَيْد ، وآلَى ألاّ يَفُكّه حَتّى يَحفَظ القرآن ، فما فَكّه حتّى حَفِظه .

456

الأصْلُ:

۰.وقال عليه السلام :مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْهٍ فَقَدِ ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .

الشّرْحُ:

يقول : تَجَر فلانٌ واتّجر فهو تاجر ، والجمع تَجْر ، مِثل صاحِب وصَحْب ، والتِّجارة والتَّجْر بمعنىً واحد ؛ إذا أخذْتَهما مصدَرَيْن لـ «تَجَر» ، وأرض مَتْجَرةٌ يُتّجر فيها .
وارتطم فلانٌ في الوَحْل والأمر إذا ارْتَبَك فيه ولم يَقدِر على الخروج منه ، وإنّما قال عليه السلام

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج2
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 120901
الصفحه من 800
طباعه  ارسل الي