الشّرْحُ:
أعورتم ، أي انكشفتم وبدتْ عوراتكم ، وهي المَقاتِل ، تقول : أعور الفارس ، إذا بدت مَقاتلُه ، وأعورك الصَّيْدُ إذا أمكنك منه .
قوله عليه السلام : أوْحَشوا ما كانوا يوطِنون ، أي أوطنوا قبورهم التي كانوا يوحشونها . « واشتغلوا بما فارقوا» ، أي اشتغلوا وهم في القبور بما فارقوه من الأموال والقيْنات ، لأنها أذىً وعقاب عليهم في قبورهم ، ولولاها لكانوا في راحة . ويجوز أن يكون حكاية حالهم وهم بعد في الدنيا ، أي اشتغلوا أيام حياتهم من الأموال والمنازل بما فارقوه ، وأضاعوا من أمر آخرتهم ما انتقلوا إليه .
ثم ذكر أنّهم لا يستطيعون فعل حسنة ، ولا توبةً من قبيح ؛ لأنّ التكليف سقط ، والمنازل التي أمروا بعمارتها ، والمقابر ، وعمارتها الأعمال الصالحة . وقوله عليه السلام : «إن غداً من اليوم قريب » كلام يجري مجرى المثل ، قال :
* غدٌ ما غدٌ ما أقرب اليوم من غدِ *
والأصل فيه قول اللّه تعالى : «إنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بقَريبٍ»۱ . وقوله عليه السلام : «ما أسرع الساعات في اليوم ...» إلى آخر الفصل ، كلام شريف وجيز بالغ في معناه ، والفصل كلّه نادر لا نظير له .
235
الأصْلُ:
۰.ومن خطبة له عليه السلامفَمِنَ الاْءِيمَانِ مَا يَكُونُ ثَابِتاً مُسْتَقِرّاً فِي الْقُلُوبِ ، وَمِنْهُ مَا يَكُونُ عَوَارِيَ بَيْنَ الْقُلُوبِ وَالصُّدُورِ ، إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ . فَإِذَا كَانَتْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ مِنْ أَحَدٍ فَقِفُوهُ حَتَّى يَحْضُرَهُ