127
ميراث محدث اُرموي

ميراث محدث اُرموي
126

اللغة :

استعديتُ الأميرَ فأعداني ، أي : طلبتُ منه النصرة فأعانني و نصرني . فالاسم العَدْوى بالفتح .
الأسى ـ كالعصى ـ بمعنى : الحزن كما في الآية : «فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَـسِقِينَ»۱ .
الجَوى ـ كالهوى ـ : الحرقة و شدة الوجد من عشق أو خوف .
الغليل ـ كالعليل ـ : حرارة العطش .
الرُّجعى ـ بضم الراء ـ كالبُشرى : مصدر بمعنى الرجوع .
التائقون جمع تائق بالتاء : كالشائق بالشين لفظا و معنى .
المستقَرّ ـ على صيغة المفعول ـ بمعنى : المحل و المنزل . و المقصود من الدعاء سؤال الاجتماع معه في المنزل بواسطة ظهوره عجل اللّه تعالى فرجه .
القَسوَر كجعفر بمعنى : الأسد ، و التاء في القسورة للوحدة .
النفاد : كالتمام لفظا و معنىً .
الأمد بمعنى : الوقت و المدة .
الإدحاض بمعنى : الإزالة و الإبطال .
قوله : « و أدِلْ به أولياءك » يحتمل كون أدل أمرا من باب الإفعال من الدلالة بمعنى الهداية.
وقوله : « و أذِلَّ به أعداءك » من باب الإفعال أيضا ، من الذلة بمعنى الضلالة . أو أن الأصل بالضاد لا بالذال . و كونه عليه السلام سبب الهداية و اضح ، و أما الضلالة فلأن من لم يؤمن به يكون ضالاً . و يحتمل قريبا أن يكون « أدل » من الدلال بمعنى : الغنج الملزوم للإكرام ؛ إذ الحبيب يتغنَّج مع محبه ، و ذلك يستلزم الإكرام ، فيكون مقابله الإذلال للأعداء ، فالإمام عليه السلام هو سبب الإدلال ؛ إذ بسببه و به سبب التصديق به يكون العبد مكرَّما عند اللّه تعالى ، كما أن بغضه و إنكاره سبب الإذلال و الوهن .
و لا يخفى أن الإدلال يختلف حكمه باختلاف محله و حيثيته ، فربما يكون مذموما كما في بعض الأخبار على ما في المجمع ۲ من أن المدلّ لا يصعد من عمله بشيء ، و من أن العابد المدلّ بعبادته كذلك ؛ فإن الإدلال بالعبادة و الاغترار بها ربما يكون محبِطا ، بل في بعض الأخبار : سيئة تندم عليها خير من عبادة تعجب بها ۳ . فالاعتداد بأمثال عباداتنا الناقصة من حيث اجتماع شرائط الصحة و الكمال الغير الخالية عن موانع القبول الغير القابلة لحضرة ذي الجلال عين سفه و إضلال . كيف و هذا أمير المؤمنين عليه السلام يكتب في حاشية كفن سلمان الذي ورد فيه « منا أهل البيت » و فيه ورد أنه « اُعطي علوم الأولين و الآخرين » ۴ إلى غير ذلك من فضائله ، قد كتب عليه السلام في كفنه ما يُشعر بعدم الاعتداد على شيء من عمله :
وفدتُ على الكريم بغير زادٍمن الحسنات و القلب السليمِ
فحملُ الزاد أقبحُ كلِّ شيءإذا كان الوفودُ على الكريمِ
و أما الإدلال الغير المذموم فهو الذي يصدر عن المؤمن ، بل قد ورد في بعض الأدعية كما في دعاء الافتتاح قال : مُدِلاًّ عليك فيما قصدتُ فيه إليك ؛ إذ من الواضح المعلوم أن هذا الإدلال ليس في مقام العبادة ليكون عُجبا و رياءً بحيث يكون يرى الاستحقاق به سبب عمله ، بل في مقام اليقين بسعة رحمته و عموم فضله و كرمه ، كما يُشعر بذلك مضمون الأبيات المنقولة من حيث التعبير بالوفود على الكريم . و الإستدلال في البيت الثاني .
أ لا ترى أن العبارات السابقة على هذه الفقرة من الدعاء ـ حيث قال : اللهم إن عفوك عن ذنبي و تجاوزك عن خطيئتي و صفحك عن ظلمي أطمعني في أن أسألك ما لا أستوجبه منك ... الخ ـ كلها تدل على ما ذكرنا .
قوله : « يأخذ بحُجْزتهم » الحُجْزة ـ بضم الحاء المهملة ثم الزاي المعجمة ـ : معقد الإزار ، ثم استعير للإزار ، ثم استعير الأخذ بالحجزة للاعتصام و التمسك ، كما في حديث الرسول صلى الله عليه و آله في علي عليه السلام : خذوا بحجزة هذا الأنزع ؛ فإنه الصديق الأكبر و الفارق ، يُفرِّق بين الحق و الباطل۵.
قوله : « ريّا رويّا » الري ـ بكسر الراء و تشديد الياء ـ من روى من الماء يروي ريا : أي سقيا ، و «الرَّوِيّ» فعيل منه ، و توصيفه من باب المبالغة كـ « شعر شاعر » .

1.سورة المائدة ، الآية ۲۶ .

2.مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۵۱ مادة «دلل» ؛ و انظر : الكافي ، ج ۲ ، ص ۳۱۳ ، ح ۵ .

3.في المنقول عن علي عليه السلام : سيئة تسوؤك خير عند اللّه من حسنة تعجبك . كما في نهج البلاغة ، ج ۳ ، ص ۱۶۳ ، حكمة ۴۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۱۰۵ ، ح ۲۵۵ .

4.أنظر بعض فضائل سلمان في الغدير ، ج ۱۰ ، ص ۱۸ ، و المعروف أن أمير المؤمنين عليه السلام قال : سلمان رجل منّا أهل البيت ، أدرك علم الأولين والآخرين . لاحظ : تاريخ ابن عساكر ، ج ۶ ، ص ۱۹۸ ـ ۲۰۳ ؛ تهذيب الكمال ، ج ۱۱ ، ص ۲۵۱ .

5.بصائر الدرجات ، ص ۷۳ ، ح ۲ ؛ الإمامة و التبصرة ، ص ۱۱۱ ، ح ۹۹ ؛ كامل الزيارات ، ص ۱۱۶ ، ح ۱۲۵ .

  • نام منبع :
    ميراث محدث اُرموي
    المساعدون :
    الاشكوري، احمد
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1385
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 73738
الصفحه من 384
طباعه  ارسل الي