129
ميراث محدث اُرموي

ميراث محدث اُرموي
128

الإعراب :

قوله : « إليك أستعدي » ، تقديم الظرف ـ و إن كان مما يُساغ للتوسع ـ و لكن الغرض هنا إفادة الحصر ، كما في العبارة الآتية . « فعندك العَدْوى » أيضا كذلك .
« عُبيدك » تصغير العبد ، مفعول « أغث » .
قوله : « و نحن عَبيدك التائقون » العبد ـ بفتح العين ـ جمعه عَبيد بدليل وصفه بالجمع ، كما هو حكم المطابقة بين الوصف و الموصوف .
قوله : « المذكِّر بك و بنبيك » في نسخة زاد المعاد بإعادة الباء في المعطوف ، و في نسخة هدية الزائرين بغير إعادة الجار . قال ابن الحاجب : و إذا عُطف على المضمر المجرور اُعيد الخافض ، مثل « مررت بك و بزيد » و « المال بينك و بين عمرو » ، و هذا مذهب البصريين في حال الاختيار ؛ لشدة اتصال المجرور بالجار ، فيكون العطف على المجرور بدون الجار كالعطف على بعض الكلمة ، كما لا يجوز العطف على الضمير المتصل المرفوع إلا بعد
التأكيد بالمنفصل أو الفصل بشيء آخر ، و لكن لا بأس مع الاضطرار في العطف مع عدم إعادة الخافض كما في الشعر :
* فاذهب فما بك و الأيام من عجب *
و أما الكوفيون فيجوّزونه مطلقا شعرا كان أو غيره ، و في قراءة حمزة في الآية الشريفة : «تَسَآءَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحَامَ»۱ بالجر تأييد لما قالوا ، و لعل ذلك أيضا لكون حمزة من الكوفيين .
و كيف كان فنسخة زاد المعاد على مذهب البصريين ، و النسخة الاُخرى على مذهب الكوفيين ، مع مراعاة جهة اُخرى ، و هي شدة الاتصال بين اللّه تعالى و بين نبيه بحيث لا مجال للفصل بالجار . حتى أنه بهذه الملاحظة قد عللوا إفراد الضمير في الآية : «وَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ»۲ إذ رِضى اللّه رضى رسوله ؛ «لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ»۳ .
قوله : « ما طلعت شمس و ما أضاء قمر » ما مصدرية توقيتية ، و المعنى استيعاب المدة .
قوله : « و على جدته » عطف على قوله : « على حجتك » ، و الوجه واضح .
قوله: «أفضل» بالنصب على أنه مفعول مطلق باعتبار موصوفه المحذوف ، أي صلاة أفضل.
قوله : « اللهم و أقم به الحقَّ » اِعلم أنه ربما يُزاد بعد كلمة « اللهم » حرف الواو مع أنه ليس محل العطف على ظاهره ؛ فإنه منادى حُذف حرف ندائه لزوما ، و عُوِّض عنه بزيادة الميم المشدَّدة كما قاله الرضي « قده » ، و الميمان في « اللهم » عوض من ياء آخر تبركا باسمه تعالى بالابتداء . انتهى .
و في هذا الحذف و التعويض فائدة اُخرى ، و هي التخلص من كراهة اجتماع حرف النداء مع حرف التعريف ، و إن كان لزوم الأداة قد سلب عنها الخاصية . و على أي تقدير فذِكر واو العطف بعد النداء لا وجه له ، و كذا لا وجه لكون الواو حالية ؛ إذ لم يتم كلامٌ حتى يُعطف عليه جملة أو يُقيَّد بقيد ، إلا أن يقال : يحذف شيء يناسب المقام ؛ فإن هذه الكلمة ربما تستعمل في مقام الاسترحام ، فالمعنى : اللهم ارحم و أقم به الحق .
و في العبارة السابقة : « اللهم و نحن عبيدك التائقون » أي : اللهم ارحم و الحال أنّا عبيدك و منسوبون إليك ، فالتقييد للتهييج و التشويق بتذكار المناسبة .
و لا يبعد القول بما اختاره الفراء في أصل هذه الكلمة ـ حيث قال : أصلها « يا اللّه آمنّا بالخير » فخُفف بحذف الهمزة وغيرها ـ بأن يكون « و أقم » عطفا على الأمر المذكور ، و قوله : « و نحن عبيدك » حالاً عن المفعول في « آمنا » . و اعتراض الرضي ـ بقوله : و ليس بوجه ؛ لأنك تقول : « اللهم لا تؤمهم بالخير » ـ ليس بوجه ؛ لعدم التناقض ؛ لاختلاف المتعلَّق كما هو واضح .
قوله : « ريّا رويّا » مفعول مطلق من قوله : « و اسقنا » ، غاية الأمر أنه مصدر من غير لفظ فعله كما في « قعدتُ جلوسا » . و التوصيف بالرويّ يجعله نوعيا ، و هو مبالغة في الري ، مثل « شعر شاعر » .

1.سورة النساء ، الآية ۱ .

2.سورة التوبة ، الآية ۶۲ .

3.سورة الأنبياء : الآية ۲۷ .

  • نام منبع :
    ميراث محدث اُرموي
    المساعدون :
    الاشكوري، احمد
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1385
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 73735
الصفحه من 384
طباعه  ارسل الي