الفصل الثاني [ من الدعاء ]
الدعاء :
۰.بسم اللّه الرحمن الرحيم
إِلى أنِ انْتَهَيْتَ بِالاَْمْرِ إِلى حَبِيْبِكَ وَ نَجِيْبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه ُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ ، وَ صَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ ، وَ أفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ ، وَ أكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ قَدَّمْتَهُ عَلى أنْبِيَائِكَ ، وَ بَعَثْتَهُ إلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبَادِكَ ، وَ أوْطَأْتَهُ مَشَارِقَكَ وَ مَغَارِبَكَ ، وَ سَخَّرْتَ لَهُ الْبُرَاقَ ، وَ عَرَجْتَ بِرُوْحِهِ إلى سَمَائِكَ ، وَ أَوْدَعْتَهُ عِلْمَ مَا كَانَ وَ مَا يَكُوْنُ إلَى انْقِضَاءِ خَلْقِكَ .
ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ ، وَ حَفَفْتَهُ بِجَبْرَئِيْلَ وَ مِيْكائيْلَ وَ الْمُسَوِّمِيْنَ مِنْ مَلاَئِكَتِكَ ، وَ وَعَدْتَهُ أنْ تُظْهِرَ دِيْنَهُ عَلَى الدِّيْنِ كُلِّهِ ، وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكونَ ، وَ ذلِكَ بَعْدَ أنْ بَوَّأتَهُ مُبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ أهْلِهِ ، وَ جَعَلْتَ لَهُ وَ لَهُمْ أوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبَارَكا وَ هُدًى لِلْعَالَمِيْنَ ، فِيْهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقامُ إبْرَاهِيْمَ ، وَ مَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنا ، وَ قُلْتَ «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»۱ ، ثُمَّ
جَعَلْتَ أجْرَ مُحَمَّدٍ ـ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ مَوَدَّتَهُمْ فِي كِتَابِكَ ، فَقُلْتَ «قُل لاَّ أَسْئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»۲ ، وَ قُلْتَ « مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ »۳ ، وَ قُلْتَ «قُلْ مَآ أَسْئلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً » ، فَكانوا هُمُ السَّبِيْلَ إلَيْكَ ، وَ الْمَسْلَكَ إِلى رِضْوَانِكَ .