139
حکم لقمان

لِذلِكَ ، وأعِدَّ لَهُ جَواباً .
ولا تَأسَ عَلى ما فاتَكَ مِنَ الدُّنيا ، فَإِنَّ قَليلَ الدُّنيا لا يَدومُ بَقاؤُهُ ، وكَثيرَها لا يُؤمَنُ بَلاؤُهُ ، فَخُذ حِذرَكَ ، وجِدَّ في أمرِكَ ، وَاكشِفِ الغِطاءَ عَن وَجهِكَ ، وتَعَرَّض لِمَعروفِ رَبِّكَ ، وجَدِّدِ التَّوبَةَ في قَلبِكَ ، وَاكمَش في فَراغِكَ قَبلَ أن يُقصَدَ قَصدُكَ ، ويُقضى قَضاؤُكَ ، ويُحالَ بَينَكَ وبَينَ ما تُريدُ . ۱

۳۷۱.عنه عليه السلام :قالَ لُقمانُ لاِبنِهِ : يا بُنَيَّ ، إيّاكَ وَالضَّجَرَ وسوءَ الخُلُقِ وقِلَّةَ الصَّبرِ ، فَلا يَستَقيمُ عَلى هذِهِ الخِصالِ صاحِبٌ ، وألزِم نَفسَكَ التُّؤَدَةَ في اُمورِكَ ، وصَبِّر على مَؤُوناتِ الإِخوانِ نَفسَكَ ، وحَسِّن مَعَ جَميعِ النّاسِ خُلُقَكَ .
يا بُنَيَّ ، إن عَدِمَكَ ما تَصِلُ بِهِ قَرابَتَكَ ، وتَتَفَضَّلُ بِهِ عَلى إخوَتِكَ فَلا يَعدَمَنَّكَ حُسنُ الخُلقِ وبَسطُ البِشرِ ؛ فَإِنَّهُ مَن أحسَنَ خُلُقَهُ أحَبَّهُ الأَخيارُ وجانَبَهُ الفُجّارُ ، وَاقنَع بِقَسمِ اللّهِ لَكَ يَصفُ عَيشُكَ ، فَإِن أرَدتَ أن تَجمَعَ عِزَّ الدُّنيا فَاقطَع طَمَعَكَ مِمّا في أيدِي النّاسِ ، فَإِنَّما بَلَغَ الأَنبِياءُ وَالصِّدّيقونَ ما بَلَغوا بِقَطعِ طَمَعِهِم . ۲

۳۷۲.عنه عليه السلام :قالَ لُقمانُ لاِبنِهِ : إن تَأَدَّبتَ صَغيرا انتَفَعتَ بِهِ كَبيراً ، ومَن عَنى بِالأَدَبِ اهتَمَّ بِهِ ، ومَنِ اهتَمَّ بِهِ تَكَلَّفَ عِلمَهُ ، ومَن تَكَلَّفَ عِلمَهُ اشتَدَّ لَهُ طَلَبُهُ ، ومَنِ اشتَدَّ لَهُ طَلَبُهُ أدرَكَ بِهِ مَنفَعَةً ، فَاتَّخِذهُ عادَةً .

1.الكافي : ج ۲ ص ۱۳۴ ح ۲۰ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۴۲۵ ح ۱۹ .

2.قصص الأنبياء : ص ۱۹۵ ح ۲۴۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۴۱۹ ح ۱۴ .


حکم لقمان
138

ولا تُمسِكهُ تَقتيراً ، ولا تُعطِهِ تَبذيراً .
يا بُنَيَّ ، سَيِّدُ أخلاقِ الحِكمَةِ دينُ اللّهِ تَعالى ، ومَثَلُ الدّينِ كَمَثَلِ الشَّجَرَةِ الثّابِتَةِ ، فَالإِيمانُ بِاللّهِ ماؤُها ، وَالصَّلاةُ عُروقُها ، وَالزَّكاةُ جِذعُها ، وَالتَّآخي فِي اللّهِ شُعَبُها ، وَالأَخلاقُ الحَسَنَةُ وَرَقُها ، وَالخُروجُ عَن مَعاصِي اللّهِ ثَمَرُها ، ولا تَكمُلُ الشَّجَرَةُ إلاّ بِثَمَرَةٍ طَيِّبَةٍ ، كَذلِكَ الدّينُ لا يَكمُلُ إلاّ بِالخُروجِ عَنِ المَحارِمِ .
يا بُنَيَّ ، لِكُلِّ شَيءٍ عَلامَةٌ يُعرَفُ بِها ، وإنَّ لِلدّينِ ثَلاثَ عَلاماتٍ : العِفَّةَ ، وَالعِلمَ ، وَالحِلمَ . ۱

۳۷۰.عنه عليه السلام :كانَ فيما وَعَظَ بِهِ لُقمانُ ابنَهُ : يا بُنَيَّ ، إنَّ النّاسَ قَد جَمَعوا قَبلَكَ لِأَولادِهِم ، فَلَم يَبقَ ما جَمَعوا ولَم يَبقَ مَن جَمَعوا لَهُ ، وإنَّما أنتَ عَبدٌ مُستَأجَرٌ ؛ قَد اُمِرتَ بِعَمَلٍ ووُعِدتَ عَلَيهِ أجراً ، فَأَوفِ عَمَلَكَ وَاستَوفِ أجرَكَ ، ولا تَكُن في هذِهِ الدُّنيا بِمَنزِلَةِ شاةٍ وَقَعَت في زَرعٍ أخضَرَ ، فَأَكَلَت حَتّى سَمِنَت ۲ فَكانَ حَتفُها عِندَ سِمَنِها ، ولكِنِ اجعَلِ الدُّنيا بِمَنزِلَةِ قَنطَرَةٍ عَلى نَهرٍ جُزتَ عَلَيها وتَرَكتَها ولَم تَرجِع إلَيها آخِرَ الدَّهرِ . أخرِبها ولا تَعمُرها ، فَإِنَّكَ لَم تُؤمَر بِعِمارَتِها .
وَاعلَم أنَّكَ سَتُسأَلُ غَداً إذا وَقَفتَ بَينَ يَدَيِ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ عَن أربَعٍ : شَبابِكَ فيما أبلَيتَهُ ، وعُمُرِكَ فيما أفنَيتَهُ ، ومالِكَ مِمَّا اكتَسَبتَهُ وفيما أنفَقتَهُ ، فَتَأَهَّب

1.قصص الأنبياء : ص ۱۹۶ ح ۲۴۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۴۲۰ ح ۱۴ .

2.في المصدر «سمن» وما أثبتناه من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    حکم لقمان
    المساعدون :
    غلامعلی، مهدی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 117347
الصفحه من 200
طباعه  ارسل الي