141
حکم لقمان

المَنفَعَةِ، وَاستَعظِمِ الصَّغيرَ في رُكوبِ المَضَرَّةِ .
يا بُنَيَّ ، لا تُجالِسِ النّاسَ بِغَيرِ طَريقَتِهِم ، ولا تَحمِلَنَّ عَلَيهِم فَوقَ طاقَتِهِم ، فَلا يَزالُ جَليسُكُ عَنكَ نافِراً ، وَالمَحمولُ عَلَيهِ فَوقَ طاقَتِهِ مُجانِباً لَكَ ، فَإِذا أنتَ فَردٌ لا صاحِبَ لَكَ يُؤنِسُكَ ، ولا أخَ لَكَ يَعضُدُكَ ، فَإذا بَقيتَ وَحيداً كُنتَ مَخذولاً ، وصِرتَ ذَليلاً .
ولا تَعتَذِر إلى مَن لا يُحِبُّ أن يَقبَلَ مِنكَ عُذراً ، ولا يَرى لَكَ حَقّاً ، ولا تَستَعِن في اُمورِكَ إلاّ بِمَن يُحِبُّ أن يَتَّخِذَ في قَضاءِ حاجَتِكَ أجراً ، فَإِنَّهُ إذا كانَ كَذلِكَ طَلَبَ قضاءَ حاجَتِكَ لَكَ ، كَطَلَبِهِ لِنَفسِهِ ، لِأَنَّهُ بَعدَ نَجاحِها لَكَ كانَ رِبحاً فِي الدُّنيَا الفانِيَةِ وحَظّاً وذُخراً لَهُ فِي الدّارِ الباقِيَةِ فَيَجتَهِدُ في قَضائِها لَكَ ، وَليَكُن إخوانُكَ وأصحابُكَ الَّذينَ تَستَخلِصُهُم وتَستَعينُ بِهِم عَلى اُمورِكَ ، أهلَ المُرُوَّةِ وَالكَفافِ وَالثَّروَةِ وَالعَقلِ وَالعَفافِ الَّذينَ إن نَفَعتَهُم شَكَروكَ ، وأن غِبتَ عَن جيرَتِهِم ذَكَروكَ . ۱

۳۷۴.عنه عليه السلامـ في تَفسيرِ قَولِهِ تعالى :«وَ إِذْ قَالَ لُقْمَـنُ لاِبْنِهِ وَ هُوَ يَعِظُهُ يَـبُنَىَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُـلْمٌ عَظِيمٌ »ـ: فَوَعَظَ لُقمانُ لاِبنِهِ بِآثارٍ حَتّى تَفَطَّرَ وَانشَقَّ .
وكانَ فيما وَعَظَهُ بِهِ ... أن قالَ : يا بُنَيَّ ، إنَّكَ مُنذُ سَقَطتَ إلَى الدُّنيَا استَدبَرتَ وَاستَقبَلتَ الآخِرَةَ ، فَدارٌ أنتَ إلَيها تَسيرُ أقرَبُ إلَيكَ مِن دارٍ أنتَ مِنها مُتَباعِدٌ .
يا بُنَيَّ ، جالِسِ العُلَماءَ وزاحِمهُم بِرُكبَتَيكَ ، لا تُجادِلهُم فَيَمنَعوكَ ، وخُذ

1.قصص الأنبياء : ص ۱۹۳ ح ۲۴۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۴۱۸ ح ۱۲ .


حکم لقمان
140

وإيّاكَ وَالكَسَلَ مِنهُ وَالطَّلَبَ بِغَيرِهِ ، وإن غُلِبتَ عَلَى الدُّنيا فَلا تُغلَبَنَّ عَلَى الآخِرَةِ ، وإنَّهُ إن فاتَكَ طَلَبُ العِلمِ فَإِنَّكَ لَن تَجِدَ تَضييعا أشَدَّ مِن تَركِهِ .
يا بُنَيَّ ، اِستَصلِحِ الأَهلينَ وَالإِخوانَ مِن أهلِ العِلمِ إنِ استَقاموا لَكَ عَلَى الوَفاءِ ، وَاحذَرهُم عِندَ انصِرافِ الحالِ بِهِم عَنكَ ، فَإِنَّ عَداوَتَهُم أشَدُّ مَضَرَّةً مِن عَداوَةِ الأَباعِدِ بِتَصديقِ النّاسِ إيّاهُم لاِطِّلاعِهِم عَلَيكَ . ۱

۳۷۳.عنه عليه السلام :لَمّا وَعَظَ لُقمانُ ابنَهُ فَقالَ : أنَا مُنذُ سَقَطتُ إلَى الدُّنيا استَدبَرتُ وَاستَقبَلتُ الآخِرَةَ ، فَدارٌ أنتَ إلَيها تَسيرُ أقرَبُ مِن دارٍ أنتَ مِنها مُتَباعِدٌ .
يا بُنَيَّ ، لا تَطلُب مِنَ الأَمرِ مُدبِرا ، ولا تَرفُض مِنهُ مُقبِلاً ، فَإِنَّ ذلِكَ يُضِلُّ الرَّأيَ ويُزري بِالعَقلِ .
يا بُنَيَّ ، لِيَكُن مِمّا ۲ تَستَظهِرُ بِهِ عَلى عَدُوِّكَ الوَرَعُ عَنِ المَحارِمِ ، وَالفَضلُ في دينِكَ ، وَالصِّيانَةُ لِمُرُوَّتِكَ ، وَالإِكرامُ لِنَفسِكَ أن لا تُدَنِّسَها ۳ بِمَعاصِي الرَّحمنِ ومَساوِي الأَخلاقِ وقَبيحِ الأَفعالِ .
وَاكتُم سِرَّكَ ، وأحسِن سَريرَتَكَ ، فَإِنَّكَ إذا فَعَلتَ ذلِكَ آمَنتَ بِسِترِ اللّهِ أن يُصيبَ عَدُوُّكَ مِنكَ ۴ عَورَةً ، أو يَقدِرَ مِنكَ عَلى زَلَّةٍ ، ولا تَأمَنَنَّ مَكرَهُ فَيُصيبَ مِنكَ غِرَّةً في بَعضِ حالاتِكَ ، فَإِذَا استَمكَنَ مِنكَ وَثَبَ عَلَيكَ ولَم يُقِلكَ عَثرَةً ، وَليَكُن مِمّا تَتَسَلَّحُ بِهِ عَلى عَدُوِّكَ إعلانُ الرِّضا عَنهُ ، وَاستَصغِرِ الكَثيرَ في طَلَبِ

1.قصص الأنبياء : ص ۱۹۴ ح ۲۴۴ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۴۱۹ ح ۱۳ .

2.في المصدر : «ما» ، وما أثبتناه من بحار الأنوار .

3.في بحار الأنوار : «أن تدنّسها» .

4.في المصدر «منكم» ، وما أثبتناه من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    حکم لقمان
    المساعدون :
    غلامعلی، مهدی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 117316
الصفحه من 200
طباعه  ارسل الي