161
حکم لقمان

يا بُنَيَّ ، اِعلَم أنَّهُ مَن جاوَرَ إبليسَ وَقَعَ في دارِ الهَوانِ لا يَموتُ فيها ولا يَحيا .
يا بُنَيَّ ، وَيلٌ لِمَن تَجَبَّرَ ، وتَكَبَّرَ ، كَيفَ يَتَعَظَّمُ مَن خُلِقَ مِن طينٍ ، وإلى طينٍ يَعودُ ، ثُمَّ لا يَدري إلى ما ذا يَصيرُ ، إلَى الجَنَّةِ فَقَد فازَ أو إلَى النّارِ فَقَد خَسِرَ خُسراناً مُبيناً وخابَ . ويُروى : كَيفَ يَتَجَبَّرُ مَن قَد جَرى في مَجرَى البَولِ مَرَّتَينِ .
يا بُنَيَّ ، كَيفَ يَنامُ ابنُ آدَمَ وَالمَوتُ يَطلُبُهُ ، وكَيفَ يَغفُلُ ولا يُغفَلُ عَنهُ .
يا بُنَيَّ ، إنَّهُ قَد ماتَ أصفِياءُ اللّهِ عَزَّ وجَلَّ وأحِبّاؤُهُ وأنبياؤُهُ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم فَمَن ذا بَعدَهُم يُخَلَّدُ فَيُترَكُ .
يا بُنَيَّ ، لا تَطَأ أمَتَكَ ولَو أعجَبَتكَ ، وَانهَ نَفسَكَ عَنها وزَوِّجها .
يا بُنَيَّ ، لا تُفشِيَنَّ سِرَّكَ إلَى امرَأَتِكَ ، ولا تَجعَل مَجلِسَكَ عَلى بابِ دارِكَ .
يا بُنَيَّ ، إنَّ المَرأَةَ خُلِقَت مِن ضِلعٍ أعوَجَ إن أقَمتَها كَسَرتَها وإن تَرَكتَها تَعَوَّجَت ، ألزِمهُنَّ البُيوتَ ، فَإِن أحسَنَّ فَاقبَل إحسانَهُنَّ ، وإن أسَأنَ فَاصبِر ؛ إنَّ ذلِكَ مِن عَزمِ الاُمورِ .
يا بُنَيَّ ، النِّساءُ أربَعَةٌ : ثِنتانِ صالِحَتانِ ، وثِنتانِ مَلعونَتانِ ؛ فَأَمّا إحدَى الصّالِحَتَينِ فَهِيَ الشَّريفَةُ في قَومِهَا ، الذَّليلَةُ في نَفسِهَا ، الَّتي إن اُعطِيَت شَكَرَت ، وإنِ ابتُلِيَت صَبَرَت ، القَليلُ في يَدَيها كَثيرٌ ، الصّالِحَةُ في بَيتِها .
وَالثّانِيَةُ : الوَدودُ الوَلودُ تَعودُ بِخَيرٍ عَلى زَوجِها ، هِيَ كَالاُمِّ الرَّحيمِ ، تَعطِفُ


حکم لقمان
160

يا بُنَيَّ ، المُؤمِنُ تَظلِمُهُ ولا يَظلِمُكَ ، وتَطلُبُ عَلَيهِ فَيَرضى عَنكَ ، وَالفاسِقُ لا يُراقِبُ اللّهَ فَكَيفَ يُراقِبُكَ .
يا بُنَيَّ ، اِستَكثِر مِنَ الأَصدِقاءِ ولا تَأمَن مِنَ الأَعداءِ ، فَإِنَّ الغِلَّ في صُدورِهِم مِثلُ الماءِ ۱ تَحتَ الرَّمادِ .
يا بُنَيَّ ، اِبدَإِ النّاسَ بِالسَّلامِ وَالمُصافَحَةِ قَبلَ الكَلامِ .
يا بُنَيَّ ، لا تُكالِبِ النّاسَ فَيَمقُتوكَ ، ولا تَكُن مَهيناً فَيُذِلّوكَ ، ولا تَكُن حُلواً فَيَأكُلوكَ ، ولا تَكُن مُرّاً فَيَلفِظوكَ . ويُروى : ولا تَكُن حُلواً فَتُبلَعَ ، ولا مُرّاً فَتُرمى .
يا بُنَيَّ ، لا تُخاصِم في عِلمِ اللّهِ ؛ فَإِنَّ عِلمَ اللّهِ لا يُدرَكُ ولا يُحصى .
يا بُنَيَّ ، خَفِ اللّهَ مَخافَةً لا تَيأَسُ مِن رَحمَتِهِ ، وَارجُهُ رَجاءً لا تأمَنُ مِن مَكرِهِ .
يا بُنَيَّ ، اِنهَ النَّفسَ عَن هَواها ؛ فَإِنَّكَ إن لَم تَنهَ النَّفسَ عَن هَواها لَم تَدخُلِ الجَنَّةَ ولَم تَرَها . ويُروى : اِنهَ نَفسَكَ عَن هَواها ؛ فَإِنَّ في هَواها رَداها .
يا بُنَيَّ ، إنَّكَ مُنذُ يَومَ هَبَطتَ مِن بَطنِ اُمِّكَ استَقبَلتَ الآخِرَةَ وَاستَدبَرتَ الدُّنيا ؛ فَإِنَّكَ إن نِلتَ مُستَقبَلَها أولى بِكَ أن تَستَدبِرَها .
يا بُنَيَّ ، إيّاكَ وَالتَّجَبُّرَ وَالتَّكَبُّرَ وَالفَخرَ فَتُجاوِرَ إبليسَ في دارِهِ .
يا بُنَيَّ ، دَع عَنكَ التَّجَبُّرَ ، وَالكِبرَ ، ودَع عَنكَ الفَخرَ ، وَاعلَم أنَّكَ ساكِنُ القُبورِ .

1.هكذا في المصدر والظاهر أن الصحيح «النار» .

  • نام منبع :
    حکم لقمان
    المساعدون :
    غلامعلی، مهدی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 116673
الصفحه من 200
طباعه  ارسل الي