الأجلاء من أصحاب الأئمّة كان دأبهم ألاّ ينقلوا الخبر إلاّ من الثقات خصوصاً هذا الجليل فإنّ أكثر روايته من الرضا ـ صلوات اللّه عليه ـ ومن الفضلاء من أصحاب الصادق عليه السلام وأكثر رواية الفضل بن شاذان وأضرابه من الأجلاء منه مع شهادة الصَدوقين بصحَّة هذا الخبر» . ۱
حجّية موقوفات الأجلاّء
وفي الصحيح ، عن صفوان بن يَحيى ، عمّن رواه ، عن أبي بصير قال : إذا خرجت بعد طلوع الفجر .. . ، ولا يضر الإرسال لأنّه من صفوان ، وذكر الأصحاب أنّ مراسيله في حكم المسانيد مع إجماع العصابة ، ولا وقفه ۲ أو إضماره ؛ لأنّ المعهود من أحوال الأجلاء أنّهم ما كانوا ينقلون إلاّ ما سمعوا من الأئمّة ـ صلوات اللّه عليهم ـ . ۳
التواتر في النقل عن المصادر الأوّلية
أ ـ يقول الشارح في شرح المشيخة عند ترجمة عمّار بن موسى الساباطي :
«(إنّه) فطحي ، ثقة ، وكذلك أحمد بن الحسن ، وعمرو بن سعيد ، ومصدق بن صدقة (الواقعون في طريق الصَدوق إلى عمّار بن موسى) ثقات فطحيون . والّذي يظهر من أخبار عمّار أنّه كان ينقل بالمعنى مجتهداً في معناه بخلاف الحسن بن علي ، بل علي بن الحسن وإن كان فطحياً لكن يحتاط في النقل باللفظ ، بل الثلاثة الّذين ينقلون نقلهم عنه صحيح ، وكلّ ما وقع في خبره فمن فهمه الناقص بخلاف غيره ، فإنّهم ينقلون ممّا نقله في كتابه وفي هذا النوع لا يمكن الكذب عادة ؛ فإنّ الكتاب كان موجوداً عندهم وكانوا يلاحظونه ، وإنّما كان يقع منهم ترتيب كتب القُدَماء .