وهو شيخنا الأعظم بهاء الملة والدين ـ رضي اللّه تعالى عنه ـ وكان إنصافه فوق أن يوصف مع أنّي حين ما تكلّمت بذلك كنت أصغر تلامذته وأحقرهم ومظنوني أنّي لم أكن إذ ذاك بالغاً . وكثيراً ما كان يرجع عن اعتقاده بقولي وقول أمثالي ، وذلك الزمان كان يحضر أكثر فضلاء العصر في مجلسه العالي مع أنّ إسكاتي كان في غاية السهولة لكثرة تبحره في جميع العلوم ، وتشاهد في أبناء هذا الزمان ما تشاهد ، أصلح اللّه أحوالنا وأحوالهم بجاه محمّد وآله الطاهرين .
وهذا أحد وجوه الجمع بين الأخبار ، ولما كان شيخ الطائفة ـ رضي اللّه تعالى عنه ـ أعلم وأعرف وأتقى لا يتكلّم بأمثال هذه إلاّ نادراً منقولاً عن غيره» . ۱
ذكر الوجه واليد للّه في الأخبار لا يوجب إنكارها
يقول الشارح بعد قول الصَدوق : «ولا يجب أن تنكر من الأخبار ألفاظ القرآن» توضيحاً لمراده : «يعني أمثال ألفاظ القرآن كالوجه واليد والاستواء والمجيء ، لو وقع في الأخبار لا يجب أن تنكر ويقال : إنّ هذه الأخبار ليست من المعصوم ؛ لأنّ كلام اللّه والنَّبي والأئمّة جاء على لغة العرب ، والتَجَوّز في كلامهم شائع بحيث لو خلا كلام عن المجاز لا يستحسنونه ، بل يردونه كما ذكره الزمخشري وغيره . ففي كلّ موضع وقع أمثال هذه الألفاظ يُراعى قرينة المقام وتحمل على ما يوافقها» . ۲
مجرّد عمل المفوضة أو العامّة ببعض الأخبار لا يدلّ على وضعها
لا بُدَّ لنا قبل أن نذكر عبارة الشارح في ذلك المعنى من نقل عبارة الصَدوق . يقول الصَدوق في باب الأذان والإقامة ، من كتاب الصلاة ، بعد أن نقل رواية أبي بكر الحضرمي وكليب الأسدي عن أبي عبداللّه عليه السلام في كيفية الأذان ما نصّه : «وقال مصنّف