163
الأسس الحديثية و الرجالية عند العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي

عنّي هذا الكتاب وهذا الكتاب . ويُشعِر بهذا النوع من الإجازة ما نقل عن المفضل بن عمر ، قال : قال لي الإمام جعفر الصادق عليه السلام : اكتب وبث علمك في إخوانك فإن مُتّ فاورث كتبك بنيك ، فإنّه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلاّ بكتبهم .۱ وإن كان هذا الحديث يحتمل أيضاً معنى المناولة والوجادة .
السابع : الوجادة ، وهي أن نعلم هذا الكتاب بخطّ الشَّيخ الفلاني ؛ فننقل بأنّني وجدتُ هذا الحديث بخطّ الشَّيخ الفلاني . فقد جاء في رواية المُوَثَّق كالصحيح عن الإمام جعفر الصادق ـ صلوات اللّه عليه ـ أنّه قال : احتفظوا بكتبكم فإنّكم سوف تحتاجون إليها .۲ وجاء في حديث قوي عن الإمام محمّد الجواد ـ صلوات اللّه عليه ـ بأنّ الراوي قال له : جُعلتُ فداك ، إنّ مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبداللّه عليهماالسلام وكانت التَقِيّة شديدة ، فكتموا كتبهم فلم تُروَ عنهم ، فلمّا ماتوا صارت الكتب إلينا ، فقال : حدّثوا بها فإنّها حقّ .۳ وهذه الأخبار إضافة إلى خبر أحمد الّذي سبق ذكره تشعر بإمكانية العمل بالكتاب متى علمنا بأنّه لمصنّفه . ومن هذا الباب كتب الحديث اليوم ، مثلاً بما أنّها وصلت إلينا بالتواتر ، أنّ كتاب الكافي تصنيف محمّد بن يعقوب الكليني ، وكتاب من لا يحضره الفقيه تصنيف محمّد بن بابويه القُمّي ، وكتاب التهذيب وكتاب الاستبصار تصنيف الشَّيخ الطوسي ، إذاً فلا حاجة للإجازة ، ولكن الأحوط ألاّ يُنقَل الحديث بغير إجازة من الإجازات السبعة ، بل الإجازات الستّة الاُولى» . ۴
ويقول في مقدّمة الروضة : «واعلم أنّ طرق الإجازة الّتي اعتبرها العُلَماء أعلاها قراءة الشَّيخ على السامع ، وبعدها العكس ، وبعدها السماع حين القراءة على الشَّيخ ، وبعدها

1.الكافي ، ج ۱ ، ص ۵۲ ، ح ۱۱ .

2.المصدر السابق ، ح ۱۰ .

3.المصدر السابق ، ص ۵۳ ، ح ۱۵ .

4.لوامع صاحبقراني ، ج ۱ ، ص ۶۵ ـ ۶۷ . راجع النص الأصلي باللغة الفارسية في نهاية الكتاب ، الملحق رقم ۷ .


الأسس الحديثية و الرجالية عند العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي
162

الأوّل : أن يقرأ الشَّيخ الحديث على تلميذه ، وهذا أفضل أنواع الإجازة .
الثاني : ورد في حديث صحيح عن عبداللّه بن سنان ، قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : يجيئني القوم فيستمعون منّي حديثكم فأضجر ولا أقوى (بسبب كثرة اشتغاله ؛ لأنّه كان يعمل خازناً لخلفاء بني العباس) ، قال : فاقرأ عليهم من أوّله حديثاً ، ومن وسطه حديثاً ، ومن آخره حديثاً .۱ وهذا الحديث يدلّ على أولوية الأوّل ، وعند الاضطرار تأتي هذه المرتبة الثانية . وهذان الإجازة كلاهما قراءة الشَّيخ .
الثالث : أن يقرأ التلميذ الحديث على الاُستاذ . والبعض قدّموا هذه الإجازة على النوعين الأوّل والثاني ، والبعض قدّموها على النوع الثاني فقط . والأحوط هو أنّه عندما يقرأ الحديث على الاُستاذ ويتم الكتاب ، أن يقرأ الاُستاذ ثلاثة أحاديث من الكتاب على الترتيب المذكور ليحظى بكلا نوعي الإجازة . وهذا النوع الثالث يُسمّى القراءة على الشَّيخ .
الرابع : السماع على الشَّيخ ، وهو أن يقرأ آخر وهذا الشخص يسمع ، وهذا أيضاً لا بأس به ، ويأتي بعد المرتبة الثالثة ويقاربها .
الخامس : المناولة وهي أن يناول الشَّيخ كتاباً إلى الراوي ، ويقول له : ارو أحاديث هذا الكتاب عنّي أو ارو هذا الكتاب عنّي ، بل لم يَقُل ذلك لكن عُلِمَ أنّ الكتاب من مروياته ، فإنّ الظاهر الجواز أيضاً ، كما رُوي عن أحمد بن عمر الثقة ، قال : سألت الإمام أبا الحسن علي بن موسى الرضا ـ صلوات اللّه عليهما ـ الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ولا يقول اروه عنّي ، يجوز لي أن أرويه عنه؟ قال : فقال : إذا علمت أنّ الكتاب له فاروه عنه .۲
السادس : الإجازة بالمعنى الأخص بأن يقول الشَّيخ للتلميذ أجزت لك أن تروي

1.الكافي ، ج ۱ ، ص ۵۲ ـ ۵۱ ، ح ۵ .

2.المصدر السابق ، ح ۶.

  • نام منبع :
    الأسس الحديثية و الرجالية عند العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي
    المساعدون :
    جدیدی نجاد، محمدرضا ، المسعودی، عبدالهادی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1385
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 102114
الصفحه من 296
طباعه  ارسل الي