165
الأسس الحديثية و الرجالية عند العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي

فإنّكم سوف تحتاجون إليها» . 1
وبإسناده إلى المفضل بن عمر ، قال : قال لي أبو عبداللّه عليه السلام : اُكتُب وبثّ علمك في إخوانك فإن مُتّ فاورث كتبك بنيك ، فإنّه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلاّ بكتبهم . 2
هذا آخر ما قاله الشارح في طُرق تحمل الحديث . والناظر في عباراته يرى أنّه لم يذكر اثنين من الطرق وهما الكتابة (بأن يكتب الشَّيخ مسموعه لغائب أو حاضر بخطّه أو يأمر ثقة بكتابه) ، والإعلام (بأن يعلم الشَّيخُ الطالبَ أنّ هذا الحديث أو الكتاب سماعه مقتصراً عليه) ، وفي قبالهما جعل صحيحة عبداللّه بن سنان مضمونها الّذي يكون وجهاً من وجوه استماع لفظ الشَّيخ قسماً مستقلاً ، مع أنّ ثاني الشهيدين استشهد بالصحيحة لإثبات أولوية سماع لفظ الشَّيخ على قراءة الراوي 3 ، وكذا جعل سماع الراوي حين قراءة غيره على الشَّيخ الّتي كانت بمنزلة قراءة نفسه على الشَّيخ ألحقه العلماء بقسم القراءة على الشَّيخ قسماً مستقلاً ، فصارت طرق التحمل عنده أيضاً على سبعة وجوه .

صيغ أداء الحديث

ذكر الشارح عند تفسير بعض مصطلحات الحديث ، في الفائدة الحادية عشرة من الفوائد الّتي ساقها في مقدّمة اللوامع ، بعض صيغ أداء الحديث ، فقال :
« قانون المُحَدّثين هو إذا قرأ الاُستاذ حديثاً على الطالب ، يقول الراوي : حدّثني . وإذا كان قد قرأه على جماعة كان الراوي منهم ، فإنّه يقول : حدّثنا . وإذا قرأ التلميذ على الاُستاذ ولم يكن أحد آخر شريكه يقول : أخبرني . وإذا كان معه أحد آخر يقول : أخبرنا .

1.الكافي ، ج۱ ، ص۵۲ ، ح۱۰ .

2.المصدر السابق ، ح۱۱ ؛ روضة المتّقين ، ج ۱ ، ص ۲۶ ـ ۲۷.

3.اُنظر : الرعاية في علم الدراية ، ص ۲۳۲ ـ ۲۳۳ .


الأسس الحديثية و الرجالية عند العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي
164

أو بعد الاُولى ـ على احتمال ـ قراءة الشَّيخ على الراوي حديثاً من أوّل الكتاب وحديثاً من وسطه وحديثاً من آخره ، كما روي في الصحيح عن عبداللّه بن سنان : قال : قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : يجيئني القوم فيسمعون منّي حديثكم فأضجر ولا أقوى . قال : فاقرأ عليهم من أوّله حديثاً ، من وسطه حديثاً ، ومن آخره حديثاً . 1
وبعدها المناولة ، بأن يناول الشَّيخ كتاباً إلى الراوي ويقول له : هذا الكتاب من مروياتي عن الإمام ، أو عن الشَّيخ إلى الإمام ، فاروه عنّي مثلاً ، أو لم يقل ، لكن علم الراوي أنّه من مروياته ، فإنّ الظاهر الجواز أيضاً ، كما روي في الكافي بإسناده عن أحمد بن عمر الحلال ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا ـ صلوات اللّه عليه ـ الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ولا يقول اروه عنّي ، يجوز لي أن أرويه عنه؟ قال : فقال : إذا علمت أنّ الكتاب له فاروه عنه .
ثمّ الإجازة بأن يقول الشَّيخ : أجزت لك أن تروي عنّي هذا الكتاب ، أو جميع كتبي ، أو جميع ما صحّ عندك أنّه من روايتي .
ثمّ الوجادة ، بأن يجد كتاباً يعلم أنّه من خطّ شيخه أو من روايته ، مثلما نعلم أنّ الكتب الأربعة من مصنّفات ومرويات المشايخ الثلاث رضي الله عنهم ، كما يظهر من عموم جواب الخبر السابق ويفهم من الخبر الّذي رواه ثقة الإسلام في الصحيح عن محمّد بن الحسن بن أبي خالد قال : قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام : جعلت فداك ، إنّ مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبداللّه عليهماالسلام وكانت التَقِيّة شديدة ، فكتموا كتبهم فلم تُرو عنهم ، فلمّا ماتوا صارت الكتب إلينا ، فقال : حدّثوا بها فإنّها حقّ . 2
وفي المُوَثَّق كالصحيح عن عبيد بن زرارة قال : قال أبو عبداللّه عليه السلام : احتفظوا بكتبكم

1.الكافي ، ج ۱ ، ص ۵۱ ـ ۵۲ ، ح ۵.

2.المصدر السابق ، ص۵۳ ، ح۱۵ .

  • نام منبع :
    الأسس الحديثية و الرجالية عند العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي
    المساعدون :
    جدیدی نجاد، محمدرضا ، المسعودی، عبدالهادی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1385
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 99618
الصفحه من 296
طباعه  ارسل الي