بيته وتولّيه منصب إمامة الجمعة
قال صاحب روضات الجنّات في ذلك : «ثمّ ليعلم أنّ هذا المولى النبيل الجليل هو أوّل من فوّضت إليه إمامة الجمعة بمسجديه الأعظمين بعد إماميهما الأقدمين : السيّد الداماد وشيخنا البهائي العاملي ، وذلك عقب ما كان أمرها غير منتظم في سنين عديدة فكان يقيمها مرّة صاحب الذخيرة بإشارة خليفة السلطان ، ومرّة الشَّيخ لطف اللّه العاملي المتقدّم ذكره في باب الألف بإرادة بعض سلاطين الوقت ، ومرّة بعض أبناء من تقدّمهما من الأعيان إلى أن استقر الأمر عليه رحمه اللهبمشيئة اللّه الملك المنّان . فلم يخرج من بيته المكرّم الجليل إلى الآن .
وقد كتب رحمه الله في صلاة الجمعة رسالة ينقل عنها سميّنا المتأخّر في مطالع الأنوار كما أنّ لولده السميّ رحمه الله أيضاً رسالة في عينيّة صلاة الجمعة معروفة ، وقد سلم هذا المنصب الجليل في زمانه . فلم يجسر على مشاركته فيها أحد من أترابه وأقرانه .
ثُمَّ لمّا توفّي المرحوم المجلسي الثاني ـ أعلى اللّه مقامه ـ ولم يكن في أولاده من كان حقيقاً بهذا المنصب ورّثه منه من كان بنته في بيته وهو والد أسباطه السادات ، أعني السيّد الفاضل المتبحّر الأمير محمّد صالح بن السيّد عبدالواسع الحسيني الآتي إلى ترجمته الإشارة في ذيل ترجمة ولده الأمير محمّد حسين الكبير ، ثُمَّ انتقل منه إلى ولده المذكور الّذي هو ابن بنت سميّنا المجلسي المبرور ، ثمّ بقي في سلسلة أولاده الأمجاد نسلاً بعد نسل وعقباً بعد عقب إلى زماننا هذا .
وداره الواقعة في جنب الجامع الأعظم العتيق مع ما تضمّنته من المدرس ومجلس المرافعة ، وخزانة الكتب والكتب الموقوفة والنسخ الاُصول من البحار وغيره أيضاً