يكون في غير الصلاة ، بأن يكون قبلها أو بعدها في التعقيب ، ويؤيده قوله عليه السلام : فقلت : يا عبداللّه ، لأنّه لو كان عليه السلام في الصلاة لما تكلّم ، ويمكن أن يكون التكلّم بعد الفراغ من الصلاة ، وفيه بعد : و( إذا ) كان الحال حال التضرع والاستكانة في القنوت والتشهد ، فيحرّك السبابة اليمنى يميناً وشمالاً ، كأنّه يقول : لا أدري من أصحاب اليمين أنا أم [ من ] أصحاب الشمال ؟ وعدم العلم والإشارة إليه يصير سبباً لزيادة التضرع والاستكانة . [ أمّا ] إذا كانت الحال حال الانقطاع إلى اللّه تعالى بالكليّة ، فيحرّك السبابة اليسرى إلى جانب السماء بالتأني ويضعها ، ويشير إلى أنّ الروح والقلب والعقل يجرّني إليك تعالى ، لكن التعلّقات الجسمانية والجذبات الهيولانية يجرّني إلى السفليات ، وأنّا معلّق بين سماء الروح وأرض البدن ، ولايمكنني الانقطاع إليك إلاّ بجذبك ، فإنّ جذبة من جذباتك توازي عمل الثقلين . والابتهال حين ترى أسباب البكاء فليرفع يديه إلى السماء حتّى تتجاوز عن رأسه ؛ لأنّ البكاء علامة إجابة الدعاء ، فكأنّه وصل إلى المطلوب وأعطاه اللّه تعالى ، فيمد يديه حتّى يأخذه» . ۱
وقال المجلسي الأوّل رحمه الله في شرح عبارة : «يا محمّد ، لأيّ علّة توضّأ هذه الجوارح الأربع وهي أنظف المواضع» .
السؤال طرحه اليهود ومندوبوهم في حوارهم مع الرسول صلى الله عليه و آله . وهو ما يدعو إلى بحث المعنى اللغوي ، حيث لا يمكن ادعاء انصراف معنى الوضوء في عهد الرسول صلى الله عليه و آله ، وهو عهد بداية التشريع من التنظيف بهذا النوع من الغسل والمسح الشرعي بشكل قطعي . هذا إضافة إلى أنّ اُولئك القوم كانوا من غير المسلمين ، وكانوا في مقام السؤال عن عمل يبدو في ظاهره كنوع من الغسل . ۲
وقد تمكن المجلسي الأوّل رحمه الله من الاستعانة بهذا التردد بين المعنى اللغوي