23
الأسس الحديثية و الرجالية عند العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي

شيوخه

لقد ذكر كُتاب التراجم ، وذكر هو نفسه أشهرَ مشايخه ومن روى عنهم من حملة فقه الإمامية ولم يُذكروا كلّهم بل جلّهم ، فلا يسعنا في هذه الترجمة المختصرة إلاّ الاكتفاء بذكر أسمائهم نقلاً عمّا ذكره هو ـ طاب ثراه ـ في مقام ذكر بعض إجازاته ، ۱ وكذا ما ذكره خاتم المحدثين في خاتمة المستدرك ۲ عند ذكر مشايخه :
1 . الشَّيخ الأجل المولى عبداللّه بن حسين التستري ، نزيل إصفهان ، والمُتَوفّى بها سنة 1021 هـ ، ولهذا الاُستاذ سهم وافر في تعليم الدقائق من علم الرجال لكثير من علمائنا الرجاليين كشيخنا الّذي نتحدّث عنه ، والسيّد مصطفى التفريشي صاحب نقد الرجال ، والمولى عناية اللّه القُهپائي صاحب مجمع الرجال ، والمولى خداوردي الأفشار صاحب زبدة الرجال .
قال مُحَمّد تَقي المَجلِسي عند ترجمته في شرح رجال الفقيه : «كان شيخنا وشيخ الطائفة الإمامية في عصره ، العلاّمة المحقّق المدقّق الزاهد ، العابد ، الورع وأكثر فوائد هذا الكتاب من إفادته رضى الله عنه حقّق الأخبار والرجال والاُصول بما لا مزيد عليه . . . » . ۳
وقال نحو ذلك أيضاً تلميذه الآخر السيّد التفريشي . ۴
وله كتب وتعليقات على الكتب الرجالية منها جامع الفوائد في شرح القواعد ، ۵ ومنها أيضاً تعليقات على رجال ابن داوود . ۶

1.اُنظر : لوامع صاحبقراني ، ج ۱ ، ص ۶۸ ـ ۶۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۱۱۰ ، ص ۷۴ ـ ۷۸ و۳۸ ؛ إجازة مطوّلة من المجلسي الأوّل للثاني (المطبوع ضمن الذكرى الألفية للشَّيخ الطوسي) ، ص ۱۱۲ ـ ۱۱۴ و۱۳۱ .

2.اُنظر : خاتمة المستدرك ، ج ۲ ، ص ۲۱۴ ـ ۲۱۸ .

3.روضة المتّقين ، ج ۱۴ ، ص ۳۸۲ .

4.اُنظر : نقد الرجال ، ص ۱۹۷.

5.اُنظر : نقد الرجال ، ص ۱۹۷ ؛ الذريعة ، ج ۵ ، ص ۶۵ ، الرقم ۲۶۰ .

6.اُنظر : الذريعة ، ج ۱۰ ، ص ۸۵ و۱۲۶.


الأسس الحديثية و الرجالية عند العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي
22

عنه عقائدهم الباطلة ، وآراؤهم الكاسدة الّتي لا يتوهّم ميله إليها ، وإنّما كان له همّة عليّة وعزيمة قويمة ، في تهذيب النفس وتخليتها عن الرذائل والملكات الردية ، وهذا أمر مطلوب محبوب قد أكثر في الكتاب والسنّة من الأمر به ، بل لا شيء بعد المعارف ألزم وأهمّ منه، إذ لا ينتفع بشيء من العلوم الشرعيّة بدونه ، ويشارك الصوفية أهل الشرع في هذا الغرض الأهمّ وطلبه ، وفي بعض طرق تحصيله ، وإنّما يفترقان في سائر طرق الوصول إليه .
وممّا يشتركان فيه المواظبة على عمل مخصوص أربعين يوماً ، وقد ذكرنا في حواشي كتابنا المسمّى ب كلمة طيّبة أربعين خبراً ، يستظهر منها أنَّ في المواظبة على شيء حسن أو قبيح أربعين يوماً تأثيراً في الانتقال من حال إلى حال ، وصفة إلى صفة حسنة كانت أو قبيحة ، وقد صرّح العلاّمة المجلسي رحمه الله في أجوبة المسائل الهنديّة : إنّه كان يواظب عليه في أغلب السنين ، وكذا والده المعظم . نعم ، تهذيبه بالطرق غير الشرعيّة والأعمال المبتدعة ، والأوراد المحترمة ، من خصائص هذه الفرقة المبتدعة ، وإليه يشير ما في الدروس في بحث المكاسب بقوله : ويحرم الكهانة إلى قوله وتصفية النفس .
والمولى المذكور كان في أوائل سيره وسلوكه يميل إلى بعض طرقهم لكثرة شوقه إليه ، كما يظهر من رسالته السير والسلوك وبعض الأشعار الّتي رأيتها بخطّه في بعض المجاميع ، ولكن صار ببركة خدمة أخبار الأئمّة الطاهرين عليهم السلام وهمّته في نشرها وتصحيحها ومقابلتها حتّى بلغ أمره في ذلك أن نقش على فصّ علامته البلوغ بالسماع أو القراءة ، وكان يختم به الموضع الّذي ينتهي إليه العرض في يومه ، مجانباً لها معرضاً عنها ، واصلاً إلى مقام سنيّ لا يصل إليه إلاّ الأوحديّ من العلماء» . ۱

1.الفيض القدسي (المطبوع ضمن بحار الأنوار ، ج ۱۰۵) ، ص ۱۱۷ ـ ۱۱۸ .

  • نام منبع :
    الأسس الحديثية و الرجالية عند العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي
    المساعدون :
    جدیدی نجاد، محمدرضا ، المسعودی، عبدالهادی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1385
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 99582
الصفحه من 296
طباعه  ارسل الي