75
الأسس الحديثية و الرجالية عند العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي

عليهم ـ عند الجميع ، ومن قال بالإسهاء والإنامة لا يتعدى عن المرّتين ، واللّه تعالى يعلم» . ۱

زيادة «أشهد أنّ علياً ولي اللّه » في الأذان من معرِّفات المفوضة عند الصَدوق

ومن المواضيع الّتي يدلّ كلام الصَدوق على توسعه في معنى الغلوّ قوله في باب الأذان والإقامة من كتاب الصلاة ، بعد أن نقل رواية أبي بكر الحضرمي وكليب الأسدي عن أبي عبداللّه عليه السلام في كيفية الأذان ، حيث قال : «وقال مصنّف هذا الكتاب رحمه الله : هذا هو الأذان الصحيح لا يزاد فيه ولا ينقص منه ، والمفوضة ـ لعنهم اللّه ـ قد وضعوا أخباراً وزادوا في الأذان «محمّد وآل محمّد خير البرية» مرّتين ، وفي بعض رواياتهم بعد أشهد أنّ محمّد رسول اللّه «أشهد أن عليّاً ولي اللّه » مرّتين ، ومنهم من روى بدل ذلك «أشهد أنّ علياً أمير المؤمنين حقّاً» مرّتين . ولاشكّ في أنّ عليّاً ولي اللّه وأنّه أمير المؤمنين حقاً وأنّ محمّد وآله ـ صلوات اللّه عليهم ـ خير البرية ، ولكن ليس ذلك في أصل الأذان . وإنّما ذكرت ذلك ليعرف بهذه الزيادة المتّهمون بالتفويض ، المدلسون أنفسهم في جملتنا» . ۲
وبعد أن ردّ عليه الشارح بأنّ الجزم بأنّ هذه الأخبار من موضوعات المفوضة ، مشكل قال : « . . . على أنّه غير معلوم أنّ الصَدوق أي جماعة يريد من المفوضة ، والّذي يظهر منه ـ كما سيجيء ـ أنّه يقول كلّ من لم يقل بسهو النَّبي فإنّه من المفوضة ، وكلّ من يقول بزيادة العبادات من النَّبي فإنه من المفوضة ، فإن كان هؤلاء فهم كلّ الشيعة غير الصَدوق وشيخه ، وإن كانوا غير هؤلاء فلا نعلم مذهبهم حتّى ننسب إليهم الوضع واللعن . نعم ، كلّ من يقول باُلوهية الأئمّة أو نبوتهم ، فإنّهم ملعونون» . ۳

1.روضة المتّقين ، ج ۲ ، ص ۴۵۱ ـ ۴۵۳ .

2.المصدر السابق ، ج ۲ ، ص ۲۴۵ ـ ۲۴۶ .

3.المصدر السابق .


الأسس الحديثية و الرجالية عند العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي
74

كتاب منفرد في إثبات سهو النَّبي صلى الله عليه و آله والرد على منكريه ، إن شاء اللّه تعالى» . ۱
وقال الشارح في ذيل كلامه رداً عليه : «اعلم أنّ الصَدوق وشيخه ، بل محمّد بن يعقوب الكليني رضي الله عنهم قالوا بإسهاء النَّبي صلى الله عليه و آله من اللّه تعالى لا بالسهو الّذي من الشيطان ، واتّفق علماؤنا قديماً وحديثاً سوى المشايخ الثلاثة على عدم جواز السهو الإسهاء ؛ لأنّه إذا جوّز السهو على الأنبياء فلا يأمن المكلّف من سهوهم في كلّ حكم من الأحكام فينتفي فائدة البعثة . والأخبار الواردة في سهوه صلى الله عليه و آله كثيرة من طرق العامة والخاصة ويحتمل ورودها من المعصومين ـ صلوات اللّه عليهم ـ تَقِيّة ، لما رواه الشَّيخ في المُوَثَّق كالصحيح عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه السلام هل سجد رسول اللّه صلى الله عليه و آله سجدتي السهو قط؟ فقال : لا ، ولا سجدهما فقيه . ۲
وعلى هذا لا يُرَدّ الأخبار حتّى يَرِد جواز ردّ جميع الأخبار ، على أنّ الصَدوق أيضاً يَردّ الأخبار الّتي لا يوافق مذهبه في كثير من المسائل ، ومن تأمّل الأخبار الّتي وردت في شأن النَّبي والأئمّة ـ صلوات اللّه عليهم ـ يعلم أنّ رتبتهم أعظم من السهو في العبادة ، ولا يلزم أن يحصل منهم السهو حتّى يعلم أنّهم ليسوا بآلهة ، فإنّ ولادتهم وأكلهم وشربهم وذهابهم إلى بَيت الخَلاء ونومهم في غير حال الصلاة وموتهم كافية في ذلك ، مع قطع النظر عن تَجَسّمهم وتَحَيّزهم وتعبّدهم وإقرارهم بالعبودية ، إلى غير ذلك ممّا لا يُحصى .
نعم ، يمكن القول بالإسهاء إذا لم يكن للأخبار معارض ، وقد ذكرنا المعارض ، والأَولى التوقّف في الإسهاء ؛ لأنّ الدلائل العقلية لا يتمّ في نفي الإسهاء ، والنقلية الدالة على علو مرتبتهم لا تنافي الإسهاء وإنّما تنافي السهو ، وهو منفي عنهم ـ صلوات اللّه

1.روضة المتّقين ، ج ۲ ، ص ۴۵۲ ـ ۴۵۳ .

2.تهذيب الأحكام ، ج ۲ ، ص ۳۵۰ ، ح ۱۴۵۴ وفيه : «لا يسجدهما» بدل «لا سجدهما».

  • نام منبع :
    الأسس الحديثية و الرجالية عند العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي
    المساعدون :
    جدیدی نجاد، محمدرضا ، المسعودی، عبدالهادی
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1385
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 99650
الصفحه من 296
طباعه  ارسل الي