وَيُتَّبَعُ أمرِهِ بَعدَ قَبضِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
وَقَد قالَ اللّهُ وَقَولُهُ الحَقُّ : «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئا وَسَيَجْزِى اللَّهُ الشَّاكِرِينَ » . ۱
وَذلِكَ لِتَعلَموا أنَّ اللّهَ يُطاعُ وَيُتَّبَعُ أمرُهُ في حَياةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وَبَعدَ قَبضِ اللّهِ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله ، وَكما لَم يَكُن لِأحَدٍ مِنَ النّاسِ مَعَ مُحَمّدٍ صلى الله عليه و آله أن يأخُذَ بِهَواهُ وَلا رأيِهِ وَلا مقائيسِهِ خِلافاً لِأمرِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، فَكذلِكَ لَم يَكُن لِأحَدٍ مِنَ النّاسِ بَعدَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله أن يأخُذَ بِهَواهُ وَلا رأيِهِ وَلا مقائيسِهِ .
وَقالَ : دَعوا رَفعَ أيديَكُم في الصَّلاةِ إلاّ مَرَّةً وَاحِدَةً حينَ تُفتَتَحُ الصَّلاةُ ، فإنَّ النّاسَ قَد شَهَروكُم بِذلِكَ ، وَاللّهُ المُستَعانُ وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ باللّهِ .
وَقالَ : أكثرِوا مِن أن تَدعوا اللّهَ ، فإنّ اللّهَ يُحِبُّ مِن عِبادِهِ المُونينَ أن يَدعوهُ ، وَقَد وَعَدَ اللّهُ عِبادَهُ المُونينَ بِالاستِجابَةِ ، وَاللّهُ مُصَيِّرُ دُعاءَ المُونينَ يَومَ القِيامَةِ لَهُم عَمَلاً يَزيدُهُم بِهِ في الجَنَّةِ فأكثِروا ذِكرَ اللّهِ ما استَطعتُم في كُلِّ ساعَةٍ من ساعاتِ اللّيلِ وَالنَّهارِ ، فإنَّ اللّهَ أمَرَ بِكَثرَةِ الذِّكرِ لَهُ ، وَاللّهُ ذاكِرٌ لِمَن ذَكَرَهُ مِنَ المُونينَ ، وَاعلَموا أنَّ اللّهَ لَم يَذكُرهُ أحَدٌ مِن عبادِهِ المُونينَ إلاّ ذَكَرَهُ بِخَيرٍ فَأعطوا اللّهَ مِن أنفُسِكُم الاجتِهادَ في طاعَتِهِ فإنَّ اللّهَ لا يُدرَكُ شَيءٌ مِنَ الخَيرِ عِندَهُ إلاّ بِطاعَتِهِ وَاجتِنابِ مَحارِمِهِ الّتي حَرَّمَ اللّهُ في ظاهِرِ القُرآنِ وَباطِنِهِ ، فإنّ اللّهَ تَبارَكَ وَتعالى قالَ في كتابِهِ ، وَقَولُهُ الحَقُّ : «وَذَرُوا ظَاهِرَ الاْءِثْمِ وَبَاطِنَهُ»۲ وَاعلَموا أنَّ ما أمَرَ اللّهُ بِهِ أن تَجتَنِبوهُ فَقَد حَرَّمَهُ ، وَاتَّبِعوا آثارَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَسُنّتَهُ فَخُذوا بِها وَلا تَتَّبِعوا أهواءَكُم وَآراءَكُم فَتَضِلُّوا فإنَّ