117
مكاتيب الأئمّة ج4

زَلَّ عَن دينِ اللّهِ ، وَاللّهُ لَهُ حاقِرٌ ماقِتٌ ، وَقَد قالَ أبونا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أمرني رَبّي بِحُبِّ المَساكينِ المُسلِمينَ مِنهُم .
وَاعلَموا أنَّ مَن حَقَّرَ أحَداً مِنَ المُسلِمينَ ألقى اللّهُ عَلَيهِ المَقتَ مِنهُ وَالمَحقَرَةَ ، حتّى يَمقُتَهُ النّاسُ وَاللّهُ لَهُ أشَدُّ مَقتاً ، فاتّقوا اللّهَ في إخوانِكُم المُسلِمينَ المَساكِينِ ؛ فَإنّ لَهُم عَلَيكُم حَقّاً أن تُحِبّوهُم ، فإنَّ اللّهَ أمَرَ رَسولَهُ صلى الله عليه و آله بِحُبِّهِم ، فَمَن لَم يُحِبَّ مَن أمَرَ اللّهُ بِحُبِّهِ فَقَد عَصى اللّهَ وَرَسولَهُ وَمَن عَصى اللّهَ وَرَسولَهُ وَماتَ على ذلِكَ ماتَ وَهُوَ مِنَ الغاوينَ .
وَإيّاكُم وَالعَظَمَةَ وَالكِبرَ ، فإنَّ الكِبرَ رِداءُ اللّهِ عز و جل ، فَمَن نازَعَ اللّهَ رِداءَهُ قَصَمَهُ اللّهُ وَأذلَّهُ يَومَ القِيامَةِ .
وَإيّاكُم أن يَبغي بَعضُكُم على بَعضٍ ، فَإنَّها لَيسَت مِن خِصالِ الصّالِحينَ ، فإنَّهُ مَن بَغى صَيَّرَ اللّهُ بَغيَهُ على نَفسِهِ ، وَصارَت نُصرَةُ اللّهِ لِمَن بَغِيَ عَلَيهِ ، وَمَن نَصَرَهُ اللّهُ غَلَب وَأصابَ الظّفَرَ مِنَ اللّهِ .
وَإيّاكُم أن يَحسُدَ بَعضُكُم بَعضاً فَإنَّ الكُفرَ أصلُهُ الحَسَدُ .
وَإيّاكُم أن تُعينوا على مُسلِمٍ مَظلومٍ فَيَدعو اللّهَ عَلَيكُم وَيُستَجابُ لَهُ فيكُم ، فَإنَّ أبانا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ : إنَّ دَعوَةَ المُسلِمِ المَظلومِ مُستَجابَةٌ . وَليُعِن بَعضُكُم بَعضاً ، فَإنَّ أبانا رسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ : إنَّ مَعونَةَ المُسلِمِ خَير وَأعظَمُ أجراً مِن صيامِ شَهرٍ واعتِكافِهِ في المَسجِدِ الحَرامِ .
وَإيّاكُم وَإعسارَ أحَدٍ من إخوانِكُم المُسلِمينَ أن تَعسَروهُ بِالشَّيءِ يَكونُ لَكُم قِبَلَهُ وَهُوَ مُعسِرٌ ، فإنَّ أبانا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقولُ لَيسَ لِمُسلِمٍ أن يُعسِرَ مُسلِماً وَمَن أنظَرَ مُعسِراً أظَلَّهُ اللّهُ بِظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلاّ ظِلُّهُ .


مكاتيب الأئمّة ج4
116

أضَلَّ النّاسِ عِندَ اللّهِ مَنِ اتَّبَعَ هَواهُ وَرَأيَهُ بِغَيرِ هُدىً مِنَ اللّهِ .
وَأحسِنوا إلى أنفُسِكُم ما استَطعتُم ، فإن أحسَنتُم أحسَنتُم لِأنفُسِكُم ، وَإن أسَأتُم فَلَها وَجامِلوا النّاسَ وَلا تَحمِلوهُم على رِقابِكُم ، تَجمَعوا مَعَ ذلِكَ طاعَةَ رَبِّكُم .
وَإيّاكُم وَسَبَّ أعداءِ اللّهِ حَيثُ يَسمَعونَكُم ، فَيَسُبّوا اللّهَ عَدوَاً بِغَيرِ عِلمٍ ، وَقَد يَنبَغي لَكُم أن تعلموا حَدَّ سَبِّهِم للّهِِ كَيفَ هُوَ ؟ إنَّهُ مَن سَبَّ أولِياءَ اللّهِ فَقَدِ انتَهَكَ سَبَّ اللّهِ ، وَمَن أظلَمُ عِندَ اللّهِ مِمَّن استَسَبَّ للّهِِ وَلِأولياءِ اللّهِ ؟ فَمَهلاً مَهلاً ، فَاتَّبِعوا أمرَ اللّهِ وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ .
وَقالَ : أيَّتُها العِصابَةُ الحافِظُ اللّهُ لَهُم أمرَهُم ، عَلَيكُم بِآثارِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَسُنَّتِهِ ، وَآثارِ الأئِمَّةِ الهُداةِ مِن أهلِ بَيتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله من بَعدِهِ وَسُنَّتِهمِ ، فإنَّهُ مَن أخَذَ بِذلِكَ فَقَدِ اهتَدى وَمَن تَرَكَ ذلِكَ وَرَغِبَ عَنهُ ضَلَّ ، لِأنَّهُم هُمُ الّذينَ أمَرَ اللّهُ بِطاعَتِهِم وَوِلايَتِهِم ، وَقَد قالَ أبونا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : المُداوَمَة عَلى العَمَلِ في اتِّباعِ الآثارِ وَالسُّنَنِ وإن قَلَّ أرضى للّهِِ وَأنفَعُ عِندَهُ فِي العاقِبَةِ مِنَ الاجتِهادِ في البِدَعِ وَاتِّباعِ الأهواءِ ، ألا إنّ اتِّباعَ الأهواءِ وَاتِّباعَ البِدَعِ بِغَيرِ هُدى مِنَ اللّهِ ضَلالٌ ، وَكُلُّ ضَلالَةٍ بِدعَةٌ ، وَكُلُّ بِدعَةٍ فِي النّارِ . وَلَن يُنالَ شَيءٌ مِنَ الخَيرِ عِندَ اللّهِ إلاّ بِطاعَتِهِ وَالصَّبرِ وَالرِّضا ؛ لاِ الصَّبرَ وَالرِّضا مِن طاعَةِ اللّهِ .
وَاعلَموا أنَّهُ لَن يُونَ عَبدٌ مِن عَبيدِهِ حَتّى يَرضى عَنِ اللّهِ فيما صَنَعَ اللّهُ إلَيهِ ، وَصَنَعَ بِهِ ، على ما أحَبَّ وَكَرِهَ ، وَلَن يَصنَعَ اللّهُ بِمَن صَبَرَ وَرَضِيَ عَنِ اللّهِ إلاّ ما هُوَ أهلُهُ ، وَهُو خَيرٌ لَهُ مِمّا أحَبَّ وَكَرِهَ .
وَعَلَيكُم بِالمُحافَظَةِ عَلى الصَّلواتِ وَالصَّلاةِ الوُسطى ، وَقوموا للّهِِ قانِتينَ كَما أمَرَ اللّهُ بِهِ المُونينَ في كِتابِهِ مِن قَبلِكُم .
وَإيّاكُم وَعَلَيكُم بِحُبِّ المَساكينِ المُسلِمينَ ؛ فَإنَّهُ مَن حَقَّرَهُم وَتَكَبَّرَ عَلَيهِم فَقَد

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 113880
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي