وَساءَ خُلُقُهُ ، وَغَلُظَ وَجهُهُ ، وَظَهَرَ فُحشُهُ ، وَقَلَّ حَياوهُ ، وَكَشَفَ اللّهُ سِترَهُ ، وَرَكِبَ المَحارِمَ فَلَم يَنزَع عَنها ، وَرَكِبَ مَعاصِيَ اللّه ، وَأبغَضَ طاعَتَهُ وَأهلَها ، فَبَعُدَ ما بَينَ حالِ المُونِ وَحالِ الكافِرِ ، سلوا اللّهَ العافِيَةَ وَاطلبوها إلَيهِ وَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ باللّهِ .
صَبِّروا النَّفسَ عَلى البَلاءِ فِي الدُّنيا ، فإنَّ تَتابُعَ البَلاءِ فيها ، وَالشِّدَّةَ في طاعَةِ اللّهِ وَوِلايَتِهِ وَوِلايَةِ مَن أمَرَ بِوِلايَتِهِ خَيرٌ عاقِبَةً عِندَ اللّهِ في الآخِرَةِ مِن مُلكِ الدّنيا ـ وَإن طالَ تَتابُعُ نَعيمِها وَزَهرَتِها وَغَضارَةِ عَيشِها ـ في مَعصِيَةِ اللّهِ ، وَوِلايَةِ مَن نَهى اللّهُ عَن وِلايَتِهِ وَطاعَتِهِ ، فإنَّ اللّهَ أمَرَ بِولايَةِ الأئِمَّةِ الّذينَ سَمّاهُم في كِتابِهِ في قَولِهِ : «وَ جَعَلْنَاهُمْ أئمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا»۱ ، وَهُم الّذينَ أمَرَ اللّهُ بِوِلايَتِهِم وَطاعَتِهِم ، وَالّذينَ نَهى اللّهُ عَن وِلايَتِهِم وَطاعَتِهِم ، وَهُم أئِمَّةُ الضَّلالِ الّذينَ قَضى اللّهُ أن يَكونَ لَهُم دُوَلٌ فِي الدُّنيا على أولياءِ اللّهِ ، الأئِمَّةِ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله . يَعمَلَونَ في دَولَتِهِم بِمَعصِيَةِ اللّهِ وَمَعصِيَةِ رَسولِهِ صلى الله عليه و آله ، لِيَحِقَّ عَلَيهِم كَلِمَةَ العذابِ ، وَلِيَتِمَّ أمرُ اللّهُ فِيهِم الّذي خَلَقَهُم لَهُ فِي الأصلِ ـ أصلَ الخَلقِ ـ مِن الكُفرِ الّذي سَبَقَ في عِلمِ اللّهِ أن يَخُلقَهُم لَهُ في الأصلِ ، وَمِنَ الّذينَ سَمّاهُم اللّهُ في كِتابِهِ في قولِهِ : «وَ جَعَلْنَاهُمْ أَئمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ» . ۲
فَتَدَبّروا هذا وَاعقِلوهُ وَلا تَجهَلوهُ ، فإنَّ مَن جَهِلَ هذا وَأشباهَهُ مِمّا افتَرَضَ اللّهُ عَلَيهِ في كتابِهِ مِمّا أمَرَ بِهِ وَنَهى عَنهُ ، تَرَكَ دينَ اللّهِ وَرَكِبَ مَعاصيهِ ، فاستَوجَبَ سَخَطَ اللّهِ فأكَبَّهُ اللّهُ على وَجهِهِ فِي النّارِ .
وَقالَ : أيَّتُها العِصابَةُ المَرحومَةُ المُفلِحَةُ ، إنَّ اللّهَ تعالى أتَمَّ لَكُم ما آتاكُم مِنَ الخَيرِ ، وَاعلَموا أنَّهُ لَيسَ مِن عِلم اللّهِ وَلا مِن أمرِهِ أن يَأخُذَ أحَدٌ مِن خَلقِ اللّهِ في دينِهِ بِهوىً وَلا رَأيٍ ، وَلا مَقائيسَ ، قَد أنزَلَ اللّهُ القُرآنَ وَجَعَلَ فيهِ تَبيانَ كُلِّ شَيءٍ ، وَجَعَلَ