145
مكاتيب الأئمّة ج4

فَعَسى اللّهُ أن يُخَلِّصَني بِهِدايَتِكَ وَدَلالَتِكَ ؛ فإنّكَ حُجَّةُ اللّهِ على خَلقِهِ وَأمينُهُ في بِلادِهِ ، وَلا زالت نِعمَتُهُ عَلَيكَ . كذا بخطّه.
قال عبد اللّه بن سليمان : فأجابه أبو عبد اللّه عليه السلام :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
حاطَك 1 اللّهُ بِصُنْعِهِ ، وَلَطُفَ بِمَنِّهِ ، وَكَلاكَ بِرِعايَتِهِ فَإنَّهُ وَلِيُّ ذلِكَ .
أمّا بَعدُ ، فقد جاءَني رَسولُكَ بِكتابِكَ فَقَرَأتُةُ وَفَهِمتُ ما فيهِ ، وَجَميعُ ما ذَكَرتَهُ وسَألتَ عَنهُ : وَزَعَمتَ أنَّكَ بُليتَ بِوِلايَةِ الأهوازِ ، فَسَرَّني ذلِكَ وَساءَني وَسَأُخبِرُكَ بما ساءَني مِن ذلِكَ وَما سَرَّني إن شاءَ اللّهُ تَعالى .
فَأمّا سُروري بِولايَتِكَ ، فَقُلتُ : عَسى أن يُغيثَ اللّهُ بِكَ مَلهوفاً خائِفاً مِن أولياءِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وَيُعِزَّ بِكَ ذَليلَهُم ، وَيَكسُوَ بِكَ عارِيَهم ، وَيُقوّي بِكَ ضَعيفَهُم ، وَيُطِفى ءَ بِكَ نارَ المُخالِفينَ عَنهُم .
وَأمّا ساءَني مِن ذلِكَ ، فَإنَّ أدنى ما أخافُ عَلَيكَ أن تَعثَرَ بَوِلِيٍّ لَنا فَلا تَشُمَّ رائِحَةَ حَضيرَةِ القُدُسِ .
فَإنّي مُلَخِّصٌ لَكَ جَميعَ ما سَألتَ عَنهُ ، إن أنتَ عَمِلتَ بِهِ وَلَم تُجاوِزهُ رَجوتُ أن تَسلَمَ إن شاءَ اللّهُ .
أخبرني ـ يا عبد اللّه ـ أبي ، عن آبائه ، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، إنّه قال : مَنِ استَشارَهُ أخوهُ المُؤمِنُ فَلَم يَمحَضهُ النَّصيحَةَ سَلَبَهُ اللّهُ لُبَّه .
وَاعلَم إنّي سَأُشيرُ عَلَيكَ بِرَأيٍ ، إن أنتَ عَملِتَ بهِ تَخَلَّصتَ مِمّا أنتَ مُتَخَوِّفُهُ .
وَاعلَم أنّ خَلاصَكَ وَنَجاتَكَ في حَقنِ الدِّماءِ ، وَكَفِّ الأذى عَن أولياءِ اللّهِ وَالرِّفقِ بِالرَّعِيَّةِ ، وَالتَأنّي ، وَحُسنِ المُعاشَرَةِ مَعَ لِينٍ في غَيرِ ضَعفٍ ، وَشِدَّةٍ في غَيرِ أنَفٍ ، وَمُداراةِ صاحِبِكَ وَمَن يَردُ عَلَيكَ من رُسِلِهِ ، وَارتُق فَتقَ رَعِيَّتِكَ بِأن تُوقِفَهم على ما

1.في المصدر : «حاملكَ » ، والتصويب من بحار الأنوار .


مكاتيب الأئمّة ج4
144

في الحديث السّابع ۱ إلى الشّيخ أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه محمّد بن عيسى الأشعريّ ، عن عبد اللّه بن سّليمان النّوفليّ ۲ ، قال : كنت عند جعفر بن محمّد الصّادق عليه السلام ، فإذا بمولى لعبد اللّه النّجاشي قد ورد عليه ، فسلّم وأوصل إليه كتابه ففضّه وقرأه ، فإذا أوّل سطر فيه :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
أطالَ اللّهُ تعالى بَقاءَ سَيّدي ، وَجَعَلَني مِن كُلِّ سوءٍ فِداهُ ، وَلا أراني فيهِ مَكروهاً ، فإنَّهُ وَلِيُّ ذلِكَ وَالقادِرُ عَلَيهِ .
وَاعلَم ـ سَيّدي وَمَولايَ ـ إنّي بُليتُ بِوِلايَةِ الأهوازِ ، فَإن رَأى سَيّدِي أن يَحِدَّ لي حَدَّاً أو يُمَثِّلَ لي مِثالاً لِأستَدِلَّ بِهِ على ما يُقَرِّبُني إلى اللّهِ عز و جل ، وَإلى رَسولِهِ ، وَيُلَخِّصَ في كتابِهِ ما يَرى لِيَ العَمَلَ بِهِ ، وَفيما تَبَدّلَهُ وَابتَدَلَهُ ، وَأينَ أضَعُ زَكاتي ؟ وَفيمَن أصرِفُها ؟ وَبِمَن آنَسُ ؟ وَإلى مَن استَريحُ ؟ وَبِمَن أثِقُ ؟ وَآمَنُ وَألجأ إليهِ في سِرّي ،

1.الحديث السّابع بالإسناد المتقدّم إلى شيخ المذهب ومحييه ومحققه ، جمال الدّين الحسن بن يوسف بن المطهّر ، عن والده السّعيد سديد الدّين يوسف بن المطهّر قال: أخبرنا الشّيخ العلاّمة النّسّابة فخار بن المعد الموسوي ، عن الفقيه سديد الدّين شاذان بن جبرئيل القميّ ، عن عماد الدّين الطّبري ، عن الشّيخ أبي علي الحسن بن الشّيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن الطّوسي ، عن والده الشّيخ قدّس اللّه روحه ، عن الشّيخ المفيد محمّد بن النّعمان ، عن الشّيخ الصّدوق محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي ، عن الشيخ أبي عبد اللّه جعفر بن قولويه ، عن الشّيخ أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن عبد اللّه بن بكر . . . (ص۸۳) .

2.عبد اللّه بن سليمان النّوفليّ روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، رسالته المعروفة إلى عبد اللّه بن النّجاشي ، وروى عنه محمّد بن عيسى . ذكره الشّهيد الثّاني في كشف الرّيبة عن أحكام الغيبة ، الحديث العاشر من الخاتمة . (راجع معجم رجال الحديث: ج۱۰ ص۲۰۳ الرّقم۶۹۰۴ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 115911
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي