149
مكاتيب الأئمّة ج4

استَقبَلْني بِالمُحارَبَةِ .
يا عَبدَ اللّهِ ، وَحَدَّثني أبي عليه السلام عَن آبائِهِ عَن عَلِيٍّ عليهم السلام ، عَن النَّبِيّ صلى الله عليه و آله ، أنَّهُ قال يَوماً : يا عَلِيُّ ، لا تُناظِر رَجُلاً حتّى تَنظُرَ في سَريرَتِهِ ، فَإن كانَت سَريرَتُهُ حَسَنَةً ، فَانَّ اللّهَ عز و جللَم يَكُن لِيَخذُلَ وَلِيَّهُ ، وَإن كانَت سَريرَتُهُ رَدِيَّةً فَقَد يَكفيهِ مُساويهِ ، فَلَو جَهدِتَ أن تعمَلَ بِهِ أكثَرَ مِمّا عَمِلَهُ مِن مَعاصِيَ اللّهِ عز و جل ما قَدَرتَ عَلَيهِ .
يا عَبدَ اللّهِ ، وَحَدَّثني أبي عليه السلام عَن آبائِهِ عَن عَلِيٍّ عليهم السلام ، عَن النّبي صلى الله عليه و آله ، أنَّهُ قالَ : أدنى الكُفرِ أن يَسمَعَ الرَّجُلُ عَن أخيهِ الكَلِمَةَ لِيَحفَظَها عَلَيهِ يُريدُ أن يَفضَحَهُ بِها ، أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُم.
يا عَبدَ اللّه ، وَحَدّثني أبي عَن آبائِهِ عَن عَلِيّ عليهم السلام ، أنَّهُ قال : مَن قالَ في مُؤمِنٍ ما رَأت عَيناهُ وَسَمِعَت أُذُناهُ ما يُشينُهُ وَيَهدِمُ مُرُوَّتَهُ فَهُوَ مِنَ الّذينَ قالَ اللّهُ عز و جل : « إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِى الَّذِينَ ءَامَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ »۱ .
يا عَبدَ اللّهِ ، وَحَدَّثني أبي عليه السلام عَن آبائِهِ عَن عَلِيّ عليهم السلام ، أنّهُ قالَ : مَن رَوى عَن أخيهِ المُؤمِنِ رِوايَةً يُريدُ بِها أن يَهدِمَ مُرُوَّتَهُ وَثَلبَهُ ، أوقَبَهُ اللّهُ تَعالى بِخَطيئَتِهِ حَتّى يَأتيَ بِمَخرجٍ مِمّا قالَ ، وَلَن يأتِيَ بِالمَخرَجِ مِنهُ أبَداً .
وَمَن أدخَلَ على أخيهِ المُؤمِنِ سُروراً ، فَقَد أدخَلَ على أهلِ البَيتِ سُروراً ، وَمَن أدخَلَ على أهلِ البَيتِ سُروراً فَقَد أدخَلَ على رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله سُروراً ، وَمَن أدخَلَ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله سُروراً فَقَد سَرَّ اللّهَ ، وَمَن سَرَّ اللّهَ فَحقيقٌ عَلَيهِ أن يَدخُلَ الجَنَّةَ .
ثُمَّ إنّيّ أُوصيكَ بِتَقوى اللّهِ وَإيثارَ طاعَتِهِ ، وَالاعتِصامَ بِحَبلِهِ ، فَإنَّهُ مَنِ اعتَصَمَ بِحَبلِ اللّهِ فَقَد هُدِيَ إلى صرِاطٍ مُستقيمٍ . فَاتّقِ اللّهَ وَلا تُؤثِر أحَداً على رِضاهُ وَهَواهُ ، فإنَّهُ وَصِيَّةُ اللّهِ عز و جل إلى خَلقِهِ لا يَقبَلُ مِنهُم غَيَرها ، وَلا يُعَظِّم سِواها .
وَاعلَم أنّ الخَلائِقَ لَم يُوكَّلوا بِشَيءٍ أعظَمَ مِنَ التَّقوى ، فَإنَّهُ وَصيَّتُنا أهلَ البَيتِ ،

1.النور: ۱۹.


مكاتيب الأئمّة ج4
148

وَمَن حَمَلَ أخاهُ المُؤمن [ على راحِلَةٍ ] ۱ حمله اللّه على ناقَةٍ مِن نوقِ الجَنَّةِ ، وباهى بِهِ على المَلائكَةِ المُقَرّبينَ يَومَ القِيامَةِ .
وَمَن زَوَّجَ أخاهُ المُؤمِنَ امرَأةً يَأنَسُ بِها وَتَشُدُّ عَضُدَهُ وَيَستَريحُ إلَيها ، زَوَّجَهُ اللّهُ مِن الحور العينِ ، وَآنسَهُ بِمَن أحَبَّ مِنَ الصِدّيقينَ مِن أهلِ بَيتِهِ وَإخوانِهِ وَآنَسَهُم بِهِ .
وَمَن أعانَ أخاهُ المُؤمِنَ على سُلطانٍ جائِرٍ أعانَهُ اللّهُ على إجازَةِ الصِّراطِ عِندَ زَلزَلَةِ الأقدامِ .
وَمَن زارَ أخاهُ المُؤمِنَ إلى مَنزِلِهِ لا لِحاجَةٍ مِنهُ إلَيهِ ، كُتِبَ مِن زُوّارِ اللّهِ ، وَكانَ حَقيقاً على اللّهِ أن يُكرِمَ زائِرَهُ .
يا عبد اللّه ، حَدَّثني أبي عَن آبائِهِ عَن عَلِيٍّ عليهم السلام ، أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَهُوَ يَقولُ لِأصحابِهِ يَوماً : مَعاشِرَ النّاسِ إنّه لَيسَ بِمُؤمِنٍ مَن آمَنَ بِلِسانِهِ وَلَم يُؤمِن بِقَلبِهِ ، فَلا تَتَّبِعوا عَثَراتِ المُؤمِنينَ ، فإنَّهُ مَن اتَّبَعَ عَثرَةَ مُؤمِنٍ اتّبَعَ اللّهُ عَثراتِهِ يَومَ القِيامَةِ ، وَفَضَحَهُ في جَوفِ بَيتِهِ .
وَحَدّثني أبي عَن آبائِهِ عَن عَلِيٍّ عليهم السلام أنَّهُ عليه السلام قالَ : أخَذَ اللّهُ ميثاقَ المُؤمِنِ أن لا يُصَدَّقَ في مَقالَتِهِ وَلا يَنتَصِفَ فيّ عَدُوِّهِ ، وَعَلى أن لا يَشفي غَيظَهُ إلاّ بِفَضيحَةِ نفسِهِ ، لأنَّ كُلَّ مُؤمِنٍ مُلجَمٍ ، وَذلِكَ لِغايَةٍ قَصيرَةٍ وَراحَةٍ طَويلَةٍ . أخَذَ اللّهُ ميثاقَ المُؤمِنِ على أشياءَ أيسَرِها عَلَيهِ مُؤمِنٍ مِثلِهِ ، يَقولُ بِمَقالتِهِ في فيهِ ، وَيَحسُدُهُ وَالشَّيطانُ يُغويهِ وَيَمنَعُهُ ، وَالسُّلطانُ يَقفو أثَرَهُ وَيَتَّبِـعُ عَثَراتِهِ ، وَكافِرٍ بالّذي هُوَ مُؤمِنٌ ، يَرى سَفكَ دَمَهُ ديناً وَإباحَةَ حَريمِهِ غُنماً ، فَما بَقاءُ المُؤمِنِ بَعدَهذا.
يا عَبدَ اللّهِ ، وَحَدَّثني أبيّ عليه السلام عَن آبائِهِ عَن عَلِيٍّ عليهم السلام عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله قال : نَزَلَ جَبرَئيلُ عليه السلام فَقالَ : يا مُحَمَّدُ صلى الله عليه و آله : إنَّ اللّهَ يَقرَأ عَلَيكَ السَّلام ويقولُ : اشتَقَقتُ لِلمُؤمِنِ اسماً مِن أسمائي ، سَمَّيتُهُ مُؤمِناً ، فَالمُؤمِنُ مِنّي وَأنا مِنهُ ، مَن استَهانَ بِمُؤمِنٍ فَقَد

1.في المصدر :«رحله »، والتصويب ما بين المعقوفين ، كما في بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 112965
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي