فدعا كاتبه وأمره بأدائها عنه، ثمّ أخرجه منها وأمر أنْ يثبتها له لقابل ، ثمّ قال له : سَررتُكَ ؟
فقال : نعم ، جُعِلتُ فداكَ . ثمّ أمر له بمركب وجارية وغلام ، وأمر له بتخت ثياب ، في كلّ ذلك يقول له : هل سَرَرتُكَ ؟ فيقول : نَعَم جُعلِتُ فِداكَ . فَكُلمّا قالَ : نعم ، زاده حتّى فرغ . ثمّ قال له : احمل فرش هذا البيت الّذي كنت جالساً فيه حين دفعت إليَّ كتاب مولاي ، الّذي ناولتني فيه ، وارفع إليّ حوائجك .
قال : ففعل وخرج الرّجل فصار إلى أبي عبد اللّه عليه السلام بعد ذلك فحدّثه الرّجل بالحديث على جهته فَجَعَل يُسَرُّ بما فعل . فقال الرّجل : يابنَ رَسولِ اللّهِ ، كأنَّهُ قدَ سَرَّكَ ما فَعَل بي.
فقال : إي وَاللّهِ ، لَقَد سَرَّ اللّهَ وَرَسولَهُ.۱
34
كتابه عليه السلام إلى رجل من كتّاب يحيى بن خالد
في فضل إدخال السّرور على المؤمنين
روي عن الحسن بن يقطين ۲ ، عن أبيه ، عن جدّه قال : ولي علينا بالأهواز رجل من كتّاب يحيى بن خالد ۳ وكان عليّ من بقايا خراج كان فيها زوال نعمتي ،
1.الكافي: ج۲ ص۱۹۰ ح۹، تهذيب الأحكام: ج۶ ص۳۳۳ ح۴۶، الاختصاص: ص۲۶۰، بحار الأنوار: ج۴۷ ص۳۷۰ ح۸۹ و ج۷۴ ص۲۹۲ ح۲۲ .
2.في بحار الأنوار : «الحسن بن عليّ بن يقطين».
3.يحيى بن خالد
يحيى بن خالد : أنّه سمّ موسى بن جعفر عليه السلام في ثلاثين رطبة . وروى المفيد قدس سره في الإرشاد : أن يحيى بن خالد خرج على البريد حتّى وافى بغداد فماج النّاس وأرجفوا بكلّ شيء وأظهر أنّه ورد لتعديل السّواد والنّظر في اُمور العمّال ، وتشاغل ببعض ذلك أيّاماً ، ثمّ دعا السّندي بن شاهك فأمره فيه بأمره فامتثله، وكان الّذي تولّى به السّنديّ قتله عليه السلام سمّاً جعله في طعام قدمه إليه، ويقال : إنّه جعله في رطب ـ الحديث ـ (الإرشاد: ج ۲ ص ۲۴۲).
وروى الصّدوق عليه السلام بسنده الصّحيح ، عن صفوان بن يحيى قال : لمّا مضى أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ، وتكلّم الرّضا عليه السلام خفنا عليه من ذلك فقلت له: إنّك قد أظهرت أمراً عظيماً وإنّا نخاف من هذا الطّاغي فقال : لِيَجهَد جَهدَهُ فلا سَبيلَ لَهُ عَلَيّ قال صفّوان : فأخبرنا الثّقة أنّ يحيى بن خالد قال للطّاغي: هذا عليّ ابنه قد قعد وادعى الأمر لنفسه فقال: ما يكفينا ما صنعنا بأبيه ، تريد أن نقتلهم جميعاً ، ولقد كانت البرامكة مبغضين على بيت رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، مظهرين لهم العداوة . وروى بإسناده ، عن محمّد بن الفضيل قال : لمّا كان في السّنة الّتي بطش هارون بآل برمك ، بدأ بجعفر بن يحيى وحبس يحيى بن خالد ونزل بالبرامكة ما نزل ـ كان أبو الحسن عليه السلام ، واقفاً بعرفة يدعو . ثمّ طأطأ رأسه فسئل عن ذلك فقال : إنّي كُنتُ أدعو اللّه َ تعالى على البَرامِكَةِ بِما فَعَلوا بأبي عليه السلام فاستجابَ اللّه ُ لِيَ اليومَ فيهِم ، فلمّا انصرف لم يلبث إلاّ يسيراً ، حتّى بطش بجعفر ويحيى وتغيّرت أحوالهم . وروى بإسناده ، عن مسافر قال : كنت مع أبي الحسن عليه السلام بمنى، فمرّ يحيى بن خالد مع قوم من آل برمك فقال عليه السلام : مَساكينُ هواءِ ، لا يَدرونَ ما يَحِلَّ بِهِم في هذهِ السَّنَةِ (راجع : عيون أخبار الرضا : ج ۲ ص ۲۲۶ ح ۴ و ح ۱ و ح ۲) .