161
مكاتيب الأئمّة ج4

وأجلسني في مجلسه ، وقعد بين يديّ ثمّ قال: يا سيّدي كيف خلّفت مولاي؟
فقلت: بخير.
فقال: اللّه اللّه ؟
قلت: اللّه ، حتّى أعادها ثلاثاً ، ثمّ ناولته الرّقعة فقرأها وقبّلها ووضعها على عينيه ، ثمّ قال : يا أخي مر بأمرك .
فقلت: في جريدتك عليّ كذا وكذا ألف ألف درهم وفيه عطبي وهلاكي فدعا الجريدة فمحا عنّي كلّ ما كان فيها، وأعطاني براءة منها. ثمّ دعا بصناديق ماله فناصفني عليها، ثمّ دعا بدوابّه فجعل يأخذ دابّة ويعطيني دابّة، ثمّ دعا بغلمان ، فجعل يعطيني غلاماً ويأخذ غلاماً. ثمّ دعا بكسوته فجعل يأخذ ثوباً ويعطيني ثوباً، حتّى شاطرني جميع ملكه ويقول : هَل سررتك ؟
فأقول : إي واللّه ، وزدت على السّرور .
فلمّا كان في الموسم قلت: واللّه لا كان جزاء هذا الفرح بشيء أحبّ إلى اللّه ورسوله من الخروج إلى الحجّ والدعاء له، والمصير إلى مولاي وسيّدي الصّادق عليه السلام وشكره عنده ، وأسأله الدّعاء له فخرجت إلى مكّة، وجعلت طريقي إلى مولاي عليه السلام فلمّا دخلت عليه رأيته والسّرور في وجهه وقال لي : يا فُلانُ ، ما كانَ مِن خَبَرِكَ مَعَ الرَّجُلِ ؟ فجعلت أُورد عليه خبري ، وجعل يتهلّل وجهه ، ويُسَرُّ السّرور .
فقلت : يا سيّدي هل سررت بما كان منه إليّ ؟ سرّه اللّه تعالى في جميع اُموره.
فقال : إي واللّه ، سَرَّني واللّهِ ، لَقَد سَرَّ آبائي وَاللّهِ ، لَقَد سرَّ أميرَ المُؤمِنينَ واللّهِ ، لَقدَ سرَّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله واللّه لقد سرّ اللّه في عرشه .۱

1.أعلام الدين: ص۲۸۹، بحار الأنوار : ج۴۷ ص۲۰۷ ح۴۹ نقلاً عنه وراجع عدّة الداعي : ص۱۷۹.


مكاتيب الأئمّة ج4
160

وخروج من ملكي ، فقيل لي : إنّه ينتحل هذا الأمر فخشيت أن ألقاه مخافة ألاّ يكون ما بلغني حقّاً ، فيكون فيه خروجي من ملكي وزوال نعمتي ، فهربت منه إلى اللّه تعالى ، وأتيت الصّادق عليه السلام مُستجيراً فكتب إليه رقعة صغيرة فيها :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
إنَّ للّهِِ في ظِلِّ عَرشِهِ ظِلاً لا يَسكُنُهُ إلاّ مَن نَفَّسَ عَن أخيهِ كُربَةً ، أو أعانَهَ بِنَفسِهِ ، أو صَنَعَ إلَيهِ مَعروفاً ، وَلَو بِشَقّ تَمرَةٍ . وَهذا أخوكَ وَالسَّلامُ .

ثمّ ختمها ودفعها إليّ ، وأمرني أن أوصلها إليه ، فلمّا رجعت إلى بلدي صرت إلى منزله فاستأذنت عليه وقلت : رسول الصّادق عليه السلام بالباب ، فإذا أنا به وقد خرج إليّ حافياً فأبصرني ، وسلّم عليّ وقبّل ما بين عينيّ ، ثمّ قال لي: يا سيّدي أنت رسول مولاي.
فقلت: نعم.
فقال: قد أعتقتني من النّار إن كنت صادقاً ، فأخذ بيدي وأدخلني منزله

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 113075
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي