193
مكاتيب الأئمّة ج4

بعض أصحابه قال: كتب أبو جعفر عليه السلام في رسالة إلى بعض خلفاء بني أميّة:وَمِن ذلِكَ ما ضَيَّعَ الجِهادَ الَّذَي فَضَّلَه اللّهُ عز و جل عَلى الأعمالِ وَفَضَّلَ عامِلَهُ عَلى العُمَّالِ تَفضيلاً في الدَّرجاتِ وَالمَغفِرَةِ وَالرَّحمَةِ ؛ لِأنَّهُ ظَهرَ بِهِ الدِّينُ ، وَبِهِ يُدفَعُ عَنِ الدِّينِ ، وَبِهِ اشترَى اللّهُ مِنَ المُونينَ أنفُسِهم وَأموالِهِم بِالجَنَّةِ ، بَيعاً مُفلِحاً مُنجِحاً اشتَرَطَ عَلَيهِمِ فيهِ حِفظَ الحُدودِ ، وَأوَّلُ ذلِكَ الدُّعاءِ إلى طاعَةِ اللّهِ عز و جل مِن طاعَةِ العِبادِ ، وَإلى عِبادَةِ اللّهِ مِن عِبادَةِ العِبادِ ، وَإلى وَلايَةِ اللّهِ مِن وَلايَةِ العِبادِ ، فَمَن دُعيَ إلى الجِزيَةِ فأبى قُتِلَ وَسُبيَ أهلُهُ . وَلَيسَ الدُّعاءُ مِن طاعَةِ عَبدٍ إلى طاعَةِ عَبدٍ مِثلِهِ ، وَمَن أقَرَّ بِالجِزيَةِ لَم يُتَعَدَّ عَلَيهِ وَلَم تُخفَر ذِمَّتُهُ ، وَكُلِّفَ دونَ طاقَتِهِ ، وَكانَ الفَيءُ لِلمُسلِمينَ عامَّةً غَيرَ خاصَّةٍ . وإن كانَ قِتالٌ وَسبيٌ سيرَ في ذلِكَ بِسيرَتِهِ وَعُمِلَ في ذلِكَ بِسُنَّتِهِ مِنَ الدِّينِ . ثُمَّ كُلَّفَ الأعمى وَالأعرَجَ الَّذينَ لا يَجدونَ ما يُنفِقونَ عَلى


مكاتيب الأئمّة ج4
192

وَلَهُ أن يأكُلَ بِمِنى أيَّامَها .
قال : وهذه مسألة شهاب 1 كتب إليه فيها. 2

59

رسالته عليه السلام إلى بعض خلفاء بني أميّة

في فضل الجهاد

0.محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب 3 عن

1.ذكره الشيخ بعنوان : شهاب بن عبد ربّه الأسدي ، مولاهم الصّيرفيّ الكوفيّ ، وذكره النجاشي بعنوان : شهاب بن عبد ربّه بن أبي ميمونة ، مولا بني نصر بن قعين ، من بني أسد . كان موسرا ذا مال (حال) ، روى عن الصّادقين عليهماالسلام ، له كتاب ، والطريق إليه صحيح . (راجع : رجال الطوسي : ص۲۲۴ الرقم ۳۰۱۲ ، رجال النجاشي : ج۱ ص۴۳۶ الرقم ۵۲۱ ، رجال الكشي : ج۲ ص ۴۵۳ ، الفوائد الرجاليّة : ج۳ ص ۵۳) .

2.تهذيب الأحكام : ج ۵ ص ۲۲۷ ح ۷۶۷ ، الاستبصار : ج ۲ ص ۲۷۵ ح ۳ ، وسائل الشيعة : ج ۱۴ ص ۱۷۱ ح ۱۸۹۰۲ وراجع التهذيب : ج ۵ ص ۲۲۷ ح ۱۰۸ ه .

3.الحسن بن محبوب السّراد ويقال له الزّراد يكنى أبا عليّ مولى بجيلة كوفيّ ثقة روى عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام وروى عن ستّين رجلاً من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام . وكان جليل القدر يعدّ في الأركان الأربعة في عصره . له كتب كثيرة . (راجع : الفهرست للطّوسي : ص۹۶ الرّقم۱۶۲ ) . وفي رجال الكشّي: أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عن هؤلاء وتصديقهم وأقروا لهم بالفقه والعلم: وهم ستّة نفر آخر دون السّتّة نفر الّذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام منهم يونس بن عبد الرّحمان وصفوان بن يحيى بيّاع السّابريّ ومحمّد بن أبي عمير وعبد اللّه بن المغيرة والحسن بن محبوب وأحمد بن محمّد بن أبي نصر وقال بعضهم: مكان الحسن بن محبوب : الحسن بن عليّ بن فضّال وفضّالة بن أيّوب وقال بعضهم: مكان ابن فضال: عثمان بن عيسى وأفقه هؤلاء يونس بن عبد الرّحمان وصفوان بن يحيى . ( ج۲ ص۸۳۰ ح ۱۰۵۰ ) . وعن عليّ بن محمّد القتيبي قال : حدّثني جعفر بن محمّد بن الحسن بن محبوب نسبة جدّه الحسن بن محبوب: أنّ الحسن بن محبوب ابن وهب بن جعفر بن وهب وكان وهب عبداً سنديّاً مملوكاً لجرير بن عبد اللّه البجليّ وكان زراداً فصار إلى أمير المؤمنين عليه السلام وسأله أن يبتاعه عن جرير فكره جرير أن يخرجه من يده فقال : الغلام حرّ قد أعتقته فلمّا صحّ عتقه صار في خدمة أمير المؤمنين عليه السلام . ومات الحسن بن محبوب في آخر سنة أربع وعشرين ومئتين وكان من أبناء خمس وسبعين سنة وكان آدم شديد الأدمة أنزع سناطاً خفيف العارضين ربعة من الرّجال يخمع من وركه الأيمن (ج ۲ ص ۸۵۱ ح ۱۰۹۴ ) . أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرّضا عليه السلام : إنّ الحسن بن محبوب الزّراد أتانا عنك برسالة قال صدق لا تقل الزّراد بل قل السّراد إنّ اللّه تعالى يقول : «وَ قَدِّرْ فِى السَّرْدِ» (سبأ:۱۱ ) ( ج ۲ ص ۸۵۱ ح ۱۰۹۵ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 94105
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي