205
مكاتيب الأئمّة ج4

۰.وفي دعائم الإسلام : عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليه السلام أنّه قال لبعض شيعته :عَلَيكُم بِالوَرَعِ وَالاجتِهادِ ، وَصِدقِ الحَديثِ وَأداءِ الأمانَةِ وَالتَّمَسُّكِ بِما أنتُم عَلَيهِ ، فإنّما يَغتَبِطُ أحَدُكم إذا انتَهَت نفسُهُ إلى هاهُنا ، وَأومى بِيَدِهِ إلى حَلقِهِ .
ثُمَّ قالَ : إن تَعيشوا تَرَوا ما تَقِرُّ بهِ أعيُنُكُم ، وَإن مِتُّم تَقدِموا ـ واللّه ـ على سَلَفٍ نِعمَ السَّلَفُ لَكُم ، أما واللّهِ ، إنَّكُم على دينِ اللّهِ وَدينِ آبائي.
أما وَاللّهِ ، ما أعني مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ وَلا عَلِيَّ بَنَ الحُسَينِ وَحَدَهما ، وَلَكِنّي أعنيهِما وَأعني إبراهيمَ وَإسمعيلَ وَإسحاقَ وَيعقوبَ ، وَإنَّهُ لَدينٌ واحِدٌ ، فَاتّقوا اللّهَ وَأعينونا بِالوَرَعِ ، فَوَاللّهِ ما تُقبَلُ الصَّلاةُ وَلا الزَّكوةُ وَلا الحَجُّ إلاّ مِنكُم ، وَلا يُغفَرُ إلاّ لَكُم .
وَإنّما شيعَتُنا مَن اتَّبَعَنا وَلَم يُخالِفنا ، إذا خِفنا خافَ ، وَإذا أمِنّا أمِنَ ، أُولئِكَ شيعَتُنا .
إنّ إبليسَ أتى النّاسَ فَأطاعوهُ ، وَأتى شيعَتَنا فَعَصَوهُ ، فَأغرى النّاسَ بِهِم ، فَلذلِكَ ما يَلقَونَ مِنهُم . ۱

1.دعائم الإسلام : ج۱ ص۶۶ .


مكاتيب الأئمّة ج4
204

قال : قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام :اقَرأ على مَن تَرى أنَّهُ يُطيعُني مِنهُمُ وَيَأخُذُ بِقَولي السَّلامَ ، وَأُوصيكُم بِتَقوى اللّهِ عز و جل وَالوَرَعِ في دينِكُم ، وَالاجتِهادِ للّهِِ وَصدِقِ الحَديثِ ، وَأداءِ الأمانَةِ ، وَطولِ السُّجودِ ، وَحُسنِ الجِوارِ ، فَبِهذا جاءَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله . أدّوا الأمانَةَ إلى مَنِ ائتَمَنَكُم عَلَيها بَرّاً أو فاجِراً ، فَإنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَأمُرُ بِأداءِ الخَيطِ وَالمِخيَطِ 1 صِلوا عَشائِرَكُم وَاشهَدوا جَنائِزَهُم ، وَعودوا مَرضاهُم ، وَأدُّوا حُقوقَهُم ، فإنَّ الرَّجُلَ مِنكُم إذا وَرَعَ في دينِهِ وَصَدَقَ الحَديثَ ، وَأدّى الأمانَةَ ، وَحَسُنَ خُلُقُهُ مَعَ النّاسِ ، قيلَ : هذا جَعفَرِيّ ، فَيَسُرُّني ذلِكَ ، وَيَدخُلُ عَلَيَّ مِنهُ السُّرورُ ، وَقيلَ : هذا أدَبُ جَعفَرٍ .
وَإذا كانَ على غَيرِ ذلِكَ ، دَخَلَ عَلَيَّ بَلاؤُهُ وَعارُهُ وَقيلَ : هذا أدَبُ جَعفَرٍ ، فَوَاللّهِ لَحَدَّثني أبي عليه السلام : أنَّ الرَّجُلَ كانَ يَكونُ فِي القَبيلَةِ مِن شيعَةِ عَلِيٍّ عليه السلام فَيَكونُ زَينَها ، آداهُم لِلأمانَةِ ، وَأقضاهُم لِلحُقوقِ ، وَأصدَقُهُم للِحَديثِ ، إلَيهِ وَصاياهُم وَوَدائِعُهم ، تَسأَلُ العَشيرةَ عَنهُ فَتَقولُ : مَن مِثلُ فلانٍ ؟ إنَّهُ لآدانا لِلأمانَةِ وَأصدَقَنا لِلحَديثِ 2 . 3

1.الخيط : السّلك، والمخيط : الإبرة .

2.الكافي : ج۲ ص۶۳۶ ح۵، بحار الأنوار : ج۷۸ ص۳۷۲ ح۱۲ .

3.وفي مشكاة الأنوار : عن أبي أسامة قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام لأُودّعه ، فقال لي: يا زيد ما لكم وللنّاس! قد حملتم الناس عليّ ، واللّه ما وجدت أحداً يطيعني ويأخذ بقولي إلاّ رجل واحد ، رحم اللّه عبد اللّه بن أبي يعفور فإنّه أمرته بأمر وأوصيته بوصيّة ، فاتّبع قولي وأخذ بأمري ، واللّه إنّ الرّجل منكم ليأتيني فأحدّثه بالحديث لو أمسكه في جوفه لعزّ، وكيف لا يعزّ من عنده ما ليس عند النّاس ، يحتاج النّاس إلى ما في يديه ولا يحتاج إلى ما في أيدي النّاس ، فآمره أن يكتمه فلا يزال يذيعه حتّى يذلّ عند النّاس ويعيّر به . قلت: جعلت فداك إن رأيت كفّ هذا عن مواليك فإنّه إذا بلغهم هذا عنك شقّ عليهم ، فقال: إنّي أقول واللّه الحقّ أنّك تقدم غداً الكوفة ، فيأتيك إخوانك ومعارفك فيقولون: ما حدّثك جعفر؟ فما أنت قائل؟ قال: أقول: لهم ما تأمرني به ، لا اُقصر عنه ولا أعدوه إلى غيره ، قال عليه السلام : أقرئ من ترى أنّه يطيعني ويأخذ بقولي منهم السّلام ، أوصيهم بتقوى اللّه ، والورع في دينهم ، والاجتهاد للّه ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وطول السّجود ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمّد صلى الله عليه و آله ، وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها من برّ أو فاجر فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان يأمر بردّ الخيط والمخيط ، صلّوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدّوا حقوقهم ، فإنّ الرّجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدّى الأمانة وحسن خُلقه مع النّاس قيل: هذا جعفري؛ فيسرّني ذلك ، وقالوا : هذا أدب جعفر ؛ وإذا كان على غير ذلك دخل عليّ بلاؤه وعاره. واللّه لقد حدّثني أبي: إنّ الرّجل كان يكون في القبيلةِ من شيعة عليّ ـ رضوان اللّه عليه ـ فكان أقضاهم للحقوق وآدّاهم للأمانة وأصدقهم للحديث ، إليه وصاياهم وودائعهم ، يسأل عنه فيقال: من مثل فلان؟ قاتّقوا اللّه وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جرّوا إلينا كلّ مودّة وادفعوا عنّا كلّ قبيح ، فإنّه ما قيل لنا فما نحن كذلك ، لنا حقّ في كتاب اللّه وقرابة من رسول اللّه صلى الله عليه و آله وتطهير من اللّه وولادة طيّبة ، لا يدّعيها أحد غيرنا إلاّ كذّاب ، أكثروا ذكر اللّه ، وذكر الموت ، وتلاوة القرآن ، والصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه و آله فإنّ الصّلاة عليه عشر حسنات ، خذ بما أوصيتك به وأستودعك اللّه . (ص۱۳۱ ح۳۰۱) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 112975
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي