جَبرئيلَ عليه السلام ، وَأسَرَّهُ جَبرئيلُ عليه السلام إلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وأسَرَّهُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله إلى عَلِيٍّ عليه السلام ، وَأسَرَّهُ عَلِيٌّ عليه السلام إلى الحَسَنِ عليه السلام ، وَأسَرَّهُ الحَسَنُ عليه السلام إلى الحُسَينِ عليه السلام ، وأسَرَّهُ الحُسَينُ عليه السلام إلى عَلِيٍّ عليه السلام ، وأسَرَّهُ عَلِيٌّ عليه السلام إلى مُحَمَّدٍ عليه السلام ، وَأسَرَّهُ مُحَمَّدٌ عليه السلام إلى مَن أسَرَّهُ ، فلا تَعجَلوا فَوَاللّهِ لَقَد قَرُبَ هذا الأمرُ ۱ ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ فَأذَعتُموهُ ، فَأخَّرَهُ اللّهُ . وَاللّهِ ما لَكُم سِرٌّ إلاّ وَعَدُوُّكُم أعلَمُ بِهِ مِنكُم .
يا ابنَ النّعمانِ ، أبقِ على نَفسِكَ فَقَد عَصَيتَني . لا تُذِع سِرّي ، فإنَّ المُغيرَةَ بنَ سَعيدٍ ۲ كَذَّبَ على
1.نقل المجلسي قدس سره في بحار الأنوار عن كتاب الغيبة للشّيخ الطّوسي رحمه الله بإسناده إلى أبي بصير قال : قلت له : ألهذا الأمر أمد نريح إليه أبداننا وننتهى إليه؟ قال : بلى ولكنّكم أذعتم فزاد اللّه فيه .
وأيضاً بإسناده إلى أبي حمزة الثّمالي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : إنّ عليّاً عليه السلام كان يقول: إلى السّبعين بلاء. وكان يقول : بعد البلاء رخاء . وقد مضت السّبعون ولم نر رخاءً . فقال : أبو جعفر عليه السلام : يا ثابت ، إنّ اللّه تعالى كان وقّت هذا الأمر في السّبعين فلمّا قتل الحسين عليه السلام اشتدّ غضب اللّه على أهل الأرض فأخّره إلى أربعين ومئة سنة ، فحدّثناكم فأذعتم الحديث ، وكشفتم قناع السّتر ، فأخّر اللّه ولم يجعل بعد ذلك وقتاً عندنا ويمحو اللّه ما يشاء ويثبت وعنده أُمّ الكتاب .
قال أبو حمزة : وقلت ذلك لأبي عبد اللّه عليه السلام فقال عليه السلام : كان ذاك ( هامش المصدر ) .
2.المغيرة بن سعيد
كان هو من الكذّابين الغالين ، كبنان ، والحارث الشّامي ، وعبد اللّه بن عمر الحرث ، وأبو الخطّاب ، وحمزة بن عمارة البربريّ ، وصائد النّهديّ ، ومحمّد بن فرات ، وأمثالهم ممّن اُعيروا الإيمان فانسلخ منهم ، وإنّهم يدسّون الأحاديث في كتب الحديث حتّى أنّهم عليهم السلام قالوا : لا تقبلوا علينا ما خالف قول ربّنا وسنّة نبيّنا . ولا تقبلوا علينا إلاّ ما وافق الكتاب والسنّة .
وحكي عن قاضي مصر نعمان بن محمّد بن منصور المعروف بأبي حنيفة المغربيّ المتوفى ۳۶۳ ، عن دعائم الإسلام أنّه ذكر قصّة الغلاة في عصر أمير المؤمنين عليه السلام واحراقه إيّاهم بالنّار ثمّ قال : وكان في أعصار الائمّة من ولده عليهم السلاممن قبل ذلك ما يطول الخبر بذكرهم كالمغيرة بن سعيد من أصحاب أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهماالسلامودعاته فاستزله الشّيطان إلى أن قال : واستحلّ المغيرة وأصحابه المحارم كلّها وأباحوها وعطّلوا الشّرائع وتركوها ، وانسلخوا من الإسلام جملة ، وبانوا من جميع شيعة الحقّ وأتباع الأئمّة ، وأشهر أبو جعفر عليه السلام لعنهم والبراءة منهم الخ .
وقد تظافرت الرّوايات بكونه كذّاباً كان يكذب على أبي جعفر عليه السلام ، وفى رواية عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه يقول : كان المغيرة بن سعيد يتعمّد الكذب على أبي ، ويأخذ كتب أصحابه فكان أصحابه المستترّون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة فكان يدسّ فيها الكفر والزّندقة ويسندوها إلى أبي ثمّ يدفعها إلى أصحابه فيأمرهم أن يبثّوها في الشّيعة ، فكلّ ما كان في كتب أصحاب أبي من الغلو فذاك ممّا دسّه المغيرة بن سعيد في كتبهم .
وفي رواية قال أبو جعفر عليه السلام : هل تدري ما مثل المغيرة ؟ قال ـ الرّاوي ـ : قلت : لا . قال عليه السلام : مثله مثل بلعم بن باعور . قلت : ومن بلعم ؟ قال عليه السلام : الّذي قال اللّه عز و جل : «الَّذِى ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ » (الأعراف:۷۵). (راجع : رجال الكشّي : ج ۲ ص ۴۸۹) .