وَأنَّ لِلأُمورِ بَغَتاتٍ ۱ فَكُن على حَذَرٍ .
وَإيّاكَ وَمُرتَقى جَبَلٍ سهلٌ إذا كانَ المُنحَدَرُ وَعراً. ۲
ولا تَعدَنَّ أخاكَ وَعداً لَيسَ في يَدِكَ وَفاؤهُ . ۳
77
وصيّته عليه السلام لعنوان البصريّ
في أنّ العلم لا يأتي إلاّ بعد العبوديّة
عنوان ۴ البصريّ ۵ ـ وكان شيخاً كبيراً قد أتى عليه أربع وتسعون سنة ـ قال : كنت أختلف إلى مالك بن أنس سنين ، فلمّا حضر جعفر الصّادق عليه السلام المدينة اختلفت إليه وأحببت أن آخذ عنه كما أخذت من مالك ، فقال لي يوماً:
إنّي رَجُل مَطلوبٌ وَمَعَ ذلِكَ لي أورادٌ في كُلِّ ساعَةٍ مِن آناءِ اللّيلِ وَالنَّهارِ فَلا تَشغَلني عَن وِردي ، فَخُذ عَن مالِكٍ واختَلِف إلَيهِ كما كُنتَ تَختَلِفُ إلَيهِ .
فاغتَمَمتُ مِن ذلِكَ وَخَرَجتُ مِن عِندِهِ ، وَقُلتُ في نَفسي : لَو تَفَرَّسَ فِيَّ خَيراً لَما زَجَرَني عَنِ الاختِلافِ إلَيهِ وَالأخذِ عَنهُ ، فَدَخلتُ مَسجِدَ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله وَسَلَّمتُ عَلَيهِ ، ثُمَّ رَجَعتُ مِنَ القَبرِ إلى الرَّوضَةِ وَصَلَّيتُ فيها رَكعَتَينِ ، وَقُلتُ : أسألُكَ يا أللّهُ يا أللّهُ أن تَعطِفَ عَلَيَّ قَلبَ جَعفَرٍ ، وَتَرزُقَني مِن عِلمِهِ ما أهتدي بِهِ إلى صِراطِكَ المُستَقيمِ .
1.البغتات ـ جمع بغتة ـ أي الفجأة.
2.المنحدر: مكان الانحدار أي الهبوط والنّزول. والوعر: ضدّ السّهل أي مكان الصّلب وهو الّذي مخيف الوحش.
3.تحف العقول : ص۳۶۷ ، بحار الأنوار : ج۷۸ ص۲۵۰ ح۹۴ نقلاً عنه .
4.وفي نسخة: «عفان» بدل «عنوان».
5.لم نجد للرّجل ترجمة في المصادر الرّجاليّة بهذا العنوان .