243
مكاتيب الأئمّة ج4

رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَأحِبّائِهِ ، وَجَعَلَ لَهُ ثَوابَ صَبرِهِ مَعَ ما ادَّخَرَ لَهُ في الآخِرَةِ ، فَمَن صَبَرَ وَاحتَسَبَ لَم يَخرُج مِنَ الدُّنيا حَتّى يُقِرَّ ( اللّهُ ) لَهُ عَينَهُ في أعدائِهِ ، مَعَ ما يَدّخِرُ لَهُ في الآخِرَةِ . ۱

في الحلم والعفو

۰.ابن البرقيّ، عن أبيه، عن جدّه، عن جعفر بن عبد اللّه ، عن عبد الجبّار بن محمّد، عن داوود الشعيريّ ، عن الرّبيع صاحب المنصور۲قال : قال المنصور للصّادق عليه السلام : حدّثني عن نفسك بحديث أتَّعِظ به ، ويكون لي زاجر صدق عن الموبقات، فقال الصّادق عليه السلام :عَلَيكَ بِالحِلمِ فإنَّهُ رُكنُ العِلمِ ، وَاملُك نَفسَكَ عِندَ أسبابِ القُدرَةِ ، فإنَّكَ إن تَفعَل ما تَقدِرُ عَلَيهِ كُنتَ كَمَن شَفى غَيظاً أو تَداوى حِقداً ، أو يُحِبُّ أنُ يُذكَرَ بِالصَّولَةِ وَاعلَم بِأنَّكَ إن عاقَبتَ مُستَحِقّاً لَم تَكُن غايَةُ ما تُوصَفُ بِهِ إلاّ العَدلُ ، وَلا أعرِفُ حالاً أفضَلَ مِن حالِ العَدلِ ، وَالحالُ الّتي تُوجِبُ الشُّكرَ أفضَلُ مِن الحالِ الّتي تُوجِبُ الصَّبرَ . ۳

في النّهي عن القول بغير علم والافتاء بالرأي

۰.محمّد بن يحيى العطّار، عن أحمد وعبد اللّه ابني محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن مفضّل بن مزيد۴قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام :

1.الكافي: ج۲ ص۸۸ ح۳، بحار الأنوار: ج۷۱ ص۶۰ ح۱ نقلاً عنه.

2.الرّبيع صاحب المنصور الدّوانيقي ، واسمه : الرّبيع بن يونس بن محمّد بن أبي فروة ، واسم أبي فروة كيسان مولى الحارث الحفار مولى عثمان بن عفان ، وكان ابن عياش المنتوف يطعن في نسب الرّبيع ، وقيل : انّ الرّبيع وزر للمنصور وللهادي ولم يوزر للمهدي وإنّه مات في أوّل سنة سبعين ومئة . وحدث عن المنصور وجعفر بن محمّد الصادق عليه السلام ، وروى عنه . موسى بن سهل ، وابنه الفضل بن الربيع ، وعبد اللّه بن عامر التميميّ . (راجع : تاريخ بغداد : ج ۸ ص ۴۱۲ الرقم ۴۵۲۱ ، تاريخ مدينة دمشق : ج ۱۸ ص ۸۵ الرقم ۲۱۵۹) .

3.الأمالي للصدوق : ص۷۱۱ ح ۹۷۸ ، بحار الأنوار : ج۷۱ ص۴۱۴ ح۳۵ نقلاً عنه.

4.مفضّل بن مزيد (يزيد) أخو شعيب الكاتب ، وروي الكشي حديثا : يعطى أنّه كان شيعيا وعدّه الشيخ من أصحاب الباقر عليه السلام . (راجع : رجال الكشي : ج ۲ ص ۶۷۲ ، رجال الطوسي : ص ۱۴۶ الرقم ۱۶۰۶ ، خلاصة الأقوال : ص ۴۹۱ ، رجال ابن داوود : ص ۳۵۱ الرقم ۱۵۶۴) .


مكاتيب الأئمّة ج4
242

الَّذِينَ صَبَرُوا وَ مَا يُلَقَّـاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ » 1 ، فَصَبَر رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَتّى نالوهُ بالعَظائِمِ وَرَمَوهُ بِها ، فَضاقَ صَدرُهُ فَأنزَلَ اللّهُ عز و جل :
«وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُن مِنَ السَّاجِدِينَ » 2 ، ثُمَّ كَذّبوهُ وَرَموهُ ، فَحَزِنَ لِذلِكَ ، فأنزَلَ اللّهُ عز و جل : «قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِى يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ *وَلَقَدْكُذِّبَتْ رُسُلٌ مِن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا» 3 .
فَألزَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله نَفسَهُ الصّبرَ ، فَتَعَدّوا فَذَكروا اللّهَ تَبارَكَ وَتَعالى وَكَذّبوهُ ، فَقالَ : قَد صَبَرتُ في نَفسي وَأهلي وَعرِضي وَلا صَبرَ لي عَلى ذِكرِ إلهي ، فَأنزَلَ اللّهُ عز و جل : « وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَ اتِ وَالْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ مَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ» 4 ، فَصَبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله في جَميعِ أحوالِهِ ، ثُمَّ بُشِّرَ في عِترَتِهِ بِالأئمَّةِ ووُصِفوا بِالصَّبرِ ، فقالَ : جَلّ ثناؤهُ : « وَ جَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَ كَانُوا بَِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ » 5 فَعِندَ ذلِكَ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : الصَّبرُ مِنَ الإيمانِ كَالرّأسِ مِنَ الجَسَدِ ، فَشَكَرَ اللّهُ عز و جل ذلِكَ لَهُ ، فَأنزَلَ اللّهُ عز و جل : « وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِى إِسْرَ ائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَ دَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ » 6 فَقالَ صلى الله عليه و آله : إنَّهُ بُشرى وَانتِقامٌ ، فأباحَ اللّهُ عز و جل لَهُ قِتالَ المُشرِكينَ فَأنزَلَ (اللّهُ) : «اقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ» 7
، «وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ» 8 فَقَتَلَهُم اللّهُ على يَدَي

1.فصلت:۳۴ و۳۵.

2.الحجر: ۹۷ و۹۸.

3.الأنعام: ۳۳ و۳۴.

4.ق: ۳۸ و۳۹.

5.السجدة:۲۴.

6.الأعراف: ۱۳۷.

7.التوبة:۵.

8.البقرة:۱۹۱،النساء:۹۱.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 94236
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي