255
مكاتيب الأئمّة ج4

لَومَةَ لائِمٍ ، وَباعَدَ فيكَ الأقرَبينَ وَقَرَّبَ فيكَ الأبعَدينَ ، وَأمَرَ بِطاعَتِكَ وَائتَمَرَ بِها سِرّاً وَعَلانِيةً ، وَنَهى عَن مَعصِيَتِكَ وَانتَهى عَنها ۱ ، وَأشهَدُ أنّهُ تَوَلّى مِنَ الدُّنيا راضِياً عَنكَ مَرضِيّاً عِندَكَ مَحموداً في المُقَرَّبينَ وأنبيائِكَ المُرسَلينَ وَعِبادِكَ الصّالِحينَ المُصطَفَينَ ، وَأنَّهُ غَيرُ مُليمٍ ولا ذَميمٍ وَأنَّهُ لَم يَكُن مِنَ المُتَكَلِّفينَ ، وَأَنّهُ لَم يَكُن ساحِراً وَلا سُحِرَ لَهُ ، وَلا كاهِناً ولا تُكُهِّنَ لَهُ ، ولا شاعِراً ولا شُعِرَ لَهُ ، وَلا كَذّاباً ، وَأنَّهُ (كانَ) رَسولَكَ وَخاتَمَ النَّبِيّينَ ، جاءَ بالحَقِّ مِن عِندِ الحَقِّ ، وَصَدَّقَ المُرسَلينَ ، وَأشهَدُ أنّ الّذينَ كَذّبوهُ ذائِقوا العَذابِ الأليمِ ، وَأشهَدُ أنّ ما أتانا بِهِ مِن عِندِكَ وَأخبَرَنا بِهِ عَنكَ أنَّهُ الحَقُّ اليَقينُ لا شَكَّ فيهِ مِن رَبِّ العالَمينَ .
اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمّدٍ عَبدِكَ وَرَسولِكَ ، وَنَبِيِّكَ ، وَوَلِيِّكَ ، وَنَجِيِّكَ وَصَفِيِّكَ ، وَصَفوَتِكَ ، وَخِيَرَتِكَ مِن خَلقِكَ ، الّذي انتَجَبتَهُ لِرِسالاتِكَ ، واستَخلَصتَهُ لِدينِكَ ، وَاستَرعَيتَهُ عِبادَكَ ، وائتَمَنتَهُ على وَحيِكَ ، عَلَمُ الهُدى وَبابُ النُّهى وَالعُروَةُ الوُثقى ، فيما بَينَكَ وَبَينَ خَلقِكَ ، الشّاهِدُ لَهُم وَالمُهَيمِنَ عَلَيهِم ، أشرَفَ وَأفضَلَ وَأزكى وَأطهَرَ وأنمَى وَأطيَبَ ما صَلَّيتَ عَلى أحدٍ مِن خَلقِكَ وَأنبِيائِكَ وَرُسلِكَ وأصفِيائِكَ وَالمُخلِصينَ مِن عِبادِكَ .

1.وفي نسخة « انتهى عنها سرّاً وعلانيّة» . أضاف في بحار الأنوار بعد هذه الجملة عبارة الذّيل من نسخة قديمة من مؤلفات الأصحاب وقال : ( فإنّ هذه الزّيادة لم تكن في ساير الكتب ووجودها أولى ) : « ودلّ على محاسن الأخلاق وأخذ بها ، ونهى عن مساوي الأخلاق ورغب عنها ، ووالى أولياءكَ الّذين تحبّ أن يوالى به قولاً وعملاً ، ودعا إلى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وعبدك مخلصاً حتّى أتاه اليقين ، فقبضته إليك تقيّاً نقيّاً زكيّاً ، قد أكملت به الدّين وأتممت به النّعيم ، وظاهرت به الحجج ، وشرعت به شرايع الإسلام ، وفصّلت به الحلال عن الحرام ، ونهجت به لخلقك صراطك المستقيم ، وبيّنت به العلامات والنّجوم الّذي به يهتدون ، ولم تدعهم بعده في عمياء يهيمون ولا في شبهة يتيهون ، ولم تكلهم إلى النّظر لأنفسهم في دينهم بآرائهم ولا التّخير منهم بأهوائهم ، فيتشبّعون في مدلهمّات البدع ، ويتحيّرون في مطبقات الظّلم ، وتتفرّق بهم السّبل في ما يعلمون وفيما لا يعلمون » .


مكاتيب الأئمّة ج4
254

اللّهُمَّ إنّ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله كما وَصَفتَهُ في كتابِكَ ، حَيثُ تَقولُ : «لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ » 1
، فَأشهَدُ أنَّهُ كذلِكَ وَأنَّكَ لَم تأمرُ بِالصَّلوةِ عَلَيهِ إلاّ بَعدَ أن صَلَّيتَ عَلَيهِ أنتَ وَمَلآئِكَتُكَ ، وَأنزَلتَ في مُحكَمِ قُرآنِكَ : « إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىِّ يَآأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً » 2 ، لا لِحاجَةٍ إلى صَلوةِ أحَدٍ مِنَ المَخلوقينَ بَعدَ صلوتِكَ عَلَيهِ ، وَلا إلى تَزكِيَتِهِم إيّاهُ بَعدَ تَزكِيَتِكَ ، بَل الخَلقُ جميعاً هُمُ المُحتاجونَ إلى ذلِكَ ، لِأنَّكَ جَعَلتَهُ بابَكَ الّذي لا تَقبَلُ مِمَّن أتاكَ إلاّ مِنهُ ، وَجَعَلتَ الصَّلوةَ عَلَيهِ قُربَةً مِنكَ وَوَسيلَةً إلَيكَ وَزُلفَةً عِندَكَ ، وَدَلَلتَ المُؤمِنينَ عَلَيهِ وَأمَرتَهُم بِالصّلوةِ عَلَيهِ لِيَزدادوا بِها أثَرَةً لَديكَ وَكَرامَةً عَلَيكَ ، وَوَكّلتَ بِالمُصلّينَ عَلَيهِ مَلائِكَتَكَ يُصلّونَ عَلَيهِ وَيُبلّغونَهُ صَلوتَهُم وَتَسليمَهُم .
اللّهُمَّ رَبَّ مُحمَّدٍ صلى الله عليه و آله فإنّي أسأَلُكَ بِما عَظّمتَ ( بِهِ ) مِن أمرِ مُحَمَّدٍ وَأوجَبتَ مِن حَقِّهِ أن تُطلِقَ لِساني مِنَ الصَّلوةِ عَلَيهِ بِما تُحِبُّ وَتَرضى ، وَبِما لَم تُطلِق بِهِ لِسانَ أحَدٍ مِن خَلقِكَ وَلَم تُعطِهِ إيّاهُ ، ثُمّ تُؤتَيِني على ذلِكَ مُرافَقَتَهُ ، حَيثُ أحلَلتَهُ على قُدسِكَ وَجَنّاتِ فِردَوسِكَ ، ثُمَّ لا تُفَرِّق بَيني وَبَينَهُ .
اللّهُمَّ إنّي أبدَأُ بِالشَّهادَةِ لَهُ ثُمَّ بِالصَّلوةِ عَلَيهِ ، وَإن كُنتُ لا أبلُغُ مِن ذلِكَ رِضى نَفسي ، وَلا يُعَبِّرهُ لِساني عَن ضَميري ، وَلا اُلامُ عَلى التَّقصيرِ مِنّي لِعَجز قُدرَتي عَن بُلوغِ الواجِبِ عَلَيَّ مِنهُ ، لأنَّهُ حَظٌّ لي وَحَقٌّ عَلَيَّ وَأداءٌ لِما أوجَبتَ لَهُ في عُنُقي ، أن قَد بَلَّغَ رِسالاتِكَ غَيرَ مُفرِّطٍ فيما أمَرتَ ، وَلا مُجاوِزٍ لِما نَهَيتَ ، وَلا مُقَصِّرٍ فيما أرَدتَ ، وَلا مُتَعَدٍّ لِما أوصَيتَ ، وتلا آياتِكَ على ما أنزَلتَ إلَيهِ وَحيَكَ ، وَجاهَدَ في سَبيلِكَ مُقبِلاً غَيرَ مُدبِرٍ ، وَوَفى بِعَهدِكَ وَصَدَّقَ وَعدَكَ وَصَدَعَ بِأمرِكَ ، لا يَخافُ فيكَ

1.التوبة: ۱۲۸.

2.الأحزاب: ۵۶.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 113501
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي