27
مكاتيب الأئمّة ج4

5

كتابه عليه السلام إلى المفضّل بن عمر ۱ في التوحيد المشتهر بالإهليلجة

0.حدّثني محرز بن سعيد النّحوي بدمشق قال: حدّثني محمّد بن أبي مسهر بالرّملة، عن أبيه، عن جدّه قال: كتب المفضل بن عمر الجعفيّ إلى أبي عبد اللّه جعفر بن

1.مفضّل بن عمر مفضّل بن عمر أبو عبد اللّه وقيل أبو محمّد الجعفيّ كوفيّ فاسد المذهب مضطرب الرّواية لا يعبأ به. وقيل إنّه كان خطابياً. وقد ذكرت له مصنّفات لا يعول عليها ( راجع : رجال النّجاشي : ج ۲ ص ۳۵۹ الرّقم ۱۱۱۳) . وفي رجال الطّوسي : مفضّل بن عمر الجعفيّ الكوفيّ وعدّ من أصحاب أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام (راجع: الرّقم۴۵۳۰ و۵۱۲۲، رجال البرقي: ص۳۴، رجال ابن داوود: ص۵۱۸ الرّقم۴۹۷). ورد في رجال الكشّي روايات منها: حمّاد بن عثمان قال سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول للمفضّل بن عمر الجعفيّ: يا كافر يا مشرك ما لك ولا بني يعني إسماعيل بن جعفر وكان منقطعاً إليه يقول فيه مع الخطابية ثمّ رجع بعد ( ج۲ ص ۶۱۲ ح ۵۸۱ ) . موسى بن بكر قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لمّا أتاه موت المفضّل بن عمر قال رحمه اللّه كان الوالد بعد الوالد أما إنّه قد استراح . ( ج ۲ ص ۶۱۲ ح ۵۸۲ ) . وعن محمّد بن مسعود عن إسحاق بن محمّد البصري قال : أخبرنا محمّد بن الحسين عن محمّد بن سنان عن بشير الدّهان قال قال أبو عبد اللّه عليه السلام : لمحمّد بن كثير الثّقفي ما تقول في المفضّل بن عمر؟ قال: ما عسيت أن أقول فيه لو رأيت في عنقه صليباً وفي وسطه كستيجاً لعلمت على أنّه على الحقّ بعد ما سمعتك تقول فيه ما تقول: قال رحمه اللّه : لكن حجر بن زائدة وعامر بن جذاعة أتياني فشتماه عندي فقلت لهما: لا تفعلا فإنّي أهواه فلم يقبلا ، فسألتهما وأخبرتهما أنّ الكف عنه حاجتي ، فلم يفعلا ، فلا غفر اللّه لهما أما إنّي لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم عَلَيّ ، ولقد كان كُثيّر عَزّة في مودّته لها أصدق منهما في مودتهما لي حيث يقول: لقد عَلِمَت بالغَيبِ أنّي أخونُهاإذا هُوَ لَم يُكرَم عَلَيَّ كريمُها أما أنّي لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم كريمهما . ( ج۲ ص۶۱۲ ح۵۸۳ ) . و خالد بن نجيح الجوان قال قال لي أبو الحسن عليه السلام : ما يقولون في المفضّل بن عمر؟ قلت: يقولون فيه هبه يهودياً أو نصرانيّاً وهو يقوم بأمر صاحبكم قال: ويلهم ما أخبث ما أنزلوه ما عندي كذلك وما لي فيهم مثله . ( ج۲ ص۶۲۰ ح۵۹۴ ) . و موسى بن بكر قال: كنت في خدمة أبي الحسن عليه السلام ولم أكن أرى شيئاً يصل إليه إلاّ من ناحية المفضّل بن عمر ولربّما رأيت الرّجل يجيء بالشّيء فلا يقبله منه ويقول أوصله إلى المفضّل ( ج۲ ص۶۲۰ ح۵۹۵ ) . و عيسى بن سليمان عن أبي إبراهيم عليه السلام قال قلت : جعلني اللّه فداك خلفت مولاك المفضّل عليلاً فلو دعوت له قال : رحم اللّه المفضّل قد استراح قال : فخرجت إلى أصحابنا فقلت لهم : قد واللّه مات المفضّل قال : ثمّ دخلت الكوفة وإذا هو قد مات قبل ذلك بثلاثة أيّام ( ج۲ ص۶۲۱ ح۵۹۷ ) . و عبد اللّه بن الوليد قال قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام : ما تقول في المفضّل ؟ قلت وما عسيت أن أقول فيه بعد ما سمعت منك فقال رحمه اللّه لكن عامر بن جذاعة وحجر بن زائدة أتياني فعاباه عندي فسألتهما الكفّ عنه فلم يفعلا ثمّ سألتهما أن يكفا عنه وأخبرتهما بسروري بذلك فلم يفعلا فلا غفر اللّه لهما ( ج۲ ص۷۰۸ ح۷۶۴ . وراجع ح۹۸۲ وح۱۰۱۴ ) .


مكاتيب الأئمّة ج4
26

القُوَّةُ وَالصِّحَةُ اللّتانِ بِهِما تَكونُ حَرَكاتُ الإنسانِ وَفِعلِهِ كانَ سُكونُهُ لعلَّة سُكونِ الشَّهوَةِ . فَقيلَ : ساكِنٌ ، فَوُصِفَ بِالسُّكونِ ، فإذا اشتَهى الإنسانُ وَتَحَرَّكَت شَهوَتُهُ الّتي رُكِّبَت فيهِ اشتَهى الفِعلَ وَتَحَرَّكَت بِالقُوَّةِ المُرَكَّبَةِ فيهِ وَاستَعمَلَ الآلَةَ الّتي بِها يَفعَلُ الفِعلَ فَيَكونُ الفِعلُ مِنهُ عِندَ ما تَحَرَّكَ وَاكتَسَبَهُ . فَقيلَ : فاعِلٌ وَمُتَحرِّكٌ وَمُكتَسِبٌ وَمُستَطيعٌ ، أوَ لا تَرى أنَّ جَميعَ ذلِكَ صِفاتٌ يُوصَفُ بِها الإنسانُ.
وَسَألتَ ـ رَحِمَكَ اللّهُ ـ عَنِ التَّوحيدِ وَما ذَهَبَ إلَيهِ مَن قِبَلَكَ ، فَتَعالى اللّهُ الّذي لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّميعُ البَصيرُ ، تَعالى اللّهُ عَمَّا يَصِفُهُ الواصِفونَ المُشَبِّهونَ اللّهَ تَبارَكَ وَتَعالى بِخَلقِهِ المُفتَرونَ عَلى اللّهِ عز و جل .
فَاعلَم ـ رَحِمَكَ اللّهُ ـ أنّ المَذهَبَ الصَّحيحَ فِي التَّوحيدِ ما نَزَلَ بهِ القُرآنُ مِن صفاتِ اللّهِ عز و جل ، فَانفِ عَنِ اللّهِ البُطلانَ وَالتَّشبيهَ ، فَلا نَفيَ وَلا تَشبيهَ وَهُوَ اللّهُ الثّابِتَ المَوجودُ ، تَعالى اللّهُ عَمّا يَصِفُهُ الواصِفونَ، ولا تَعدُ القُرآنَ فَتَضِلَّ بَعدَ البَيانِ.
وَسَألتَ رَحِمَكَ اللّهُ عَنِ الإيمانِ، فَالإيمانُ هُوَ: إقرارٌ بِاللّسانِ وَعَقدٌ بِالقَلبِ وَ عَمَلٌ بِالأركانِ ، فَالإيمانُ بَعضُهُ مِن بَعضٍ وَقَد يَكونُ العَبدُ مُسلِماً قَبلَ أن يَكونَ مُوناً ، وَلا يَكونُ مُوناً حَتَّى يَكونَ مُسلِماً فالإسلامُ قَبلَ الإيمانِ وَهُوَ يُشارِكُ الإيمانَ ، فَإذا أتى العَبدُ بِكَبيرَةٍ مِن كَبائِرِ المَعاصي أو صَغيرَةٍ مِن صَغائِرِ المَعاصي الّتي نَهى اللّهُ عز و جل عَنها كانَ خارِجاً مِنَ الإيمانِ وَساقِطاً عَنهُ اسمُ الإيمانِ وَثابِتاً عَلَيهِ اسمُ الإسلامِ ، فَإن تابَ وَاستَغفَرَ عادَ إلى الإيمانِ وَلَم يُخرِجهُ إلى الكُفرِ والجُحودِ وَالاستِحلالِ وَإذا قالَ لِلحَلالِ هذا حَرامٌ وَلِلحَرامِ هذا حَلالٌ وَدانَ بِذلِكَ فَعِندَها يَكونُ خَارِجاً مِنَ الإيمانِ والإسلامِ إلى الكُفرِ وَكانَ بِمَنزِلَةِ رَجُلٍ دَخَلَ الحَرَمَ ثُمَّ دَخَلَ الكَعبَةَ فَأحدَثَ فِي الكَعبَةِ حَدَثاً ، فَأُخرِجَ عَنِ الكَعبَةِ وَعَنِ الحَرَمِ فَضُرِبَت عُنقُهُ وَصارَ إلى النَّارِ . 1

1.التوحيد : ص ۲۲۶ ح۷ ، بحار الأنوار: ج۵ ص۳۰ ح۳۹ نقلاً عنه .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 94215
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي