269
مكاتيب الأئمّة ج4

قال : حدّثني أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد البلويّ قال : حدّثني إبراهيم بن عبيد اللّه بن العلاء قال : حدّثتني فاطمة بنت عبد اللّه بن إبراهيم بن الحسين ۱ قالت : لمّا قتل أبو الدّوانيق عبد اللّه بن الحسن بن الحسين بعد قتل ابنيه محمّد وإبراهيم حمل ابني داوود بن الحسين من المدينة مكبّلاً بالحديد مع بني عمّه الحسنيين إلى العراق ، فغاب عنّي حينا وكان هناك مسجوناً فانقطع خبره وأعمي أثره ، وكنت أدعو اللّه وأتضرّع إليه وأسأله خلاصه ، واستعين بإخواني من الزّهّاد والعبّاد وأهل الجدّ والاجتهاد ، وأسألهم أن يدعوا اللّه لي أن يجمع بيني وبين ولدي قبل موتي ، فكانوا يفعلون ولا يقصّرون في ذلك ، وكان يصل إليّ أنّه قد قتل ويقول قوم : لا ، قد بني عليه اُسطوانة مع بني عمّه فتعظم مصيبتي ، واشتدّ حزني ولا أرى لدعائي إجابة ، ولا لمسألتي نجحاً ، فضاق بذلك ذرعي وكبر سنّي ورق عظمي وصرت إلى حدّ اليأس من ولدي لضعفي وانقضاء عمري.

1.فاطمة بنت عبد اللّه فاطمة بنت عبد اللّه بن ابراهيم بن الحسين ، قيل هي اُمّ داوود اسمها جيبة تكنّى اُمّ خالد البربريّة ، ويحتمل كون فاطمة اُمّ داوود وحبيبة مرضعته . ( راجع : أعيان الشيعة : ج ۳ ص ۴۷۷ ) وقال السيّد بن طاووس : اُمّ داوود هي جدَّتنا الصّالحة المعروفة باُمّ خالد البربرية ، اُمّ جدّنا داوود بن الحسن بن الحسن ابن مولانا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام ، وكان خليفة ذلك الوقت قد خافه على خلافته ، ثمّ ظهر له براءة ساحته فأطلقه من دون آل أبي طالب الّذين قبض ( حبس ) عليهم ، . . . فأمّا حديث أنّها اُمُّ داوود جدّنا ، وأنّ اسمها اُمّ خالد البربريّه كمل اللّه لها مراضيعه الالهيّة ، فإنّه معلوم عند العلماء ومتواتر بين الفضلاء . منهم : أبو نصر سهل بن عبد اللّه البخاريّ النسّابة فقال في كتاب سهرّ أنساب العلويّين ما هذا لفظه : وأبو سليمان داوود بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام اُمُّه اُمُّ ولد تدعا اُمّ خالد البربريّة . أقول : وكتب الأنساب وغيرها من الطرق العليّة قد تضمّنت وصف ذلك على الوجوه المرضيّة . وأمّا حديث أنّ جدَّتنا هذه اُمّ داوود ، وهي صاحبة دعاء يوم النصف من رجب ، فهو أيضا من الأمور المعلومات عند العارفين بالأنساب والروايات ، ولكنّا نذكر منه كلمات من أفضل علماء الأنساب في زمانه عليّ بن محمّد العمريّ تغمّده اللّه بغفرانه فقال في الكتاب المبسوط في الأنساب ما هذا لفظه : وولده داوود بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام اُمّه اُمّ ولد ، وكانت امرأة صالحة ، وإليها ينسب دعاء اُمّ داوود ، . . . ( راجع إقبال الأعمال : ج ۳ ص ۲۳۹ ) .


مكاتيب الأئمّة ج4
268

السّجاد في حديث طويل ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : ـ جعلت فداك ـ هذا رجب ، علّمني فيه دعاء ينفعني اللّه به ، قال : فقال لي أبو عبد اللّه عليه السلام : اكتب :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
وقل في كلّ يوم من رجب صباحاً ومساءً ، وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك : يا مَن أرجوهُ لِكُلِّ خَيرٍ ، وَآمَنُ سَخَطَهُ عِندَ كُلِّ شَرٍّ ، يا مَن يُعطي الكثيرَ بِالقَليلِ ، يا مَن يُعطي مَن سَألَهُ ، يا مَن يُعطي مَن لَم يَسألهُ وَمَن لَم يَعرِفهُ ، تَحَنُّنا مِنهُ وَرَحمَةً ، أعطِني بِمَسألتي إيّاكَ جَميعَ خَيرِ الدُّنيا وَجَميعَ خَيرِ الآخِرَةِ ، وَاصرِف عَنّي بِمَسألَتي إيّاكَ جَميعَ شَرِّ الدُّنيا وَشَرِّ الآخِرَةِ ، فَإنّهُ غَيرُ مَنقوصٍ ما أعطَيتَ ، وَزِدني مِن فَضلِكَ يا كريمُ .

قال : ثمّ مدّ أبو عبد اللّه عليه السلام يده اليسرى ، فقبض على لحيته ودعا بهذا الدّعاء ، وهو يلوذ بسبابته اليمنى ، ثمّ قال : بعد ذلك : يا ذا الجَلالِ وَالإكرامِ ، يا ذا النَّعماءِ وَالجودِ ، يا ذا المَنِّ وَالطَّولِ ، حَرِّم شَيبَتي عَلى النّارِ .۱

85

كتابه عليه السلام لأمّ داوود

في دعاء الاستفتاح والإجابة والنّجاح

ذكر الشّيخ الصّدوق رحمه الله في فضائل الأشهر الثّلاثة ، قصّة ابتلاء داوود بن الحسين ، وساق السّند إلى أن قال :
حدّثنا الشّريف محمّد بن الحسن بن إسحاق بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام ، قال: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن حمزة بن الحسين بن سعيد المدينيّ ، قال : حدّثني أبي

1.إقبال الأعمال : ج۳ ص۲۱۰، بحار الأنوار : ج۹۸ ص۳۸۹ ح۱ نقلاً عنه .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 113212
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي