271
مكاتيب الأئمّة ج4

تُحِبُّهُ المَلائِكَةُ، وَاجتَهِدي أن لا يَدخُلَ عَلَيكِ أحَدٌ يُكَلِّمُكِ أو يَشغَلُكِ ـ الباقي ذكر في كتاب عمل السّنة ما كُتِبَ هاهنا، من أراد أن يكتب فليكتب من عمل السّنة ـ فإذا فَرَغتِ مِنَ الدُّعاءِ فاسجُدي على الأرضِ، وَعَفِّري خَدَّيكِ على الأرضِ وَقولي: لكَ سَجَدتُ وَبِكَ آمَنتُ فارحَم ذُلّي وَفاقَتي، وَكَبوَتيِ لِوَجهي، وَأجهَدي أن تَسيحَ عَيناكِ وَلَو مِقدارَ رَأسِ الذُّبابِ دُموعاً؛ فإنَّهُ آيَةُ إجابَةِ هذا الدُّعاءِ حُرقَةُ القَلبِ وانسِكابُ العَبرَةِ، فاحفَظي ما عَلّمتُكِ، ثُمَّ احذَري أن يَخرُج عَن يَدَيكِ إلى يَدِ غَيرِكِ مِمِّنَ يَدعو بهِ لِغَيرِ حَقٍّ، فإنَّهُ دُعاءٌ شَريفٌ، وَفيهِ اسمُ اللّهِ الأعظَمُ الّذي إذا دُعِيَ بهِ أجابَ وَأعطى، وَلَو أنّ السَّمواتِ وَالأرضَ كانَتا رِتقاً، وَالبِحارَ بِأجمَعِها مِن دونِها، وَكانَ ذلِكَ كُلُّه بَينَكِ وَبَينَ حاجَتِكِ يُسَهِّلُ اللّهُ عز و جلالوصولَ إلى ما تُريدينَ، وَأعطاكِ طَلِبَتَكِ، وَقَضى لكِ حاجَتَكِ وَبَلَّغَكِ آمالَكِ، وَلِكُلِّ مَن دَعا بِهذا الدُّعاءِ الإجابَةُ مِنَ اللّهِ تَعالى، ذَكَراً كانَ أو أُنثى، وَلَو أنّ الجِنَّ والإنسَ أعداءٌ لِوَلَدِكِ لَكَفاكِ اللّهُ مُؤنَتَهُم وَأخرَسَ عَنكِ ألسِنَتَهُم ، وَذَلَلّ لَكِ رِقابَهُم إن شاءَ اللّهُ .
قالت أُمّ داوود : فكتب لي هذا الدّعاء ، وانصرفت منزلي . الحديث 1 .
ولكن لم يذكر لفظ الدّعاء ، لذا يذكر نصّ الدّعاء من المصباح للشيخ الطّوسي رحمه اللهفي أعمال يوم النّصف من رجب قال :
ويستحبّ أن يدعو بدعاء أُمِّ داوود : وإذا أراد ذلك فليصمّ اليوم الثّالث عشر والرّابع عشر والخامس عشر، فإذا كان عند الزّوال اغتسل، فإذا زالت الشّمس صلّى الظّهر والعصر، يحسن ركوعهنّ وسجودهنّ، ويكون في موضع خال لا يشغله شاغل ولا يكلّمه إنسان، فإذا فرغ من الصّلاة استقبل القبلة وقرأ الحمد مئة مرّة، وسورة الإخلاص مئة مرّة، وآية الكرسي عشر مرّات، ثمّ يقرأ بعد ذلك سورة

1.فضائل الأشهر الثلاثة : ص۳۳ ح ۱۴ ، بحار الأنوار : ج۹۷ ص۴۲ ح۳۰ نقلاً عنه .


مكاتيب الأئمّة ج4
270

قالت : ثمّ إنّي دخلت على أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد عليه السلام ـ وكان عليلاً ـ فلمّا سألته عن حاله ودعوت له وهممت الانصراف . قال لي :
يا اُمّ داوود ، ما الّذي بلغك عن داوود ؟
وكنت قد أرضعت جعفر بن محمّد بلبنه فلمّا ذكره لي بكيت وقلت: جعلت فداك أين داوود ؟ داوود محتبس في العراق وقد انقطع عنّي خبره ، ويئست من الاجتماع معه ، وإنّي لشديدة الشّوق إليه والتّلهف عليه ، وأنا أسألك الدّعاء له فإنّه أخوك من الرّضاعة . قالت : فقال لي أبو عبد اللّه :
يا أُمّ داوود ، فأين أنت عن دعاء الاستفتاح والإجابة والنّجاح ؟ وهو الدّعاء الّذي يفتح اللّه عز و جل له أبواب السّماء ، وتتلقى الملائكة وتبشر بالإجابَةِ وهو الدّعاء المستجاب الّذي لا يحجب عن اللّه عز و جل ، ولا لصاحبه عند اللّه تبارك وتعالى ثواب دون الجنّة؟
قالت: قلت: وكيف لي يا بن الأطهار الصّادقين؟ قال:
يا أُمّ داوودَ فَقَد دنى هذا الشّهرُ الحرامُ ـ يريد عليه السلام شهر رجب ـ وَهُوَ شهرٌ مبارَكٌ عَظيمُ الحُرمَةِ مَسموعٌ الدُّعاءُ فيه، فصومي منهُ ثلاثةَ أيّامٍ، الثّالثَ عشَرَ والرّابِعَ عَشَرَ والخامِسَ عَشَرَ، وَهِيَ الأيّامُ البيضُ، ثُمَّ اغتَسلي في يَومِ النّصفِ مِنهُ عِندَ زَوالِ الشَّمسِ، وصلّي الزّوالَ ثَمانِ رَكعاتٍ تُرسِلينَ فِيهِن وَتُحسِنينَ رُكوعَهُنَّ وَسُجودَهُنَّ وَقُنوتَهُنَّ، تَقَرأ في الرَّكعَةِ الأُولى بِفاتِحَةِ الكِتابِ وَقُل يا أيُّها الكافِرونَ، وَفي الثّانِيَةِ قل هوَ اللّهُ أحَدٌ، وَفي السِّتِ البَواقي مِنَ السُّورِ القِصارِ ما أحبَبتِ، ثُمَّ تُصلّينَ الظُّهرَ ثُمَّ تَركَعينَ بَعدَ الظُّهرِ ثمانِ رَكَعاتٍ تُحسِنينَ رُكوعَهُنَّ وَسُجودَهُنّ وقنوتهُنَّ، وَلتَكُن صَلاتُكِ في أطهَرِ أثوابِكِ في بَيتٍ نَظيفٍ على حَصيرٍ نَظيفٍ وَاستَعمِلي الطِّيبَ فإنَّهُ

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 113079
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي