279
مكاتيب الأئمّة ج4

اللّهمَّ اجعَل لَيلي وَنَهاري وَدُنيايَ وَآخِرَتي وَمُنقَلَبي وَمَثوايَ عافِيَةً مِنكَ ، وَمُعافاةً وَبَرَكَةً مِنكَ .
اللّهمَّ أنتَ رَبّي وَمَولايَ وَسَيّدِي وَأملي، وَإلهي وَغِياثي وَسَنَدي وَخالِقي وَناصِري وَثِقَتي وَرَجائي ، لَكَ مَحيايَ وَمَماتي ، وَلَكَ سَمعي وَبَصَري ، وَبِيَدِكَ رِزقي ، وَإلَيكَ أمري في الدُّنيا والآخِرَةِ .
مَلَّكتَني بِقُدرَتِكَ ، وَقَدِرتَ عَلَيَّ بِسُلطانِكَ ، لَكَ القُدرَةُ في أمري ، وَناصِيَتي بِيَدِكَ ، لا يَحولُ أحدٌ دونَ رِضاكَ ، بِرَأفَتِكَ أرجو رَحمَتَكَ ، وَبِرَحمَتِكَ أرجو رِضوانَكَ ، لا أرجو ذلِكَ بِعَمَلي ، فَقَد عَجَزَ عَنّي عَمَلي ، وَكَيفَ أرجو ما قَد عَجَزَ عَنّي ۱ ، أشكو إلَيكَ فاقَتي ، وَضَعفَ قُوَّتي ، وَإفراطي في أمري ، وَكُلُّ ذلِكَ مِن عِندي، وَما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّي فاكفِني ذلِكَ كُلَّهُ .
اللّهمّ اجعَلني مِن رُفَقاءِ مُحَمّدٍ حَبيبِكَ، وَإبراهيمَ خَليلِكَ ، وَيَومَ الفَزَعِ الأكبَرِ مِنَ الآمِنينَ فَآمِنّي، وَبِبِشرِكَ فَبَشِّرني ۲ ، وَفي ظِلالِكَ فأظِلَّني ، وَبِمَفازَةٍ مِنَ النّارِ فَنَجِّني ، وَلا تُسمني السُّوءَ وَلا تُخزِني ، وَمِنَ الدُّنيا فَسَلِّمني ، وَحُجَّتي يَومَ القِيامَةِ فَلَقِّني ، وَبذِكرِكَ فَذَكِّرني ، وَلِليُسرى فَيَسِّرني ، وَلِلعُسرى فَجَنِّبني ، وَالصَّلاةَ وَالزَّكاةَ ما دُمتُ حَيّاً فَألهِمني ، وَلِعِبادَتِكَ فَوَفِّقني ، وَفي الفِقهِ وَمَرضاتِكَ فَاستَعمِلني ، وَمِن فَضلِكَ فارزُقني ، وَيَومَ القِيامَةِ فَبَيِّض وَجهي ، وَحِساباً يَسيراً فَحاسِبني ، وَبِقَبيحِ عَمَلي فَلا تَفضَحني ، وَبِهُداك فاهدِني ، وَبِالقَولِ الثّابِتِ في الحَياةِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ فَثَبِّتني .
وَما أحبَبتُ فَحَبِّبهُ إلَيَّ، وَما كَرِهتُ فَبَغِّضهُ إلَيّ ، وَما أهمَّني مِنَ الدُّنيا وَالآخِرَةِ فَاكفِني ، وَفي صَلاتي وَصِيامي وَدُعائي وَنُسُكي وَشُكري وَدُنيايَ وَآخِرَتي فَبارِك

1.في منقوله في بحار الأنوار : «فقد عجزت عن عملي فكيف أرجو ما عجز عنّي».

2.في بعض نسخ الحديث : «وبيسارك فيسّر لي» وفي بعضها : «فيسرّني».


مكاتيب الأئمّة ج4
278

أخلَفَت سَراياهُ.
وَكَم من باغٍ بَغاني بِمَكائِدِهِ، وَنَصَبَ لي أشراكَ مَصائِدِهِ، وَوَكَّلَ بي تَفَقُّدَ رِعايَتِهِ، وَأضبَأ ۱ إلَيَّ إضباءَ السَّبُعِ لِمَصائِدِهِ انتِظاراً لانتِهازِ (الفُرصَةِ) لِفَريسَتِهِ. فَنادَيتُكَ يا إلهي مُستَغيثاً بِكَ، واثِقاً بِسُرعَةِ إجابَتِكَ، عالِماً أنَّهُ لَم يُضطَهَد مَن أوى إلى ظِلِّ كَنَفِكَ، وَلَن يَفزَعَ مَن لَجأ إلى مَعاقِلِ انتِصارِكَ، فَحَصَّنتَني مِن بأسِهِ بِقُدرَتِكَ.
وَكَم مِن سحائِبِ مَكروهٍ قَد جَلَّيتَها، وَغَواشِيَ كُرُباتٍ كَشَفَتها، لا تُسألُ عَمّا تَفعَلُ وَلَقَد سُئِلتَ فَأعطَيتَ وَلَم تُسأل فَابتَدأتَ، وَاَستُميحَ فَضلُكَ فَما أكدَيتَ ۲ ، أبَيتَ إلاّ إحساناً وَأبَيتُ إلاّ تَقَحُّمَ حُرُماتِكَ، وَتَعدِّيَ حُدودِكَ وَالغَفلةَ عَن وَعيدِكَ.
فَلَكَ الحَمدُ إلهي مِن مُقتَدِرٍ لا يُغلبُ وَذي أناةٍ لا يَعجَلُ هذا مَقامُ مَنِ اعتَرَفَ لَكَ بِالِتَّقصيرِ، وَشَهِدَ على نَفسِهِ بِالتَّضييعِ.
اللّهمَّ إنّي أتقرَّبُ إلَيكَ بالمُحَمَّدِيَّةِ الرَّفيعَةِ، وَأتوَجَّهُ إلَيكَ بالعَلَوِيَّةِ البَيضاءِ، فَأعِذني من شَرِّ ما خَلَقتَ، وَشرِّ مَن يُريدُ بي سوءاً، فإنَّ ذلِكَ لا يَضيقُ عَلَيكَ في وُجدِكَ ۳ ، وَلا يَتَكَأّدُكَ في قُدرَتِكَ، وَأنتَ على كُلِّ شَيءٍ قَديرٍ.
اللّهمَّ ارحَمني بِتَركِ المَعاصي ما أبقَيتَني ، وَارحَمني بِتَركِ تَكَلُّفِ ما لا يَعنيني، وَارزُقني حُسنَ النَّظَرِ فيما يُرضيكَ عَنّي، وَألزِم قَلبي حِفظَ كِتابِكَ كَما عَلَّمتَني ، وَاجعَلني أتلوهُ على ما يُرضيكَ عَنّي، وَنَوِّر بهِ بَصري ، وَأوعِهِ سَمعي ، وَاشرَح بِهِ صَدري ، وَفرِّج بهِ عَن قَلبي ، وَأطلِق بهِ لِساني ، وَاستَعمِل بهِ بَدَني ، وَاجعَل فِيَّ مِنَ الحَولِ وَالقُوَّةِ ما يُسَهِّلُ ذلِكَ عَلَيَّ، فإنَّهُ لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِكَ.

1.أظبأ الصّائد : استتر واختبا ليختل صيده . وفي الصّحيفة «السّبع لطريدته».

2.أكدى الرّجل عن الشّيء : ردّه عنه .

3.أي فيما تجده وتقدر عليه ، ولا يتكأدك أي لا يشقّ عليك ولا يثقلك .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 112957
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي