283
مكاتيب الأئمّة ج4

يدعو به إذا أحزبه أمر والدّعاء:
اللّهمّ احرسْني بعينك الّتي لا تنام ، واكْنِفنِي بركنك الّذي لا يضام، واغفر لي بقدرتك عليّ، ربِّ لا أهلك وأنت الرّجاء ، اللّهمّ أنت أعزّ وأكبر ، ممّا أخاف وأحذر ، باللّه أستفتح ، وباللّه أستنجح ، وبمحمّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله أتوجّه يا كافي إبراهيم نمرود ، وموسى فرعون ، اكفني ما أنا فيه اللّه اللّه ربّي لا أشرك به شيئاً، حسبي الرّبّ من المربوبين، حسبي الخالق من المخلوقين ، حسبي المانع من الممنوعين، حسبي من لم يزل حسبي حسبي ، مذ قطّ حسبي ، حسبي اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم .
ثمّ قال: لولا الخوف من أمير المؤمنين كنت لدفعت إليك هذا المال ، [ أي المال الّذي أعطاه المنصور] ولكن قد كنت طلبت منّي أرضي بالمدينة ، وأعطيتني بها عشرة آلاف دينار ، فلم أبعك وقد وهبتها لك .
قلت: يابن رسول اللّه إنّما رغبتي في الدّعاء الأوّل والثّاني، وإذا فعلت هذا فهو البرّ ولا حاجة لي الآن في الأرض . فقال :
إنّا أهل بيت لا نرجع في معروفنا ، نحن ننسخك الدّعاء ونسلّم إليك الأرض ، صرْ معي إلى المنزل ، فصرت معه كما تقدّم المنصور .
وكما كتب لي بعهدة الأرض.
وأملى عَلَيّ دعاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله .
وأملى عَلَيّ الّذي دعا هو بعد الرّكعتين . 1
أقول: لم ننقل في الحديث نصّ الوثيقة في عهدة الأرض. والدُّعاء الّذي دعا به بعد الصّلاة هو ما ذكره في المهج:

1.مهج الدعوات : ص۲۴۲ ، بحار الأنوار : ج۹۴ ص۲۹۱ ح ۲ نقلاً عنه .


مكاتيب الأئمّة ج4
282

87

كتابه عليه السلام للربيع

في الدّعاء للكرب والشّدائد

في حديث إحضار المنصور الدّوانيقي للإمام الصّادق عليه السلام ودخوله عليه السلام على المنصور وتغيّر حاله، وأمره الرّبيع بإتيان الغالية ووضعها في لحيته عليه السلام وحمله على دابّة فارهة ـ قال الرّبيع : 1 فخرجنا من عنده وأنا مسرور فرح بسلامة جعفر عليه السلام ومتعجّب ممّا أراد المنصور، وما صار إليه من أمره ، فلمّا صرنا في الصّحن قلت له: يابن رسول اللّه إنّي لأعجب ممّا عمد إليه هذا في بابك ، وما أصارك اللّه إليه من كفايته ودعائه ، ولأعجب من أمر اللّه عز و جل ، وقد سمعتك تدعو عقيب الرّكعتين بشيء في الأصل بدعاء لم أدر ما هو ، إلاّ أنّه طويل ، ورأيتك قد حركت شفتيك ههنا ـ أعني الصّحن ـ بشيء لم أدر ما هو ؟ فقال لي :
أمّا الأوّل فدعاء الكرب والشّدائد لم أدع به على أحد قبل يومئذ جعلته عوضاً من دعاء كثير أدعو به إذا قضيت صلاتي، لأنّي لم أترك أن أدعو ما كنت أدعو به .
وأمّا الّذي حركت به شفتي فهو دعاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله يوم الأحزاب حدّثني به أبي عن أبيه عن جدّه عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله قال : لمّا كان يوم الأحزاب كانت المدينة كالإكليل من جنود المشركين ، وكانوا كما قال اللّه عز و جل : «إِذْ جَآءُوكُم مِن فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَ إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِىَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا » . 2 فدعا رسول اللّه صلى الله عليه و آله بهذا الدّعاء وكان أمير المؤمنين عليه السلام

1.الرّبيع : صاحب المنصور الظاهر هو الربيع بن يونس حاجب المنصور ، وهو حفيد الفضل بن الربيع كما يظهر من أمالي الطوسي : ص ۵۹۱ ح ۱۲۲۶ و ص ۲۶۱ ح ۱۰۲۹) وذكره في أصحاب الصادق عليه السلام بعنوان ربيع الحاجب . (رجال الطوسي : ص ۲۰۴ الرقم ۲۶۱۱) . الربيع بن يونس بن محمّد ، مولى أبي جعفر المنصور وحاجبه ووزيره له بعد أبي أيّوب المرزبانيّ توفي في سنة ۱۷۰ ه ق ( راجع : المنتظم : ج ۸ ص ۳۳۲ الرقم ۹۲۰) .

2.الأحزاب: ۱۰ و۱۱.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 112481
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي