287
مكاتيب الأئمّة ج4

وَتَطَوُّلِكَ، وَبِحَقِّكَ الّذي هُوَ أعظَمُ مِن حُقوقِ خَلقِكَ.
وَأسألُكَ يا أللّهُ، يا أللّهُ، يا أللّهُ، يا رَبّاهُ، يا رَبّاهُ، يا رَبّاهُ، يا رَبّاهُ . . . ـ ثلاثَ عَشرَةَ مَرّة ـ وَأرغَبُ إلَيكَ خاصّاً وَعامّاً، وَأوَّلا وَآخِراً ، وَبِحَقِّ مُحَمّدٍ صلى الله عليه و آله ، الأمينِ رَسولِكَ سَيّدِ المُرسَلينَ، وَنَبِيّكَ إمامِ المُتّقينَ ، وبِالرّسالَةِ الّتي أدّاها ، وَالعِبادَةِ الّتي اجتَهَدَ فيها ، وَالمِحنَةِ الّتي صَبَرَ عَلَيها ، وَالمَغفِرَةِ الّتي دَعا إلَيها ، وَالدِّيانَةِ الّتي حَرَّضَ عَلَيها، مُنذُ وَقتِ رِسالَتِكَ إيّاهُ إلى أن تَوَفّيتَهُ، وبِما بَينَ ذلِكَ مِن أقوالِهِ الحَكيمَةِ ، وَأفعالِهِ الكَريمَةِ، وَمَقاماتِهِ المشهورَةِ، وَسَاعاتِهِ المَعدودَةِ ، أن تُصَلِّيَ عَلَيهِ كَما وَعَدتَهُ مِن نَفسِكَ ، وَتُعطِيَهُ أفضَلَ ما أمَّلَ مِن ثَوابِكَ ، وَتُزلِفَ لَديكَ مَنزِلَتَهُ وَتُعلي عِندَكَ دَرجَتَهُ ، وَتبعَثَهُ المَقامَ المَحمودَ ، وَتوردَهُ حَوضَ الكَرَمِ وَالجودِ، وَتُبارِكَ عَلَيهِ بَرَكَةً عامّةً ، خاصّةً ماسّةً ، زاكِيَةً عالِيَةً سامِيَةً ، لا انقِطاعَ لِدَوامِها ، وَلا نَقيصَةَ في كمالِها ، وَلا مَزيدَ إلاّ في قُدرَتِكَ عَلَيها ، وَتُزيدُه بَعدَ ذلِكَ مِمّا أنتَ أعلَمُ بهِ ، وَأقدَرُ عَلَيهِ، وَأوسَعُ لَهُ، وَتُؤتي ذلِكَ، حَتّى يَزدادَ في الإيمانِ بهِ بَصيرَةً ، وَفي مَحَبَّتِهِ ثَباتاً وَحُجَّةً ، وَعلى آلِهِ الطاهِرينَ الطَيبينَ الأخيارِ ، المُنتَجبينَ الأبرارِ ، وَعلى جَبرائيلَ وَميكائيلَ وَالمَلائِكَةِ المُقرّبينَ ، وَحَمَلَةِ عَرشِكَ أجمَعينَ ، وَعلى جَميعِ النَّبِيينَ وَالمُرسلينَ ، وَالصِّديقينَ ، وَالشُّهداءِ ، وَالصّالِحينَ ، عَلَيهِ وَعَلَيهِم السّلامُ وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ .
اللّهمَّ ، إنّي أصبَحتُ لا أملِكُ لِنَفسي ، ضَرّاً ولا نَفعاً ، وَلا مَوتاً ولا حَياةً ، ولا نُشوراً ، قَد دنا مَصرَعي، وَانقَطَعَ عُذري ، وَذَهَبَت ۱ مسألتي ، وَذَلَّ ناصِري ، وَأسلَمَني أهلي، وَوَلدي، بَعدَ قِيامِ حُجَّتِكَ عَلَيَّ ، وَظُهورِ بَراهينِكَ عِندي ، وَوُضوحِ دَلائِلِكَ لَدَيَّ ۲ .

1.في المصدر : «قد ذلّ مصرعي وذهب مسألتي . . . » وما أثبتناه هو الصحيح كما في المصادر الاُخرى .

2.كلمة : «لَدَيَّ » غير موجودة في المصدر ، وقد أثبتناها من المصادر الاُخرى .


مكاتيب الأئمّة ج4
286

وَبَناتٍ، وَذاهِبٍ وَآتٍ، وَلَيلٍ داجٍ، وَسَماءٍ ذاتِ أبراجٍ، وَسِراجٍ وَهّاجٍ، وَبَحرٍ عَجَّاجٍ، وَنُجومٍ تَمورُ، وَأرواحٍ تَدورُ، وَمِياهٍ تَفورُ، وَمِهادٍ مَوضوعٍ، وسِترٍ مَرفوعٍ ، وَرِياحٍ تَهُبُّ، وَبَلاءٍ مَدفوعٍ، وَكَلامٍ مَسموعٍ، ويقظة ۱ وَمَنامٍ، وَسِباعٍ وَأنعامٍ ، وَدَوابٍّ وَهَوامٍ، وَغَمامٍ وَأكمامٍ، واُمورٍ ذاتِ نِظامٍ، مِن شِتاءٍ وَصَيفٍ، وَرَبيعٍ وَخَريفٍ، أنتَ أنتَ خَلَقتَ هذا يا ربّ ، فأحسَنتَ، وَقَدّرتَ فَأتقَنْتَ ، وَسَوَّيتَ فَأحكَمتَ ، وَنَبَّهتَ على الفِكرَةِ، فأنعَمتَ، وَنادَيتَ الأحياءَ فَأفهَمتَ، وَلَم يَبق عَلَيَّ إلاَّ الشُّكرُ لَكَ، وَالذِّكرُ لِمَحامِدِكَ، وَالانقِيادُ إلى طاعَتِكَ، وَالاستِماعُ لِلدَّاعي إلَيكَ، فإن عَصَيتُكَ فَلَكَ الحُجَّةُ، وَإن أطَعتُكَ فَلَكَ المِنَّةُ، يا مَن يُمهِلُ فَلا يَعجَلُ ، وَيَعلَمُ فَلا يَجهَلُ، وَيُعطي فلا يَبخَلُ، يا أحَقَّ مَن عُبِدَ، وَحُمِدَ وَسُئِلَ، وَرُجِيَ وَاعتُمِدَ.
أسألُكَ بِكُلِّ اسمٍ مُقَدَّسٍ، مُطَهَّرٍ، مَكنونٍ اختَرتَهُ لِنَفسِكَ، وَكُلِّ ثَناءٍ عالٍ رَفيعٍ، كَريمٍ رَضيتَ بهِ مِدحَةً لَكَ، وَبِحَقِّ كُلِّ مَلَكٍ قريبٍ مَنزِلَتُهُ عِندَكَ، وَبِحَقِّ كُلِّ نَبيٍّ أرسَلتَهُ إلى عِبادِكَ، وَبِكُلِّ شَيءٍ جَعَلتَهُ مُصَدِّقاً لِرُسُلِكَ، وَبِكُلِّ كتابٍ فَضَّلتَهُ وفصَّلته ۲ ، وَبَيَّنتَهُ وَأحكَمتَهُ ، وَشَرَّعتَهُ، وَنَسختَهُ، وَبِكُلِّ دُعاءٍ سَمِعتَهُ فأجبتَهُ ، وَعَمَلٍ رَفَعتَهُ، وَأسألُكَ بِكُلِّ مَن عَظَمتَ حَقَّهُ، وَأعلَيتَ قَدرَهُ، وَشَرَّفتَ بُنيانَهُ، مِمّن أسَمعتَنا ذِكرَهُ، وَعَرَّفتَنا أمرَهُ، وَمِمَّن لَم تُعرِّفنا مَقامَهُ، وَلَم تُظهِر لَنا شأنَهُ مِمَّن خَلَقتَهُ، مِن أوَّلِ ما ابتَدأتَ بِهِ خَلقَكَ ، وَمِمَّن تَخلُقُهُ إلى انقِضاءِ عِلمِكَ ، وَأسألُكَ بِتَوحيدِكَ الَّذي فَطَرتَ عَلَيهِ العُقولَ، وأخَذتَ بِهِ المَواثيقَ، وَأرسَلتَ بِهِ الرُّسُلَ وَأنزَلتَ عَليهِ الكُتُبَ، وَجَعَلتَهُ أوَّلَ فُروضِكَ، وَنِهايَةَ طاعَتِكَ، فَلَم تَقبَل حَسَنَةً إلاَّ مَعَها، وَلَم تَغفِر سَيّئةً إلاَّ بَعدَها ، وَأتوَجَّهُ إلَيكَ بِجودِكَ وَمَجدِكَ وَكَرَمِكَ، وَعِزِّكَ وَجَلالِكَ ، وَعَفوِكَ وَامتِنانِكَ،

1.كلمة «يقظة » غير موجودة في المصدر ، وما أثبتناه هو الصحيح كما في المصادر الاُخرى .

2.في المصدر : «ووصلته »، وما أثبتناه هو الصحيح كما في المصادر الاُخرى .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 113062
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي