289
مكاتيب الأئمّة ج4

وَاحصَنُ مِن عديدي وَأوجَدُ في مَكاني، وَأصَحُّ مِن مَعقولي، وَأزِمَّةُ الاُمورِ كُلُّها بِيَدِكَ ، صادِرَةٌ عَن قَضائِكَ ، مُذعِنَةٌ بِالخُضوعِ لِقُدرَتِكَ ، فَقيرَةٌ إلى عَفوِكَ ، ذاتُ فاقَةٍ إلى قارِبٍ مِن رَحمَتِكَ ، وَقَد مَسَّني الفَقرُ وَنالَني الضُّرُ ، وَشَمَلَتني الخَصاصَةُ ، وَأغرَتني الحاجَةُ ، وَتَوسَّمتُ بِالذِّلَةِ ، وَعَلَتني المَسكَنَةُ ، وَحَقَّت عَلَيَّ الكَلِمَةُ ، وَأحاطَت بِيَ الخَطيئَةُ ، وَهذا الوَقتُ الّذي وَعدتَ أولياءَكَ فيهِ الإجابَةِ ، فامسَح ما بي بِيَمينِكَ الشّافِيَةِ ، وَانظُر إليَّ بِعَينِكَ الرّاحِمَةِ ، وَأدخِلني في رَحمَتِكَ الواسِعَةِ ، وَأقبِل عَلَيَّ بِوَجهِكَ ذي الجَلال وَالإكرامِ ، فإنَّكَ إذا أقبَلتَ على أسيرٍ فَكَكتَهُ ، وَعلى ضالٍّ هَدَيَتهُ ، وعلى حائِرٍ آوَيتَهُ ، وَعلى ضَعيفٍ قَوَّيتَهُ ، وَعلى خائِفٍ آمَنتَهُ .
اللّهمَّ ، إنَّكَ أنعَمتَ عَلَيَّ فَلَم أشكُر ، وَابتَلَيتَني فَلَم أصبِر ، فَلَم يُوجِب عَجزي عن شُكرِكَ مَنعَ المُؤمَّلِ مِن فَضلِكَ ، وَأوجَبَ عَجزي عَنِ الصَّبرِ على بَلائِكَ كَشفَ ضُرِّكَ ، وإنزالَ رَحمَتِكَ ، فيا مَن قَلّ عِندَ بَلائِهِ صَبري فَعافاني، وَعِندَ نَعمائِهِ شُكري فَأعطاني ، أسألُكَ المَزيدَ مِن فَضلِكَ ، وَالإيزاعَ لِشُكرِكَ ، وَالاعتِدادَ بِنَعمائِكَ في أعفى العافِيَةِ ، وَأسبَغِ النِّعمَةِ ، إنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ .
اللّهمَّ ، لا تُخلِني مِن يَدِك ، وَلا تَترُكني لِقاءاً لِعَدُوِّكَ ، وَلا لِعَدُوّي ، وَلا تُوحِشني من لَطائِفِكَ الخَفِيَّةِ ، وَكِفايَتِكَ الجَميلَةِ ، وَإن شَرَدتُ عَنكَ فاردُدني إلَيكَ ، وَإن فَسَدتُ عَلَيكَ فأصلِحني لَكَ ، فإنَّكَ تَرُدّ الشّارِدَ ، وَتُصلِحُ الفاسِدَ ، وَأنتَ على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ .
اللّهمَّ ، هذا مُقامُ العائِذِ بِكَ ، اللائِذِ ، بِعَفوِكَ ، المُستَجيرِ بِعِزِّ جَلالِكَ ، قَد رأى أعلامَ قُدرَتِكَ ، فَأرِهِ آثارَ رَحمَتِكَ ، فإنَّكَ تُبدِئ الخَلقَ ثُمَّ تُعيدُهُ ، وَهُوَ أهونُ عَلَيكَ ، وَلَكَ المَثَلُ الأعلى فِي السَّمواتِ وَالأرضِ ، وَأنتَ العَزيزُ الحَكيمُ .
اللّهمَّ ، فَتَولَّني وِلايَةً تُغنيني بِها ، عَن سِواها ، وَأعطِني عَطِيَّةً لا أحتاجُ إلى غَيرِكَ


مكاتيب الأئمّة ج4
288

اللّهُمَّ ، إنّه قَد أكدى الطّلَبُ ، وَأعيَتِ الحِيَلُ إلاّ عِندَكَ، وَانغَلَقَتِ الطُّرُقُ ، وَضاقَتِ المَذاهِبُ ، إلاّ إلَيكَ ، وَدَرَستِ الآمالُ ، وَانقَطَعَ الرَّجاءُ ، إلاّ مِنكَ ، وَكَذِبَ الظَّنُ ، وَأخلَفَتِ العِداتُ إلاّ عِدَتُكَ .
اللّهمَّ ، إنّ مَناهِلَ الرَّجاءِ لِفَضلِكَ مُترَعَةٌ ، وَأبوابَ الدُّعاءِ لِمَن دَعاكَ مُفَتَّحَةٌ ، وَالاستِغاثَةُ لِمَنِ استَغاثَ بِكَ مُباحَةٌ ، وَأنتَ لِداعيكَ بِمَوضِعِ الإجابَةِ ، وَللصارِخِ إلَيكَ وَلِيُّ الإغاثَةِ ، وَالقاصِدُ إلَيكَ ، قَريبُ المَسافَةِ ، وَأنَّ مَوعِدَكَ عِوضٌ عَن مَنعِ الباخِلينَ ، وَمَندوحَةٌ عَمّا في أيدي المُستَأثِرينَ ، وَدَركٌ مِن حِيَلِ المَوازرينِ وَأنتَ لا تُحجَبُ عَن خَلقِكَ ، إلاّ أن تَحجُبَهُم الأعمالُ السَّيِئةُ دونَكَ ، وَما أُبرِّئُ نَفسي مِنها ، وَلا أرفَعُ قَدري عَنها ، إنّي لِنَفسي يا سَيِّدي لَظَلومٌ ، وَبِقَدَري لَجَهولٌ ، إلاّ أن ترحَمَني، وتلحضني وَتعودَ بِفَضلِكَ عَلَيَّ ، وَتَدرَأ عِقابَكَ عَنّي، وَتَرحَمَني ، وَتَلحَظَني بِالعَينِ ، الّتي أنقَذتَني بِها مِن حَيرَةِ الشَّكِ ، وَرَفعَتني مِن هُوَّةِ الضَّلالَةِ ، وَأنعَشَتني مِن مِيتَةِ الجَهالَةِ ، وَهَدَيتَني بِها مِن الأنهاجِ الحائِرَةِ .
اللّهمَّ ، وَقَد عَلِمتُ أنَّ أفضَلَ زادِ الرّاحِلِ إلَيكَ عَزمُ إرادَةٍ ، وإخلاصُ نِيَّةٍ ، وَقَد دَعَوتُكَ بِعَزمِ إرادَتي ، وإخلاصِ طَوِيَّتي، وَصادِقِ نِيَّتي، فَها أنا ذا مِسكينُكَ ، بائِسُكَ ، أسيرُكَ ، فَقيرُكَ ، سائِلُكَ ، مُنيخٌ بِفِنائِكَ ، قارِعٌ بابَ رَجائِكَ ، وَأنتَ اُنسُ الآنِسينَ لِأوليائِكَ ، وَأحرى بِكِفايَةِ المُتَوكِّلينَ عَلَيكَ ، وَأولى بِنَصرِ الواثِقِ بِكَ ، وَأحَقُّ بِرِعايَةِ المُنقَطِعِ إلَيكَ ، سِرّي إلَيكَ مَكشوفٌ ، وَأنا إلَيكَ مَلهوفٌ ، وأنا عاجِزٌ ، وَأنتَ قديرٌ ، وَأنا صغيرٌ وَأنتَ كَبيرٌ ، وَأنا ضعيفٌ وَأنتَ قَوِيٌّ ، وَأنا فقيرٌ وَأنتَ غَنِيٌّ ، إذا أوحَشَتني الغُربَةُ ، آنَسَني ذِكرُكَ ، وإذا صَعُبَت عَلَيَّ ۱ الاُمورُ استَجرتُ بِكَ ، وإذا تلاحَقَت عَلَيَّ الشَّدائِدُ أمّلتُكَ ، وَأينَ يَذهبُ بي عَنكَ ، وَأنتَ أقرَبُ مِن وَريدي،

1.في المصدر : « صُبَّت » ، وما أثبتناه هو الصحيح كما في المصادر الاُخرى .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 112861
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي