رَبِّ كَيفَ لي بِذُنوبي الّتي سَلَفَت مِنّي ، قَد هُدَّت لَها أركاني .
رَبِّ كَيفَ أطلُبُ شَهَواتِ الدُّنيا وَأبكي على خَيبَتي فيها وَلا أبكي ، وَتَشتَدُّ حَسَراتي على عِصياني وَتَفريطي .
رَبِّ دَعَتني دَوَاعي الدُّنيا فَأجَبتُها سريعاً ، وَرَكَنتُ إليها طائِعاً وَدَعَتني دَواعي الآخِرَةِ فَتَثَبَّطتُ عَنها وَأبطأتُ في الإجابَةِ وَالمُسارَعَةِ إلَيها ، كَما سارَعتُ إلى دَواعي الدُّنيا وَحُطامِها الهامِدِ وَهَشيمِها البائِدِ وَسَرابِها الذاهِبِ .
رَبِّ خَوَّفتَني وَشَوَّقَتني ، وَاحتَجَجتَ عَلَيَّ بِرِقّي ، وَكَفَلتَ لي بِرزقي ، فَأمِنتُ مِن خَوفِكَ وَتَثَبَّطتُ عَن تَشويقِكَ وَلَم أتَّكِل على ضَمانِكَ ، تَهاوَنتُ بِاحتِجاجِكَ .
اللهُمَّ فاجعَل أمني مِنكَ في هذهِ الدُّنيا خَوفاً ، وَحَوِّل تَثَبُّطي شَوقاً ، وَتَهاوُني بِحُجَّتِكَ فَرَقاً منك ، ثُمَّ رَضِني بِما قَسَمتَ لي مِن رزقِكَ يا كريمُ يا كريمُ .
أسألُكَ باسمِكَ العَظيمِ رِضاكَ عِندَ السَّخطَةِ ، وَالفُرجَةِ عِندَ الكُربَةِ ، وَالنُّور عِندَ الظُّلمَةِ وَالبَصيرَةِ عِندَ تَشَبُّهِ الفِتنَةِ .
رَبِّ اجعَل جَنَّتي مِن خَطايايَ حَصينَةً ، وَدَرَجاتي فِي الجِنانِ رَفيعَةً ، وَأعمالي كُلَّها مُتَقَبَّلَةً ، وَحَسَناتي مُضاعَفَةً زاكِيَةً ، وَأعوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ كُلِّها ، ما ظَهَرَ مِنها وَما بَطَنَ ، وَمِن رَفيعِ المَطعَمِ وَالمَشرَبِ وَمِن شَرِّ ما أعلَمُ وَمِن شَرِّ ما لا أعلَمُ ، وَأعوذُ بِكَ مِن أن أشتَري الجَهلَ بِالعِلمِ ، والجَفاءَ بالحِلمِ ، وَالجَورَ بِالعَدلِ ، وَالقَطيعَةَ بِالبِرِّ وَالجَزَعَ بالصَبرِ وَالهُدى بِالضّلالَةِ وَالكُفرَ بِالإيمانِ .
ابن محبوب عن جميل بن صالح ۱ ، أنّه ذكر أيضاً مثله ، وذكر أنّه دعاء عليّ بن