307
مكاتيب الأئمّة ج4

وَأصلِح حالي كُلَّهُ ، أصبحَتُ في جِوارِ اللّهِ مُمتَنعاً ، وَبِعِزَّةِ اللّهِ الّتي لا تُرام مُحتَجِباً ، وَبِسُلطانِ اللّهِ المَنيعِ مُعتَصِماً مُتَمَسِّكاً ، وَبِأسماءِ اللّهِ الحُسنى كُلِّها عائِذاً ، أصبَحتُ في حِمَى اللّهِ الّذي لا يُستَباحُ ، وفي ذِمَّةِ اللّهِ الّتي لا تُخفَرُ ، وَفي حَبلِ اللّهِ الّذي لا يُجذَمُ ، وَفي جِوارِ اللّهِ الّذي لا يُستَضامُ ، وفي مَنعِ اللّهِ الّذي لا يُدرَكُ ، وَفي سَترِ اللّهِ الّذي لا يُهتَكُ ، وَفي عَونِ اللّهِ الّذي لا يُخذَلُ .
اللّهمَّ أعطِف عَلَينا قُلوبَ عِبادِكَ وإمائِكَ وأوليائِكَ بِرَأفَةٍ مِنكَ وَرَحمَةٍ ، إنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ وَحَسبِيَ اللّهُ وَكَفى ، سَمِعَ اللّهُ لِمَن دَعا ، لَيس وَراءَ اللّهِ مُنتَهى ، وَلا دونَ اللّهِ مَلجأٌ .
مَنِ اعتَصَمَ بِاللّهِ نَجا ، كَتَبَ اللّهُ لَأغلِبَنَّ أنا وَرُسُلي ، إنّ اللّهَ قَوِيٌّ عَزيزٌ ، فَاللّهُ خَيرٌ حافِظاً وَهُوَ أرحَمُ الرّاحِمينَ ، وَما تَوفيقي إلاّ باللّهِ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وإلَيهِ اُنيبُ ، فَإن تَوَلّوا فَقُل حَسبِيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَيهِ تَوَكّلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ .
شَهِدَ اللّهُ أنّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ ، وَالمَلائِكَةُ وَاُولوا العِلمِ قائِماً بالقِسطِ لا إلهَ إلاّ هُوَ العَزيزُ الحَكيمُ ، إنّ الدّين عِندَ اللّهِ الإسلامُ ، وأنا على ذلِكَ مِنَ الشّاهِدينَ ، تَحَصَّنتُ بِاللّهِ العَظيمِ ، وَاستَعصَمتُ بالحَيّ الّذي لا يَموتُ ، وَرَميتُ كُلَّ عَدُوٍّ لنا بِلا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ العَلِيّ العَظيمِ وَصَلّى اللّهُ على سَيِّدنا مُحَمّدٍ وَآلهِ الطَّيبينَ الطّاهِرينَ . 1
وَفي نصّ آخَرَ : قال السيّد ابن طاووس : وَمِن ذلِكَ دُعاءُ الصّادِقِ عليه السلام لَمّا استَدعاهُ المَنصورُ مَرَّةً سابِعَةً وَقَد قَدَّمناهُ في الأحرازِ عَنِ الصّادِقِ عليه السلام ، لَكنَّ فيهِ هاهُنا زِيادَةً عَمّا ذَكَرناهُ ، وَلَعَلَّ هذهِ الزِّيادَةَ كانَت قَبلَ استِدعائِهِ لِسِعايَةِ القُرَشِي ، وَهذهِ بِرِوايَةِ مُحَمّدِ بنِ عَبدِ اللّهِ الإسكَندَرِيّ وَهُوَ دُعاءٌ جَليلٌ ، مَضمونُ الإجابَةِ ،

1.مهج الدعوات: ص۳۲ ، بحار الأنوار : ج۸۶ ص۲۹۹ ح۶۲ نقلاً عنه .


مكاتيب الأئمّة ج4
306

أخافُ وَأحذَرُ ، وَمِن شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وَمِن شَرِّ فَسَقَةِ الجِنِ والإنسِ ، وَمِن شَرِّ ما في النّورِ والظُّلَمِ ، وَمِن شَرّ ما هَجَمَ أو دَهَمَ ، أو أَلمَّ وَمِن شَرّ كُلِّ سُقمٍ وَهَمٍّ وَغَمٍّ وَآفَةٍ ، وَنَدَمٍ وَمِن شَرّ مافي اللّيلِ وَالنَّهارِ وَالبَرِّ والبِحارِ ، وَمِن شَرِّ الفُسّاقِ وَالدُّعّارِ وَالفُجَّارِ وَالكُفّارِ وَالحُسَّادِ وَالسَّحارِ وَالجَبابِرَةِ وَالأشرارِ ، وَمِن شَرِّ ما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعرُجُ فيها ، وَمِن شَرِّ ما يَلِجُ في الأرضِ وَما يَخرُجُ مِنها ، وَمِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بِناصِيَتِها ، إنّ رَبّي على صِراطٍ مُستقيمٍ .
وَأعوذُ بِاللّهِ العَظيمِ مِن شَرِّ ما استعاذَ مِنهُ المَلائِكَةُ المُقَرَّبونَ ، وَالأنبياءُ المُرسَلونَ والشّهداءُ وَعِبادُكَ الصّالِحونَ ، ومُحَمّدٌ وَعَلِيٌّ وَفاطِمَةُ وَالحَسَنُ والحُسَينُ وَالأئِمَّةُ المَهديّونَ والأوصِياءُ وَالحُجَجُ المُطَهّرونَ عَلَيهِم السَّلامُ ، وَرَحمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ .
وَأسألُكَ أن تُعطِيَني مِن خَيرٍ ما سَألوكَهُ ، وَأن تُعيذَني مِن شَرِّ ما استَعاذوا بِكَ مِنهُ ، وَأسألُكَ مِنَ الخَيرِ كُلِّهِ عاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، ما عَلِمتُ مِنهُ وَما لَم أعلَمُ .
وَأعوذُ بِكَ مِن الشَرِّ كُلِّهِ عاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، ما عَلِمتُ مِنهُ وَما لَم أعلَمُ مِنهُ .
وَأعوذُ بِكَ مِن هَمَزاتِ الشَّياطِينِ .
وأعوذُ بِكَ رَبِّ أن يَحضُرونِ .
اللّهمَّ مَن أرادَني في يَومي هذا وَفيما بَعدَهُ مِنَ الأيّامِ مِن جَميعِ خَلقِكَ كُلِّهِم مِنَ الجِنِّ وَالإنسِ ، قَريبٍ أو بَعيدٍ ، ضَعيفٍ أو شَديدٍ ، بِشَرٍّ أو مَكروهٍ ، أو مساءَةٍ بِيَدٍ أو بِلِسانٍ أو بِقَلبٍ ، فَأخرِج صَدرَهُ ، وَألجِم فاهُ ، وَأفحِم لِسانَهُ ، وَاسدُد سَمعَهُ ، وَاقمَح بَصَرَهُ ، وأرعِب قَلبَهُ ، وَاشغَلهُ بِنَفسِهِ ، وَأمِتهُ بِغَيظِهِ ، وَاكفِناهُ بِما شِئتَ وَكَيفَ شِئتَ وَأنّى شِئتَ ، بِحَولِكَ وَقُوَّتِكَ ، إنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ .
اللّهمَّ اكفِني شَرَّ مَن نَصَبَ لي حَدَّهُ ، وَاكفِني مَكرَ المَكَرَةِ ، وَأعِنّي على ذلِكَ بِالسَّكينَةِ وَالوَقارِ ، وَألبِسني دِرعَكَ الحَصينَةَ ، وَأحيِني ما أحيَيتَني في سِترِكَ الواقي،

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 113811
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي