323
مكاتيب الأئمّة ج4

ولا يرخص له في التّلوم والمقام.
فبعث إليه داوود بكتاب المنصور، وقال: اعمد على المسير إلى أمير المؤمنين في غد ولا تتأخّر.
قال صفوان: وكنت بالمدينة يومئذ فأنفذ إليّ جعفر عليه السلام فصرت إليه، فقال لي: تعهد راحلتنا فإنّا غادون في غد هذا إن شاء اللّه العراق، ونهض من وقته وأنا معه، إلى مسجد النّبيّ صلى الله عليه و آله وكان ذلك بين الأُولى والعصر، فركع فيه ركعات ثمّ رفع يديه، فحفظت يومئذ ومن دعائه :
يا مَن لَيسَ لَهُ ابتِداءٌ وَلا انقِضاءٌ ، يا مَن لَيسَ لَهُ أمَدٌ ولا نِهايَةٌ ، وَلا ميقاتٌ ولا غايَةٌ ، يا ذا العَرشِ المَجيدِ ، وَالبَطش الشّديدِ ، يا مَن هُوَ فَعّالٌ لِما يُريدُ ، يا مَن لا يَخفى عَلَيهِ اللّغاتُ ، وَلا تَشتَبِهُ عَلَيهِ الأصواتُ ، يا مَن قامَت بِجَبروتِهِ الأرضُ وَالسَّماواتُ ، يا حَسَنَ الصُّحبَةِ يا واسِعَ المَغفِرَةِ ، يا كريمَ العَفوِ صَلِّ على مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ وَاحرِسني في سَفري وَمَقامي وَفي حَرَكَتي وَانتِقالي بِعَينِكَ الّتي لا تَنامُ ، وَاكنِفني بِرُكنِكَ الّذي لا يُضامُ .
اللّهُمَّ إنّي أتوَجَّهُ في سَفري هذا بِلا ثِقَةٍ لِغَيرِكَ ، وَلا رَجاءٍ يَأوي بي إلاّ إلَيكَ وَلا قُوَّةَ لي أتَّكِلُ عَلَيها ، وَلا حيلَةَ ألجَأ إلَيها إلاّ ابتِغاءَ فَضلِكَ وَالتِماسَ عافِيَتِكَ ، وَطَلَبَ فَضلِكَ وَإجرائِكَ لي على أفضَلِ عَوائِدِكَ عِندي .
اللّهمَّ وَأنتَ أعلَمُ بِما سَبَق لي في سَفَري هذا مِمّا اُحِبُّ وَأكرَهُ فَمَهما أوقَعتَ عَلَيهِ قَدَرَكَ فَمَحمودٌ فيهِ بَلاؤكَ ، مُنتَصِحٌ فيهِ قَضاؤكَ وَأنتَ تَمحو ما تَشاءُ وَتُثبِتُ وَعِندَكَ اُمُّ الكِتابِ.
اللّهمَّ فاصرِف عَنّي فيهِ مَقاديرَ كُلِّ بَلاءٍ ، وَمقضِيَّ كُلِّ لَأواءٍ ، وَابسِط عَلَيَّ كَنَفاً من رَحمَتِكَ ، وَلُطفاً مِن عَفوِكَ ، وَتَماماً مِن نِعمَتِكَ ، حَتّى تَحفَظَني فيهِ بِأحسَنِ ما حَفِظتَ بهِ غائِباً مِنَ المُؤمِنينَ ، وَخَلقتَهُ في سِترِ كُلِّ عَورَةٍ ، وَكِفايَةِ كُلِّ مَضَرَّةٍ ، وَصِرفِ كُلِّ مَحذورٍ ، وَهَب لي فيهِ أمناً وَإيماناً وَعافِيَةً وَيُسراً وَصَبراً وَشُكراً ، وَأرجِعني فيهِ سالِماً إلى سالِمينَ يا أرحَمَ الرّاحِمينَ .


مكاتيب الأئمّة ج4
322

وإبراهيم ابني عبد اللّه بن الحسن، وجدتها في الكتاب العتيق الّذي قدّمت ذكره بخطّ الحسين بن عليّ بن هند قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الرّزاز القرشيّ، قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين قال: حدّثنا بشير بن حمّاد، عن صفوان بن مهران الجمّال ۱ ، قال: رفع رجل من قريش المدينة من بني مخزوم إلى أبي جعفر المنصور ، وذلك بعد قتله لمحمّد وإبراهيم ابني عبد اللّه بن الحسن ، أنّ جعفر بن محمّد بعث مولاه المعلّى بن خنيس لجباية الأموال من شيعته، وأنّه كان يمدّ بها محمّد بن عبد اللّه ، فكاد المنصور أن يأكل كفّه على جعفر غيظاً ، وكتب إلى عمّه داوود بن عليّ ، وداوود إذ ذاك أمير المدينة أن يسيّر إليه جعفر بن محمّد،

1.صفوان بن مهران صفوان بن مهران بن المغيرة الأسديّ ، مولاهم ثمّ مولى بني كاهل منهم ، كوفيّ ثقة يكنّى أبا محمّد . كان يسكن بني حرام بالكوفة وأخواه حسين ومسكين. روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام وكان صفوان جمّالاً له كتاب يرويه جماعة . ( رجال النّجاشي : ج ۱ ص۴۴۰ الرّقم۵۲۳ ) . وفي الفهرست للطّوسي : صفوان بن مهران الجمّال له كتاب . أخبرنا ابن أبي جيّد عن ابن الوليد عن الصفّار عن السّندي بن محمّد عنه . ( ص۱۴۷ الرّقم۳۵۷ ) وفي رجال الطّوسي: صفوان بن مهران الجمّال أبو محمّد الأسديّ الكاهليّ مولاهم كوفيّ . وَعُدَّ من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام . (ص۲۲۷ الرّقم۳۰۶۴ وراجع: رجال ابن داوود: ص۱۸۸ الرّقم۷۶۹). وفي رجال الكشّي : الحسن بن عليّ بن فضّال قال: حدّثني صفوان بن مهران الجمّال قال: دخلت على أبي الحسن الأوّل عليه السلام فقال لي: يا صفّوان كلّ شيء منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً قلت : جعلت فداك أيّ شيء ؟ قال : إكراؤك جمالك من هذا الرّجل يعني هارون قلت: واللّه ما أكريته أشراً ولا بطراً ولا لصيد ولا للّهو ولكنّي أكريه لهذا الطّريق يعني طريق مكّة ولا أتولاّه بنفسي ولكن أنصب غلماني فقال لي : يا صفّوان أيقع كراؤك عليهم ؟ قلت : نعم جعلت فداك قال : فقال لي : أتحبّ بقاءهم حتّى يخرج كراؤك ؟ قلت نعم قال : فمن أحبّ بقاءهم فهو منهم ومن كان منهم كان ورد النّار قال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن آخرها فبلغ ذلك إلى هارون فدعاني فقال لي: يا صفوان بلغني أنّك بعت جمالك؟ قلت: نعم فقال: لم؟ قلت: أنا شيخ كبير وأنّ الغلمان لا يفون بالأعمال فقال: هيهات هيهات إنّي لأعلم من أشار عليك بهذا ، أشار عليك بهذا موسى بن جعفر قلت : ما لي ولموسى بن جعفر ؟ فقال : دع هذا عنك فواللّه لولا حسن صحبتك لقتلتك . ( ج۲ ص۷۴۰ ح۸۲۸ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 113247
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي