أصحابه الّذين سعوا بهم ، فجاؤوا فقرأ عليهم كتاب أبي عبد اللّه عليه السلام ، فرجعوا من عنده وحبس المفضّل هؤلاء ليتغدّوا عنده ، فرجع الفتيان وحمل كلّ واحد منهم على قدر قوته ألفاً وألفين وأقلّ وأكثر، فحضروا أو أحضروا ألفي دينار ، وعشرة آلاف درهمٍ ، قبل أن يفرغ هؤلاء من الغداء .
فقال لهم المفضّل : تأمروني أن أطرد هؤلاء من عندي، تظنّون إنّ اللّه تعالى يحتاج إلى صلاتكم وصومكم . ۱
98
كتابه عليه السلام إلى بعض أصحابه
إنّ اللّه ينصر دينه بمن يشاء
عليّ بن الحسن ، عن عبّاس بن عامر ، عن يونس بن يعقوب ۲ ، قال : كتبت إلى أبي عبد اللّه عليه السلام أسأله أن يدعو اللّه لي أن يجعلني ممّن ينتصر به لدينه فلم يجبني، فاغتممت لذلك ، قال يونس فأخبرني بعض أصحابنا ، أنّه كتب إليه بمثل ما كتبت ، فأجابه وكتب في أسفل كتابه :
يَرحَمُكَ اللّهُ ، إنّما يَنتَصِرُ اللّهُ لِدينِهِ بِشَرِّ خَلقِهِ .۳
1.رجال الكشّي: ج۲ ص۶۱۹ ح۵۹۲.
2.يونس بن يعقوب بن قيس ، أبو عليّ الجلاب البجليّ الدّهنيّ ، اُمّه (منيّة) بنت عمّار بن أبي معاوية الدّهني ، اُخت معاوية بن عمّار ، اختصّ بأبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام ، ومات بالمدينة في أيّام الرضا عليه السلام ، فتولّى أمره ، وكان عظيما عندهم ، موثّقا ، وكان قد قال بعبد اللّه ورجع ، وله كتاب الحجّ . (راجع : رجال النجاشي : ج ۲ ص ۴۱۹ الرقم ۱۲۰۸ ، رجال الطوسي : ص ۳۲۳ الرقم ۴۸۲۷ وص۳۶۸ الرقم ۵۴۷۷) .
3.رجال الكشيّ : ج۲ ص۶۸۶ ح۷۲۶.