333
مكاتيب الأئمّة ج4

أصحابه الّذين سعوا بهم ، فجاؤوا فقرأ عليهم كتاب أبي عبد اللّه عليه السلام ، فرجعوا من عنده وحبس المفضّل هؤلاء ليتغدّوا عنده ، فرجع الفتيان وحمل كلّ واحد منهم على قدر قوته ألفاً وألفين وأقلّ وأكثر، فحضروا أو أحضروا ألفي دينار ، وعشرة آلاف درهمٍ ، قبل أن يفرغ هؤلاء من الغداء .
فقال لهم المفضّل : تأمروني أن أطرد هؤلاء من عندي، تظنّون إنّ اللّه تعالى يحتاج إلى صلاتكم وصومكم . ۱

98

كتابه عليه السلام إلى بعض أصحابه

إنّ اللّه ينصر دينه بمن يشاء

عليّ بن الحسن ، عن عبّاس بن عامر ، عن يونس بن يعقوب ۲ ، قال : كتبت إلى أبي عبد اللّه عليه السلام أسأله أن يدعو اللّه لي أن يجعلني ممّن ينتصر به لدينه فلم يجبني، فاغتممت لذلك ، قال يونس فأخبرني بعض أصحابنا ، أنّه كتب إليه بمثل ما كتبت ، فأجابه وكتب في أسفل كتابه :
يَرحَمُكَ اللّهُ ، إنّما يَنتَصِرُ اللّهُ لِدينِهِ بِشَرِّ خَلقِهِ .۳

1.رجال الكشّي: ج۲ ص۶۱۹ ح۵۹۲.

2.يونس بن يعقوب بن قيس ، أبو عليّ الجلاب البجليّ الدّهنيّ ، اُمّه (منيّة) بنت عمّار بن أبي معاوية الدّهني ، اُخت معاوية بن عمّار ، اختصّ بأبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام ، ومات بالمدينة في أيّام الرضا عليه السلام ، فتولّى أمره ، وكان عظيما عندهم ، موثّقا ، وكان قد قال بعبد اللّه ورجع ، وله كتاب الحجّ . (راجع : رجال النجاشي : ج ۲ ص ۴۱۹ الرقم ۱۲۰۸ ، رجال الطوسي : ص ۳۲۳ الرقم ۴۸۲۷ وص۳۶۸ الرقم ۵۴۷۷) .

3.رجال الكشيّ : ج۲ ص۶۸۶ ح۷۲۶.


مكاتيب الأئمّة ج4
332

أقول : وهذا آخر التّعزية بلفظها من أصل صحيح بخطّ محمّد بن عليّ بن مهجناب البزّاز ، تاريخه في صفر سنة ثمان وأربعين وأربعمئة . ۱

97

كتابه عليه السلام إلى المفضّل

إنّ اللّه ينصر دينه بمن يشاء

قال نصر بن الصّباح ، رفعه ، عن محمّد بن سنان ۲ ، أن عدّة من أهل الكوفة كتبوا إلى الصّادق عليه السلام فقالوا : إنّ المفضّل يجالس الشّطار وأصحاب الحمام وقوماً يشربون الشّراب ، فينبغي أن تكتب إليه وتأمره ألاّ يجالسهم ، فكتب إلى المفضّل كتاباً وختم ودفع إليهم ، وأمرهم أن يدفعوا الكتاب من أيديهم إلى يد المفضّل.
فجاؤوا بالكتاب إلى المفضّل ، منهم زرارة ، وعبد اللّه بن بكير ، ومحمّد بن مسلم . وأبو بصير ، وحجر بن زائدة ، ودفعوا الكتاب ، إلى المفضّل ففكّه وقرأه، فإذا فيه :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ، اشتر كذا وكذا واشتر كذا .
ولم يذكر قليلاً ولا كثيراً ممّا قالوا فيه. فلمّا قرأ الكتاب دفعه إلى زرارة ، ودفع زرارة إلى محمّد بن مسلم حتّى أرى الكتاب إلى الكلّ ، فقال المفضّل : ما تقولون؟
قالوا : هذا مال عظيم حتّى ننظر ونجمع ونحمل إليك ، لم ندرك إلاّ نراك بعد ننظر في ذلك . وأرادوا الانصراف .
فقال المفضّل : حتّى تغدوا عندي ، فحبسهم لغدائه، ووجه المفضّل إلى

1.الإقبال : ج۳ ص۸۲، مسكّن الفؤاد : ص۱۲۶، بحار الأنوار : ج۴۷ ص۲۹۸ ح۲۵ .

2.راجع الكتاب : السّابع والسّتين .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 94114
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي