335
مكاتيب الأئمّة ج4

فلمّا انصرف قال : جعلت فداك اشتريت لي الدّار .
قال : نعم ، وأتى بِصَكٍّ فيهِ :
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
هذا ما اشتَرى جَعفَرُ بنُ مُحَمّدٍ لِفُلانٍ بنِ فُلانٍ الجَبَليّ لَه دارٌ في الفِردَوسِ حَدُّها الأوّلُ رَسولُ اللّهِ وَالحَدُّ الثّاني أميرُ المُؤمِنينَ وَالحَدُّ الثّالِثُ الَحَسنُ بنُ عَلِيٍّ وَالحَدُّ الرّابِعُ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ .

فَلَمّا قرأ الرّجل ذلكَ قال : قَد رَضيتُ جَعَلَنِيَ اللّهُ فِداكَ .
قال : فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : إنّي أخَذتُ ذلِكَ المَالَ فَفَرقتُهُ في وُلدِ الحَسَنِ وَالحُسَينِ وَأرجو أن يَتَقَبّلَ اللّهُ ذلِكَ وَيُثيبُكَ بهِ الجَنَّةَ .
قال : فانصَرَفَ الرَّجُلُ إلى مَنزِلِهِ ، وَكانَ الصَّكُ مَعَهُ ، ثُمَّ اعتَلَّ عِلَّةَ المَوتِ فَلَمّا حَضَرَتهُ الوَفاةُ جَمَعَ أهلَهُ وَحَلَّفهُم أنْ يجعلوا الصّكَ مَعَهُ فَفَعلوا ذلِكَ ، فَلَمّا أصبَحَ القومُ غَدَوا إلى قَبرِهِ فَوَجَدوا الصّكَ على ظَهرِ القَبرِ مَكتوبٌ عَلَيهِ : وَفى وَلِيُّ اللّهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ .۱

100

كتابه عليه السلام إلى المفضّل بن عمر الجعفيّ

في عبد اللّه بن أبي يعفور

حمدويه ، عن الحسن بن موسى، عن عليّ بن حسان الواسطيّ الخزّاز قال : حدّثنا عليّ بن الحسين العبيديّ ، قال : كتب أبو عبد اللّه عليه السلام إلى المفضّل بن عمر الجعفيّ

1.المناقب لابن شهر آشوب : ج۴ ص۲۳۳ ، كشف الغمة : ج۲ ص۲۰۰ ، بحار الأنوار : ج۴۷ ص۱۳۴ ح ۱۸۳ .


مكاتيب الأئمّة ج4
334

99

كتابه عليه السلام لرجل

في شراء دار في الجنّة

هشام بن الحكم ۱ قال : كان رجل من ملوك أهل الجبل يأتي الصّادق عليه السلام في حجّة كلّ سنة فينزله أبو عبد اللّه عليه السلام في دار من دوره في المدينة ، وطال حجّه ونزوله فأعطى أبا عبد اللّه عليه السلام عشرة آلاف درهم ليشتري له داراً وخرج إلى الحجّ .

1.هشام بن الحكم أبو محمّد مولى كندة . وكان ينزل بني شيبان بالكوفة انتقل إلى بغداد سنة تسع وتسعين ومئة ويقال: إنّ (إنّه) في هذه السنّة مات . وأمّا مولده فقد قلنا : الكوفة ومنشؤه واسط وتجارته بغداد . ثمّ انتقل إليها في آخر عمره ونزل قصر وضّاح. وروى هشام عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن موسى عليهماالسلام وكان ثقة في الرّوايات حسن التّحقيق بهذا الأمر . (راجع : رجال النّجاشي : ج۲ ص ۳۹۷ الرّقم ۱۱۶۵) . كان من خواص سيّدنا ومولانا موسى بن جعفر عليه السلام وكانت له مباحثات كثيرة مع المخالفين في الأصول وغيرها وكان له أصل. وله من المصنفات كتب كثيرة منها: كتاب الإمامة...كان هشام يكنّى أبا محمّد وهو مولى بني شيبان كوفيّ ونزل بغداد ولقي أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد عليهماالسلاموابنه أبا الحسن موسى عليه السلام وله عنهما روايات كثيرة.روى عنهما فيه مدائح له جليلة وكان ممّن فتق الكلام في الإمامة وهذب المذهب بالنّظر وكان حاذقاً بصناعة الكلام حاضر الجواب وسئل يوماً عن معاوية أ شهد بدراً قال: نعم من ذلك الجانب وكان منقطعاً إلى يحيى بن خالد البرمكي وكان القيم بمجالس كلامه ونظره. وكان ينزل الكرخ من مدينة السّلام في درب الجب وتوفي بعد نكبة البرامكة بمدّة يسيرة متستراً وقيل بل في خلافة المأمون وكان لاستتاره قصّة مشهورة في المناظرات . (راجع : الفهرست للطّوسي : ص ۲۵۸ ) . وفي رجال الكشّي : قال الفضل بن شاذان : هشام بن الحكم أصله كوفيّ ومولده ومنشؤه بواسط وقد رأيت داره بواسط وتجارته ببغداد في الكرخ وداره عند قصر وضّاح في الطّريق الّذي يأخذ في بركة بني زرزر حيث تباع الطّرائف والخلنج وعليّ بن منصور من أهل الكوفة وهشام مولى كندة مات سنة تسع وسبعين ومئة بالكوفة في أيّام الرّشيد. (ج۲ ص۵۲۶ ح۴۷۵ وراجع ص۵۲۷ ـ ۵۶۴ ورجال الطّوسي : الرّقم۴۷۵۰ و۵۱۵۳) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 94123
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي