351
مكاتيب الأئمّة ج4

زعيما وقائدا للمسلمين وعليه حلّ المشاكل ورفع الشّبهات ، فكانت المراسلة أحد الطرق التي اعتمدت للتواصل مع الإمام ، وكانت هذه المراسلات مستقيمة تارة وعن طريق وكلاء الإمام تارة اُخرى .
يسعى هذا الكتاب لتبيين هذه المراسلات ، وقد جمعها في ثماني فصول ، وهي بشكل مجمل : الفصل الأوّل : في التّوحيد ، الفصل الثّاني : في الإمامة ، الفصل الثّالث : مكاتيب فقهية ، الفصل الرّابع : في المواعظ ، الفصل الخامس : في الدّعاء ، الفصل السّادس : في فضائل بعض الأصحاب ، الفصل السّابع : في وصاياه عليه السلام ، الفصل الثامّن : في اُمور شتّى .
2 ـ كثرة استخدام لفظ « أبي الحسن » للإمام الكاظم عليه السلام وبعده ، أي اشتراك عدد من الأئمة في هذه الكنية والملابسات الّتي تحصل جراء ذلك ، تستدعي الانتباه وإيجاد قواعد من شأنها التّمييز في الأمر .
مما يمكننا جعله قرينة لمعرفة المراد بأبي الحسن ، معرفة الرّاوي الّذي يرد اسمه قبل المعصوم ، وهذا ما أشرنا إليه . وقد جئنا بشرح مبسوط حول بعض من هؤلاء الأشخاص ، وإن كان من المفيد أيضا الإلتفات إلى القرائن التاريخية أو مضمون الروايات لرفع هذا الالتباس .
وقد احتوى مكاتيب الكاظم عليه السلام على ثمانيّة فصول :
أولاً : في التوحيد .
ثانيا : في الإمامة .
ثالثا : في المكاتيب الفقهية .
رابعا : في المواعظ .


مكاتيب الأئمّة ج4
350

كان الإمام عليه السلام في العاشرة من عمره مازال ينهل من فيض علوم والده الإمام الصادق عليه السلام ومعارفه ، وقد أصبح بيته مركزا ومأوى لحلّ مشاكل المسلمين الّذين كانوا يقصدونه من قريب وبعيد ، وحتّى من أقاصي البلاد .
تقلّد موسى بن جعفر عليه السلام الإمامة عام 148 للهجرة بعد شهادة الإمام الصادق عليه السلام ، فكان يبلغ العشرين وقد توفّرت فيه كافّة شروط الإمامة ، فأودعه أبوه هذه الأمانة الجسيمة .
كان هارون الرّشيد يرى نفسه ولي أمر المسلمين ، وكان يتفاخر بقرابته من رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، ويجعلها مبرّرا لاستيلائه على السّلطة . خاطب القبر الشّريف للرسول صلى الله عليه و آله يوما حين زيارته له على مرأى من النّاس وقال :
السّلام عليك يا رسول اللّه ، السّلام عليك يا بن عمّ .
دنى الإمام من القبر مبدّدا مكر هارون ، وقابل القبر وقال :
السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ اللّهِ ، السَّلامُ عَليكَ يا أبَتِ .
تغيّر لون هارون الرشيد حنقا وغضبا ۱ وأمر بالقبض على موسى بن جعفر عليه السلام ۲ ، ونقله من سجن إلى سجن معذّبا ، حتّى أمر بقتله نهاية المطاف .
نظرا للظروف الزّمانية والمكانية الّتي عاشها الإمام الكاظم عليه السلام يجدر الالتفات إلى نقطتين :
1 ـ كان من الضّروري إيجاد طريقة لاتّصال النّاس بالإمام . فكان من الصّعب الوصول إليه لما كان يعيشه من ظروف الإبعاد والحجز . وفي نفس الوقت كان

1.راجع : الإرشاد : ج ۲ ص ۲۳۴ ؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج ۳ ص ۴۳۴ .

2.راجع : المناقب لابن شهر آشوب : ج ۳ ص ۴۳۴ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 112764
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي